بشّر عزة ابراهيم الدوري، قائد الجهاد والتحرير في العراق الرأي العام العراقي والعربي، بأن يوم النصر والتحرير بات قريبا، بعد أن نفذت المقاومة العراقية الصفحتين الأولى والثانية من حرب الشعب طويلة الأمد، وباتت على أبواب الصفحة الثالثة والأخيرة، وأبدى الإستعداد للتفاوض مع الأميركيين لتسهيل انسحاب قوات احتلالهم للعراق ، على قاعدة شروط حددها لذلك، في المقدمة منها اعلان استعدادهم للإنسحاب من العراق. وقال في مقابلة مطولة اجراها مع عبد العظيم مناف رئيس تحرير اسبوعية “الموقف العربي” المصرية، “اعترف العدوبالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض معه وسنعاونه علي الخروج من بلدنا بماء وجههونسهل عليه السبيل”. وأشار إلى أن تضحيات العراقيين في سنوات بلغت خلال الإحتلال وحتى الآن أكثر من مليون وثلاثمائة ألفشهيد، بينهم أكثر من مئة وعشرين ألف بعثي.
وأكد الدوري، المطلوب رقم واحد لقوات الإحتلال الأميركي للعراق أن اعتزام حزب البعث تصويب الأخطاء التي ارتكبت خلال سنوات حكمه للعراق، وإقامة جبة وطنية قومية عريضة، أسوة بما كان خلال تجاربه قبل حكمه العراق، وخلاله..وأن الحل ىالعادل لقضية الأكراد يتمثل في بيان آذار/مارس 1970، وقانون الحكم الذاتي لعام 1974.
وأعلن فتح الأبواب أمام جميع فصائل المقاومة العراقية للإنضمام إلى جبهة القيادة العليا للجهاد والتحرير التي تضم أكثر من ثلاثين فصيلا حتى الآن..مؤكدا انضمام عشرات الألوف لصفوف المقاومة، وآلاف مؤلفة لصفوف حزب البعث..مطمئنا الجميع على صحته.
لم نفاجأ بالإحتلال
الدوري، في أول مقابلة مطولة من نوعها من الإحتلال، اشار إلى أن العراق وجيشه “لم يفاجأ بالذي حصل، بل إن ما حصل زاده قوة وعزما وإصرارا علي المضي في طريق الرسالة التي نذر نفسه لحملها ومواصلة معركتها المقدسة متوكلا علي الله”. واعتبر أن “المستهدف فيهذا الغزو وفي هذه المعركة هو البعث بما يمثله من عقيدة وأهداف ومنهج وإرادة مستقلةوإنجازات كبري حققها في العراق”..مشيرا إلى أنه “في آخر إحصاء أجرته منظمات الحزب، بلغ عدد شهداء البعث في هذه المعركةحتي الآن مائة وعشرين ألف شهيد”.
وأضاف الدوري إن الحرب على البعث بدأت منذ السنوات الأولي لنشأته، ثم توسعت وتعمقت بعد ثورة تموز/يوليو المجيدةعام 1968. وتابع قائلا “في الفتراتالتي سبقت 2003 استخدم العدو الإمبريالي قوي محلية من داخل العراق والأمة أحيانا،وفي أحيان أخري أستخدم قوي اقليمية لتقاتلنا نيابة عنه، وحين فشلت ادواته المحليةوالإقليمية في إيقاف مسيرة العراق النهضوية القومية دخل العدو الأميركي مباشرة ساحةالصراع والقتال وحشد ما حشد من قوي كبري وقاد الغزو والإحتلال بنفسه”. واعتبر الدوري استمرار المقاومة العراقية هو استمرار لـ “معركة الحواسم”.
وأشاد الدوري بنضال قادة وضباطوجنود جيش العراق، وقال “فهم بالإضافةإلي دورهم الجهادي القتالي الخاص عبر تشكيلاتهم الرسمية من فرق وألوية وأفواجوفصائل تحت راية القيادة العامة للقوات المسلحة، فإنهم وبحسب توجيهات وأوامر قيادةالحزب والقيادة العامة للقوات المسلحة، ينتشرون علي فصائل الجهاد الأخري ويعملونفيها قادة ميدانيين ومخططين وفنيين ومصنعين ومطورين لأغلب أنواع أسلحة المقاومة.. إنهم يمثلون روح المقاومة وسر ابداعاتها ودقة ادائها وانتصاراتها”. واعتبر أنهم “ارعبواالمحتل وأقضُّوا مضاجعه”.
وأشار إلى أن المقاومة اعتمدت علي مبادئ وقواعد الحروبالشعبية وحرب العصابات بعد تطوير في أساليبها وتكتيكاتها القتالية فيها وأبدعت فيعملياتها التعبوية والعمليات الخاصة، والأهم أنها طوعت البيئة العراقية لخدمة الحربالشعبية”. واضاف “لقد طورت كثيرا ً عبر الممارسة في مبادئ اظهر بسرعة واضرب بسرعة واختفبسرعة وأهل مكة أدري بشعابها، واستثماره إلي أبعد الحدود، واستخدام عوامل الزمنوالأرض والمناخ علي امتدادها والتنقل بسرعة في أداء العمليات في ميادينها حيثماتتوفر ثغرة ويتوافر مقتلا للعدو حتي تكون الأرض كلها لنا ويكون الزمن كله لنا”.
واضاف “ابتكرنا واستنبطنا وسائل وطرق جديدة وغير مسبوقة فيحروب التحرير الشعبية أو حتي في علوم المتابعة الإستخبارية والمخابراتية للعدوالمحتل وعملائه، مما أتاح لأبطال المقاومة فرصا جديدة وكبيرة لاستهداف العدوومفاجأته من حيث نوع العمليات وحجمها واختيار المكان وتوقيت الزمان وطبيعة الهدفونوع المستهدف”.
وأكد أن “حزب البعث التي حمل شعب العراقرايتها علي مدي أكثر من نصف قرن فعشقها وعشقته”..أصبح الآن “أصفي وأنقي وأقوي مما كان عليه قبلالإحتلال بأضعاف مضاعفة، لأسباب سيتحدث عنها البعث في وقتها، فهو ينتشر اليوم داخلالعراق في كل مدنه وقراه وسهوله وجباله وبواديه، كما ينتشرخارج العراق حيثما يوجدعراقيون في أي بلد عربي أو أجنبي”.
عشرات الألوف ينضمون للبعث والمقاومة
وكشف عن أنه “وبعد الاحتلال، وحيث يواجه البعث مطحنةالإجتثاث، انتمي إلي الحزب آلاف المناضلين أغلبهم من الشباب بين عمر السادسة عشرةوالخامسة والعشرين، هذا مع التشديد الصارم في شروط قبول الانتماء الي الحزب لأسبابمعروفة، كما انضم إلي صفوف فصائل المقاومة التي يقودها البعث عشرات الآلاف منالعراقيين، وأخيرا إنبثقت الجهة الوطنية والقومية والإسلامية التي تضم فصائل وطنيةوقومية إسلامية والبعث أحد أركانها الأساسية”.
واعتبر الدوري إن “أهم ما يميز مقاومتنا ويجعلهامتفردة في تاريخ حروب التحرير الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لعبادهالصابرين المحتسبين وهي لا تملك حاضنا خارج حدود بلدها فحسب، بل الأدهي والأمر أن 99% من القوي الدولية الفاعلة إما تشترك مع العدو مباشرة ًضدها أو تتعاطف معه،والواحد بالمائة المتعاطف مع المقاومة اعطاها ظهره خوفا ًً من اعدائها، ولكن اللهاعطاها وأغناها”.
وقال “لقد دمرت المقاومة حلف الشر وهربت اطرافه واحدا بعد الأخر ولميبق إلا بوش يتخبط في ورطته وينتظر حتفه، فمقاومتنا قد توكلت علي الله وهي تعلم علماليقين أن من يتوكل علي الله فهو حسبه”.
وأكد الدوري إن “جبهة القيادة العليا للجهاد والتحرير تنتشرعلي مساحةالعراق كله من أم قصر الباسلة جنوبا ً إلي زاخو شمال الوطن، ومن القائم وحصيبة غربا إلي خانقين ومندلي شرقا،ًوهي تضم كل أطياف الشعب وقومياته وطوائفه”.
وكشف الدوري أن المقاومة العراقية “لم تتلق إلىاليوم أية مساعدة أو دعم من الخارج، ولم تجد من ينشر اخباراً عن أدائها وعملياتهاأو عن عقيدتها ومنهجها وأهدافها”. أضاف “لقد وثقت علي مدي السنوات الخمس الماضية آلافالعمليات الموجعة للعدو علي أقراص ليزرية، بينما يعمل العدو وعملاؤه وكل القويالمعادية للبعث والشعب والأمة علي إظهار وإبراز دور مجاميع أخري، وزمر شكلهاالإحتلال مباشرة أو بالواسطة، ومنها من شكلتها قوي خارجية معادية للعراق، ويغدقالعدو المحتل والقوي الخارجية علي هذه المجاميع والزمر، الأموال والسلاح لتنفيذأجندة المحتل وتشويه سمعة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية، وإشعال فتنة طائفية بغضاء لا تبقي ولا تذر”. وتابع يقول “إن من هذه المجاميع من يقتل الشعب علي الهوية، ومنهامن يكفِّر علي الهوية، ومنها من يسلب وينهب، ومنها من هو مختص بتصفية الرموزالقيادية المبدعة في المجتمع بعثيين وضباطا وطيارين وعلماء مبدعين، ومنهم من ينهبأموال الشعب ويستبيح حرماته ومقدساته”.
وأكد من جهته “نحن مع الذين يقاتلون بشرفومسئولية، من أجل تدمير المحتل وعملائه وتحرير العراق.. نحن معهم يدا بيد ونحتضنهمونعمل المستحيل لقيام الوحدة الجهادية المقدسة معهم ومع كل من يرمي حجرا ً عليالعدو أو يقول في وجهه كلمة حق، وقد قامت نواة وحدة المجاهدين بفضل الله تحت رايةالقيادة العليا للجهاد والتحرير”.
وحدة المقاومة المسلحة
واعتبر الدوري أن من أهم مستلزمات تحقيق النصر “إنجاز وحدة المقاومة المسلحة التي قامت نواتها شامخة بفضل الله فيجبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا”. ولذلك، “دعا البعث إلي وحدةالمقاومة منذ اليوم الأول للإحتلا، ولكن للأسف بعض الفصائل التي تشكلت بعد الإحتلال،ودخلت إلي ارضنا، نزلت إلي الميدان تقاتل العدو وبذات الوقت تناصب البعث ومقاومتهالعداء”..”ومنهم مَنْ عاون مِنْمَوْقِعِهِ، المحتل، في قتل وتصفية عدد كبير من كادر الحزب والقيادة العامة للقواتالمسلحة وقادة الجهاد في تنفيذ مشروعتدمير العراق وتفتيت الأمة واستعمارها ونهب خيراته”. ومن جهتها، قررت القيادة “بدل الرد عليها بالمثل، أن تضاعف جهودها لتحقيق وحدة المقاومة ووحدةالقوي المناهضة للإحتلال وعلي كل الأصعدة، وبكل الوسائل وبذلت في هذا المجال جهوداكبيرة توجت بتحقيق أول جبهة مناهضة للإحتلال في بداية عام 2005، وهي الجبهة الوطنيةوالقومية والإسلامية، ثم حققت الإنجاز الأكبر وهو وحدة الفصائل الجهادية بإقامةجبهة الجهاد والتحرير وقيادتها العليا والتي ضمت اثنين وعشرين فصيلا يوم تأسيسهافي أيلول 2007، وبعد أيام من الآن سيصبح عددها بإذن الله أكثر من ثلاثين فصيلا،ينتمي مقاتلوها إلي كل أطياف الشعب، ويوجدون علي كل ارض العراق من زاخو إلي الفاو”. وأكد الدوري “أن جبهة الجهاد والتحرير منفتحة علي كل فصائل الجهاد الأخري دون استثناءومفتوحة لانضمامهم إليها علي قاعدة التمسك بالمقاومة المسلحة حتي تحرير العراق بغضالنظر عن مواقف تلك الفصائل وتصرفاتها السابقة تجاه البعث وثورته ومسيرته وعقيدته”.
جاهزون لمفاوضة الأميركان
وفيما يتعلق بإحتمالية أن يتفاوض حزب البعث من الأميركان، قال الدوري “إن استراتيجية الحزب ومنهجه الجهادي يقومانعلي أساس التمسك بثوابت التحرير والاستقلال المعلنة في وسائل الإعلام، والتي يعرفهاالصديق والعدو.والبعث يتعامل مع الأعداء والأصدقاء، أي مع أميركا ومع دول العالم،ومع كل الأحزاب والتيارات والتجمعات والأشخاص والشخصيات أصدقاء وأعداء، علي أساسالثوابت المبدئية للبعث والمقاومة المعلنة في برنامج التحرير والإستقلال، ولكنالبعث لا يتفاوض مع أحد علي الإطلاق إن لم يعترف بالثوابت مسبقا، وسوف لن يتفاوض لامع اميركا ولا مع وسطاء ولا مع أصدقاء إلا علي هذا الأساس، فإذا اعترف العدوبالثوابت فسنجلس معه مباشرة ونتفاوض معه وسنعاونه علي الخروج من بلدنا بماء وجههونسهل عليه السبيل. قبل هذا الإعتراف لا تفاوض مع العدو المحتل”. وأضاف “نعلنها اليوم للعالم كله، لكي لا يدجل علينا أحد، ولا يشوش ويضلل، فالبعث يلتقي مع كلمن يريد اللقاء به إلا مع الكيان الصهيوني وحكومة العملاء في المنطقة الخضراء، لأننالا نعترف بها ولا بدستورها وقوانينها وأنظمتها والقرارات التي اتخذتها وما نتجعنها، فهي وعمليتها السياسية ومشاريعها ومؤسساتها وأجهزتها مرفوضة جملة وتفصيلا.وسنكون سعداء يوم يقتنع العدو بهزيمته ويقبل بثوابتنا ويعترف بها ويجلس معنا نتفاوضلوضع برنامج لتنفيذها، وسنكون سعداء للغاية عندما أي طرف عراقي ممن تورطوا معالإحتلال يقتنع بثوابتنا فيرفض المحتل وينحاز إلي المقاومة بالطريقة التي يقدرعليها حتي ولو بالكلمة وسنضع كل من ينحاز من هذا الوسط إلي المقاومة ويتعهد بالنضالوالجهاد من أجل تحرير الوطن علي رؤوسنا ونسهل لهم كل السبل ونعاونهم علي العودة إليالشعب والوطن وإلي الجهاد وإلي ما يرضي الله”.
شروط التفاوض
ووضع الدوري جملة شروط للتفاوض مع الأميركان هي:
الاعترافالرسمي والمعلن بالمقاومة الوطنية المسلحة وغير المسلحة وبكل فصائلها وأحزابهاممثلا شرعيا وحيدا لشعب العراق.
الإعلان الرسمي ـ من قبل القيادة الأميركية ـ الإنسحاب من العراق وبدون قيد أو شرط.
إلغاء جميع الهياكل السياسيةوالتشريعية والقوانين والتشريعات الصادرة منذ الاحتلال وفي مقدمتها قانون اجتثاثالبعث وتعويض جميع المتضررين بسببه ومن جرائه.
إيقاف المداهمات والملاحقاتوالاعتقالات والقتل والتشريد.
إطلاق سراح الأسري والمسجونين والموقوفينبدون استثناء وتعويض الجميع علي ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.
إعادةالجيش وقوي الأمن الوطني إلي الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبلالاحتلال وتعويض جميع المتضررين منهم بسبب قرار الحل ومن جرائه.
التعهدبتعويض جميع الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء الإحتلالوبسببه.
لكن الدوري أبدى مع ذلك أنه “علي ثقة أنمزيدا من التصعيد، ومزيدا من الطرق علي رأس الغازي المحتل، وعلي رؤوس عملائهوأذنابه، سيجبرهم وهم أذلة صاغرين علي الإعتراف بثوابتنا؛ ثوابت الحق؛ ثوابتالتحرير والإستقلال، أو تنهار قواه ويولي هاربا يجر أذيال الخيبة والخسران”..وقال “وإنهليوم قريب بإذن الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
تداول سلمي للسلطة
وأكد الدوري قناعة البعث بإقامة نظام حكم الجبهة الوطنية العريضة بعد التحرير، وهو الذي ساهم بفعالية في تشكيل أول جبهة من نوعها قبيل ثورة 14 تموز/يوليو 1958 كما أسس جبهة مماثلة لدى استلامه السلطة إثر ثورة 18 تموز/بوليو 1968. واضاف إن الإحتلال استبق تشكيل جبهة أخرى سنة 2003 بعد أن استجابت “أغلبقوي المعارضة الوطنية ورجعت إلي العراق، ولكن الغزاة لم يمهلوا البعث لكي يستكملإقامة جبهة وطنية واسعة وقوية، فقاموا بعدوانهم في 2003”.
وأشار إلى أن البعث لم يطرح طوال مسيرته شعار الحزب الواحد لعدم ايمانه به، وإنما الحزب القائد..مشيرا إلى أن “القائد لا يعني التميز والتعالي والتفرد، وإنما يعني الأداء الطليعي علي الأرض وفيالميدان”.
وأكد أن البعث “يؤمن إيمانا عميقا ومبدئيا بإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي يجري تداول السلطة فيه بشكل ديمقراطي وعلي أساس صناديق الإقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة ونزيهة، ويؤمن البعث إيمانا عميقا بحرية الإنسان وحقوقه المقدسة للتعبير عن ذاتهوتفجير طاقاته وإبداعاته وإنسانيته، اما مكانة القيادة في المسيرة فلا يفرضه أحدوسيكون ذلك خيار الشعب الذي سيقرر من هم ممثلوه استنادا إلي مستوي علاقتهم وتلاحمهممعه ومستوي التعبير عن تطلعاته وآماله في العيش حرا مطمئنا علي حياته وحياة اجيالهاللاحقة وعبر مستوي أدائه وتضحياته”.
وتابع، لقد “اتخذت القيادة إجراءات سريعةللتصحيح والتقويم رغم شراسة المعركة التي تخوضها مع الغزاة وعملائهم وأذنابهم، فعادالبعث بقوة إلي أصل مبادئه وعقيدته ودستوره ونظامه سواء فيما يتعلق بحياته الداخليةأو ما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، ثم جهاده وكفاحه، ثم أعدت القيادة الدراساتاللازمة والشاملة للتجربة وما اكتنفها علي امتداد خمسة وثلاثين عاما، ثم دراسةمرحلة الإحتلال وما تلاه لعرض تلك الدراسات علي أول مؤتمر قطري، يعقد لتدقيق وتمحيصالتجربة واستخلاص التعريف والمعرفة، والإعتراف رسميا”.. وقال “إنها أمانة فلا أمن ولا سلامولا أمان إلا بأدائها كما يجب”.
واعترف الدوري بتساقط بعض البعثيين قائلا “لقد بلغ عدد المنتمينإلي الحزب من العراقيين خمسة ملايين ومائتي ألف بضمنهم الكادر المتقدم والكادر الذييليه.. أعداد منهم تقاعدت قبل الإحتلال.. وتساقط عدد آخر بعد الإحتلال لهول الصدمةوضعف حصانته المبدئية ولأسباب أخري. وقد تلقف العدو وعملاؤه اعدادا يسيرة من هؤلاء،مدنيين وعسكريين، ومعروف أن مثل هذه العناصر التي يشوبها ضعف في بنائها المبدئي،تتساقط من مسيرة النضال والجهاد في أول ظرف صعب أو اختبار قاسٍ يواجهها ولكنتساقطها يطهر الحركة الثورية من عناصر ضعفها ويعزز من صلابتها وينقيها من الشوائب”.
بيان آذار هو الحل للقضية الكردية
وفيما يتعلق بحل القضية الكردية بعد كنس الإحتلال قال الدوري “نحن واثقون ان شعبناالكردي لن يحصل علي حقوقه القومية والثقافية التي تعزه وتطور حياته وتضمن مستقبلهالحر الآمن إلا في ظل وحدة العراق أرضا وشعبا وتاريخا ومستقبلا، وفي ظل عراق حرمتحرر، مستقل ومزدهر. ولن يأتي أحد بحلول للقضية الكردية في العراق بأكثر مما جاءفي بيان آذار/مارس 1970 التاريخي، وما تضمنه من حقوق قومية وحكم ذاتي وتطور ثقافي للشعب الكردي ومساواة تامة في الحقوق والواجبات بين العراقيين دون تمييز بينهم علي أساسالدين أو المذهب أو القومية. بالنسبة لنا في حزب البعث سنبقي متمسكين ببيان آذار/مارس 1970 التاريخي وقانون الحكم الذاتي 1974 كأساس للتعامل مع الحقوق القومية والثقافيةوالسياسية لشعبنا الكردي في العراق”.
وأضاف “نحن نميز بين الحركة القوميةالكردية بوصفها حركة وطنية في إطار وحدة العراق، وبين القيادات المشبوهة التي سخرتالقضية الكردية لخدمة سياسات دولية وإقليمية علي حساب شعبنا في العراق وبضمنه شعبناالكردي:.
وأشار إلى أن تم تأسيس حزبين كرديين باسم العدالة والحرية “حزب يرأسه الأخ جوهر الهركي سليل العائلة العراقيةالكردية الكريمة الوطنية الوفية لشعب العراق عربا وأكرادا، والتي قدمت الكثير منالتضحيات دفاعا عن وحدة العراق واستقلاله وحريته، والثاني هو حزب الحرية والعدالةالعراقي يرأسه الأخ المقاتل ارشد الزيباري الذي ناضل وجاهد وقدم من عائلته أولا ثممن عشيرته أغلي التضحيات من اجل وحدة العراق واستقلاله وحريته”.
اجتثاث البعث
وتحدث الدوري عن عملية اجتثاث البعث وإعادة بنائه قائلا إن هذه العملية “تذهب في تطبيق مشروع الإجتثاث اليأبعد حد تستطيع تنفيذه من التصفية الجسدية لكادر الحزب وقادة الجيش وضباطه، فذهبوافي السنتين الأوليين للإحتلال إلي قتل الأعضاء الذين يمثلون قواعد حزب البعث العربيالإشتراكي، ثم تمت تصفية أعداد كبيرة من الكادر القيادي بمستوي قيادة فرقة فما فوق،منهم من قتل ومنهم من هاجر داخل العراق أو خارجه، ثم بدأوا بتصفية الضباط من الرتبالصغيرة (الملازم والملازم الأول) في الجيش العراقي بعد أن قضوا علي القادةوالآمرين قتلا وتشريدا”.وقال “هذه الوقائع عبر عنها العميل المزدوج (نوري) المالكي بقوله نحننفذنا قانون الإجتثاث بدقة والإخوان لم ينفذوه، ويقصد بقية العملاء أمثاله”.
وأضاف الدوري “أمام هذه الأوضاع البالغة الصعوبة، أعدنا النظر والي زمن، في كل وسائل وصيغالتنظيم والمجابهة، والحمد لله أعدنا التنظيم المدني والعسكري في الجنوب والفراتالاوسط، مدنا واقضية ونواحي وأرياف. وأطلقنا شرارة الجهاد خلال أقل من سنتين أي فينهاية عام 2004 إذ انطلق فصيل من فصائلنا سمّي (الجيش العربي لتحرير الجنوب) يقاتلالانجليز والأميركان والعملاء، وهو اليوم لديه مقاتلون عسكريون ومدنيون في جميعمحافظات الجنوب، يضربون العدو وعملاءه في كل مكان”.
وقال إن فعاليات مناضلي الجنوب تتسم الآن بالدقة أكثر مما تتسم به فعالياتالمقاومة في مناطق العراق الأخري. ووجه التحية إلى “أحيي رجال المقاومة الباسلةفي الجنوب والفرات الأوسط وفي مقدمتهم الجيش العربي لتحرير الجنوب، وسرايا الجهادفي البصرة، وسرايا الزبير، وكتائب الجهاد علي ارض الرافدين، وسرايا شهداء ألطففي كربلاء، وجيش الأئمة، وكل الفصائل الأخر”.
صحتي جيدة وأنتظر الشهادة
وختم الدوري مؤكدا أن صحته جيدة، معقبا بذلك على ما يشاع بين فترة وأخرى من اشتداد مرض سرطان الدم عليه. وقال ” أنا من فضل الله وكرمه ولطفه، بخير وعافية وفي قمة روحية الجهاد بفضلالله وفي سبيله، وأحسب أني اليوم مهاجر إلي الله ورسوله بفضل وكرم الله، وتركتالدنيا والنفس وحظوظها خلف ظهري بفضل الله، وأرابط في سبيل الله وحياتي اليوم كلهاومماتي موقوفان لله وفي سبيله..أجاهد الجهادَين، الجهاد الأكبر في ميدان الصبر والمصابرة والرضا والتسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعّال لما يريد،ثم الجهاد الأصغر، جهاد الغزاة والمحتلين وعملائهم وأذنابهم من المنافقين والمرتدين..ابتغي وأتشوق للتشرف بإحدي الحسنين: إما النصر وإعلاء كلمة الحق، وإما الشهادة فيسبيل الله والإلتحاق بخيرة خلق الله الحبيب (صلي الله عليه وسلم) وأحبائه في مقعدصدق عند ملك مقتدر”.