البداية كانت عام 1965 عندما كلفه استاذه الجامعي بجمع مجموعة من الاغاني الشعبية ليغنيها الطلبة في ليالي سمر كانت تنظمها الجامعة الاردنية حيث كان يدرس انذاك ليبدأ رحلته بعد ذلك على مدار اربعين عاما متنقلا بين المدن والقرى الفلسطينية سواء في الاراضي الفلسطينية او داخل اسرائيل ليجمع ما قيل من اغاني شعبية.
وقال حسين العطاري الباحث الفلسطيني في شؤون التراث اليوم الاثنين لرويترز بعد صدور كتابه (الاغنية الشعبيةالفلسطينية) “فكرة الكتاب كانت لدي منذ العام 1965 عندما كنت عضوا في نوادي الطلبة الجامعة الاردنية في كلية الاداب عندما كلفني الاستاذ محمد حلمي وهو مصري بجمع مجموعة من الاغاني الشعبية.. والتي غنها الطلبة في حفل للجامعة.”
واضاف “في البداية جمعت 200 بيت عتابا وبعد ان قال الاستاذ حلمي حبذا لو تجمعوا وتدونوا هذا التراث ومن ذلك الوقت بدأت العمل على جمع الاغاني الشعبية الفلسطينية متنقلا بين المدن والقرى في فلسطين والداخل (اسرائيل).”
ويقع كتاب (الاغنية الشعبية الفلسطينية) الصادر عن بيت الشعر الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم وبدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (السكو) في 353 صفحة من القطع المتوسط صممت غلافه الفنانة التشكيلية الفلسطينية زهيرة زقطان.
وقال الشاعر مراد السوداني مدير بيت الشعر الفلسطيني في تقديمه للكتاب “منذ اربعين عاما وحسين العطاري يمنح الوقت والجهد لمشروعه الرحب في جمع التراث والحفر في طبقاته التي بعضها فوق بعض.. ليستكمل دائرة الفعل التي اجترحها الراحل الكبير استاذنا عبد اللطيف البرغوثي.”
واضاف “أضيفت (بذلك) للمكتبة التراثية نقطة ضوء شاسعة وواسعة تسد الثغرة في النقص الذي اصابها وتمنح الدارسين والباحثين في الشأن التراثي فرصة… لصياغة معمار البلاد وتعيد الاعتبار للاغنية الشعبية.”
ويوضح العطاري ان كتاب الاغنية الشعبية الفلسطينية لا يضم سوى جزءا قليلا مما جمعه في هذا المجال وهو يقدم نماذج من الاغاني الشعبية في الاعراس والاستسقاء وعودة المسافر والعمل الانتاج الزراعي والبناء وشفاء المريض والطهور اضافة الى نقد الواقع والتمسك بالقيم واخرى للاطفال .
وقال حسين العطاري (63 عاما) “جمعت بين 10 و12 ألف ورقة وما نشر منها الا القليل وبانتظار نشرها كاملة الى جانب مخطوطات اخرى متعلقة بالتراث انجزت منها ديوان العتابا الفلسطينية ويضم ثلاثة الاف بيت عتابا وهو ديوان مفتوح قد يصل الى مئة الف بيت.”
واضاف “كذلك انجزت كتاب (هكذا حدثتني جدتي) ويضم 150 حكاية شعبية واعمل الان على الانتهاء من كتاب عن الادوات الزراعية الفلسطينية التي اصبح لا يعرفها الكثير من جيل هذه الايام وسيضم الكتاب مجموعة من الامثال الشعبية التي قيلت في الزراعة والامطار وذلك للحفاظ على هذا التراث من الضياع.”
ويعرف العطاري الاغاني الشعبية في كتابه “هو تلك المقطوعات الشعرية الشعبية المغناة مجهولة الاصل الشائعة في مجتمعنا الفلسطيني التي يشترك في نظمها وادائها عدد كبير من ابناء الشعب الفلسطيني وتتناقلها الاجيال عن طريق الرواية الشفوية معبرة عن وجدانها خير تعبير.”
ويضيف “ان الاغنية الشعبية تعبر اصدق تعبير عن رغبات الشعب الذي يتغنى بها ولولا ذلك لما رأوها في افراحه واتراحه وفي عمله واوقات لهوه وعيشه.. وتصبح جزءا مهما من ثقافته ومرآة صادقة لهذه الثقافة بحيث تستطيع ان تدرس عاداته وتقاليده وضروب تفكيره وتطلعاته من خلال أغانيه.”
ويرى العطاري أن جزءا كبيرا من هذه الاغاني الشعبية لم يعد موجودا اليوم وبالتالي لابد من العمل للحفاظ عليه “إذا كنا نريد ان يكون لنا مستقبل لا بد لنا من الحفاظ على تراثنا وهويتنا”.
ويجمع الكتاب ما قيل من اغان شعبية اضافة الى شرح حول المناسبات التي قيلت فيها ومعاني بعض الكلمات الصعبة او العامية التي بحاجة الى توضيح.