حقا إن شر البلية ما يضحك فقد أعلن إبراهيم اشيقر الجعفري حملدار الحجاج الأفغان بعد جمع عدد ممن هم على شاكلته من الانتهازيين من التبعية الفارسية والأفغانية ومن حاملي أكثر من جنسية لتعدد ولاءاتهم وانتماءاتهم عن انبثاق تشكيل أو كتلة أو تيار جديد في العراق أطلق عليه تيار الإصلاح الوطني كان يعد العدة له منذ أن أزاحه الأمريكان والأكراد لصالح نائبه المالكي يعتزم المشاركة في لعبة انتخابات مجالس المحافظات التي تؤسس للانتخابات البرلمانية المقبلة , وإبراهيم اشيقر هذا كما هو معلوم دون الحاجة إلى ذاكرة قوية قد شغل منصب رئيس الحكومة الأمريكية في العراق لمدة شهر خلال حكم سيء الذكر , بريمر للعراق بعد الغزو مباشرة , كرئيس مناوب في الفترة التي جعل فيها مجلس الحكم ذراعه التي تنفذ أوامره في القطر , وشكل هذا عام 2005 ثاني حكومة احتلال بعد حكومة إياد علاوي , وللحقيقة والأمانة ولكي ننصف الرجل حقه فقد كان المؤسس الحقيقي لحكومة المليشيات الطائفية فقد أسندت في عهده المشؤوم وزارة الداخلية إلى صولاغ أول من ادخل الدريل كأسلوب مستحدث في تعذيب أبناء العراق من الأبرياء حسب الانتماء الطائفي وأول من شكل فرق للموت ولكي نكون أكثر إنصافا لهذا الرجل فان أول قرار أصدره بعد تسلمه مهام عمله هو إطلاق سراح كافة الفرس الذي أوقفتهم حكومة سلفه أياد علاوي بغض النظر عن سبب الاعتقال فهو بار وفي لطائفته أو لفكره الشعوبي فالفرس لا يبتعدون كثيرا عن الأفغان أهله واصله وللعلم إن أخته لازالت لحد هذه اللحظة تسكن مدينة الحلة تحمل جنسيتها الأفغانية ومسجلة ضمن دائرة الإقامة في محافظة كربلاء , وفي ذات نهار صيفي كنت استنسخ كتابا تاريخيا قد استعرته من مكتبة كربلاء العامة دار بيني وبين صاحب مكتب الاستنساخ حديث عن إبراهيم اشيقر على اعتبار انه من سكان كربلاء ولابد أن يكون وفيا لمائها الطاهر فهنيئا للشيعة وللمحافظة إن رئيس الوزراء شيعي فما كان من الرجل إلا إن انفلت ذما له ومن بين ما أتذكره انه أشار إلى احد الفنادق بيده حيث جاءه هذا الإشيقر مع دخول الدبابات الأمريكية حاملا حقيبة سوداء رثة يستعيب من حملها طفل فقير وما أن دارت له الأيام حتى أصبح من الأثرياء الذين يملكون عقارات ومزارع في المحافظة فسبحان الرزاق الكريم أن ملأ بطنه مال سحتا حرام ليعاقبه في الدنيا قبل الآخرة , ومن طرائف عهده أن ذهب إليه وفد من أهالي كربلاء المقدسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها يشكون له سطوة الفرس على المدينة بمقدساتها ومقدراتها وعقاراتها وتغيير طابعها العربي إلى الفارسي فما كان منه إلا إن ردهم وبعنف اشد من صلفه وبقذارة لسانه المعهودة أن اخرجوا انتم من كربلاء فهي ليست للعرب واذهبوا إلى أهلكم في صحراءكم وبواديكم …… كربلاء والفرس حالة واحدة وقد كان بذلك يؤكد انتمائه وهويته غير العربية فخرجوا نادمين إن ضنهم فيه كان في غير محله في شخص عاق جاحد وناكر لحسن الضيافة وكل اعتقادي انه ينتمي كما يدعي إلى الشيعة ولكنه لا يحمل من مبادئها شيء فقد قتل منهم أكثر من ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء في حادثة جسر الأئمة المعروفة ووعد بالتحقيق بالأمر ولكن النتائج لم تظهر لحد هذه اللحظة لأنها تدينه كغيرها الكثير من التحقيقات التي لم تظهر نتائجها ولا تفوتني انه من أهدى سيف الإمام علي (ع) ذو الفقار إلى سيده اليهودي وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد إكراما له لما قام به مرتزقته من إهانة مرقد الإمام الشريف بعد ضربه بالقنابل ولان الحالة الأمنية ساءت جدا في زمنه فان عائلته لم تصل العراق أبدا وبقيت خارجه.
أسس إبراهيم اشيقر لانتخاب برلمان طائفي وحكومة محاصصة طائفية وكان يضن انه من سيتولى رئاسة حكومة المليشيات التي بناها خلال خدمته في هذا المنصب وصرف أموال طائلة من مال السحت الحرام المسروق من ثروات الشعب العراقي ولأنه ورقة أصبحت خاسرة علقت عليها قوات الاحتلال جرائمها في إثارة الفوضى الطائفية ولكي تظهر بمظهر الراعي لحقوق الإنسان ولمصالح العراق والعراقيين ولما أبداه من مشاكسة مع الأمريكان لصالح الفرس حيث جعل من العراق أرضية مناسبة وساحة لعمل المخابرات الفارسية ولان الأمريكان كغيرهم من المحتلين سريعي التخلي عن العملاء مقابل مصالحهم فقد تخلوا عنه عن طريق تحريك الأكراد حيث رفضوا توليه منصب رئيس لحكومة المليشيات وقد ظل متمسكا بدعم ائتلاف عزيز اللئيم له لان أكثر الأموال التي سرقها قد أنفقها على ما يسمونها الحملة الانتخابية وقصر مدة ولايته لم تتيح له فرصة مناسبة لسرقة كبيرة ومستورة دون فضيحة خصوصا بعد أن شهّر بعناصر حكومة أياد علاوي وحاول محاكمة القسم منهم وهو يعلم إن تحركاته مرصودة , حتى جاءت سيدته كوندا ليزا رايز وأمرته بالتنحي لصالح ورقة جديدة من أوراق العمالة فتخلى عن زرعه لصالح نوري المالكي الذي كان نائبه في تكتل الدعوة غير الإسلامية , فكان هذا أحسن صبي يبدع في إرهاب الشعب العراقي فحصد ما زرع الإشيقر من اعدادات مليشياوية واستطاع بنجاح فائق سحب البساط من تحت الإشيقر الذي خرج بخفي حنين أو على حد تعبير إخواننا المصريين ” من المولد بلا حمص ” .
ولان هذا الإشيقر يمتاز بقدر كبير من الغباء فقد دفعه الفرس لتشكيل تكتل جديد ضم من ضرب المالكي مصالحهم ومن لم يصلوا حد التخمة في سرقة أموال الشعب العراقي لاستثمار اندفاعه ونهمه للسلطة حيث ظل يناور طيلة الفترة الماضية للتخلص من زميله المالكي وإعادة نفسه إلى الواجهة وتسليط الأضواء , ولأنه عميل لهم ناجح بامتياز وعلى أمل تنوع مصادر الاستقطاب كبديل عن ملالي عزيز طباطبائي الذين شارفت مهمتهم الفاشلة في إثارة الفتنة الطائفية على الانتهاء في محاولة بائسة منهم لإعادة الكرة في لعبتهم الأولى التي انتهت بهرب من اكتشفها مبكرا كما حصل مع ليث كبه وغيره , ولعله يراهن على دعم أتباع مقتدى الصدر هذه المرة أيضا فغازلهم خصوصا بعد أن أوغل خصمه نوري المالكي في أذيتهم وإيداع أكثر كوادرهم في سجونه حتى بلغت بهم الإهانة أن يودع أمس رئيس كتلتهم في التوقيف رغم حصانته البرلمانية ولا ادري إن كان يعلم ويتظاهر بالغباء أو لا يعلم لأنه غبي فعلا بان الأمر أولا وأخيرا ليس بيده بل بيد أسياده الذين يبحثون دائما عن وجوه جديدة من عديمي الضمير وفاقدي الوطنية لأنه وجهه من القباحة انه لا يطاق .