“قرفان، زهقان، حاسس حالي تايه.”، هذه أول جملة يقولها لك أي شاب عربي تسأله كيف حالك؟! ربّما يدري سبب حالته وربّما لا يدري، والمحصلة واحدة، اعتياد على الصمت، انسحاب من المجتمع واستئناس بالوحشة والوحدة فتهدم الجسور الاجتماعية.هو ظل يستقبل الظروف الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي السياسية الموجعة والقاسية الواحدة تلو الأخرى، يستقبلها ويكبتها ويصبر على مصائبه دون مواجهتها على الأقلّ.
إنّه الكبت، إنّه التحرر الوهمي من الضغوط المتسلطة على الذات للحصول على توازن نفسي مؤقت وواهن فيهرب الانسان من الموقف الضاغط بكبته، أو محاولة تحييده على الأقل.
يقول الدكتور محمد المهدي:”الكبت الاجتماعي غالبا ما يتولد من الظروف المجتمعية المحيطة بالشخص وغالبا ما تتدخل السياسات الحكومية في زيادتها، فعلى سبيل المثال نجد أن الشباب لديهم دوافع للتعبير عن الرأي وهي إحدى الرغبات المشروعة والمتاحة لأي شاب في العالم..ولكن التقاليد التي نشأت عليها كثير من الأسر العربية والتي تحجب عن الأبناء الكلام في السياسة ارتباطا بصور حكم فاسدة حدثت قبل.”
إنّه الكبت، إنّه التحرر الوهمي من الضغوط المتسلطة على الذات للحصول على توازن نفسي مؤقت وواهن فيهرب الانسان من الموقف الضاغط بكبته، أو محاولة تحييده على الأقل.
يقول الدكتور محمد المهدي:”الكبت الاجتماعي غالبا ما يتولد من الظروف المجتمعية المحيطة بالشخص وغالبا ما تتدخل السياسات الحكومية في زيادتها، فعلى سبيل المثال نجد أن الشباب لديهم دوافع للتعبير عن الرأي وهي إحدى الرغبات المشروعة والمتاحة لأي شاب في العالم..ولكن التقاليد التي نشأت عليها كثير من الأسر العربية والتي تحجب عن الأبناء الكلام في السياسة ارتباطا بصور حكم فاسدة حدثت قبل.”
الدور الكبير الذي أحدثته سياسات الحكومات البوليسية العربية،أنجب انسانا عربيا مكبوتا مخروسا عاجزا عن المواجهة والرفض.أضف الى ذلك دور الإعلام العربي، فلدينا الكثير الكثير من القنوات الفضائية التي تلعب على وتر الكبت الجنسي، هدفها الأوّل تكسير التابوهات الأخلاقية لخدمة رأس المال وهذا طبعا تحت يافطة “الإعلام الحرّ” والحريّة” التي قال عنها أوسكار وايلد يوما بأنها شعار الفاسدين. والتي بدورها أنجبت أيضا انسانا عربيا لا يكفّ عن الاستهلاك، الاستهلاك المطلق التعبير. يقول الباحث بوعلي ياسين في كتابه الثالوث المحرّم ” الإعلان التجاري يقوم بدور الدّاعية للإستهلاك، والذي يستخدم جميع الطرق الإغرائية الأخلاقية واللاأخلاقية،لترويج البضائع.مستغلين الكبت الجنسي الذي يريدون به (الرأسماليون والطبقة المتسلّطة) توفير طاقة يستخدمونها في الإنتاج والإستهلاك…وقد اخترع الرأسماليّون مؤسسة الموضة النبع الذي لا ينضب للسلع الوهمية الجديدة والمتجددة، والبالوعة التي لا تشبع من جهود وأموال النّاس.إن تغيير ثياب معية لمجرّد تغيّر الموضة ليس سوى استهلاك لا عقلاني بناء على حاجات وهمية خلقتها الرأسمالية من خلال الموضة إيّاها”.
إنّ الذات المتخبّطة والمشوهة المُحتواة بين جدران الكبت تسعى دوما للهروب؛ فيكون الإمتثال، الإمتثال لموروث متراكم ساهمت في تغذيته وتجديده سياسات أمنية بالية وسياسة اعلامية تتحكم فيها مافيا رأس المال.
في المحصّلة الذات المكبوتة لا تعرف الرّفض ولا تعرف المواجهة؛ لأنّها بالأصل ذات غير قادرة على صياغة موقف حقيقي نابع من ذات تعرف ماهيّتها جيّدا، فالذّات المكبوتة ذات تهوى الهرب من نفسها أولا ؛ خوفا من المواجهة، مواجهة الذات، مواجهة الآخرْ.