سادت أجواء الانقسام داخل الحزب الديمقراطي الأميركي أمس خلال اجتماع في واشنطن للبت في نتائج الانتخابات التمهيدية التي جرت في فلوريدا وميشيغن وتم إبطالها، في قرار تعلق عليه السيناتور هيلاري كلينتون آمالاً كبيرة بالنسبة لمستقبل حملتها ضد منافسها السيناتور باراك أوباما للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر ، في وقت سربت مصادر داخل الحزب إلى الصحافة أن المندوبين الكبار حسموا أمرهم لترشيح أوباما.
وحققت كلينتون فوزاً سهلاً في فلوريدا وميشيغن في ظل غياب المنافسة بعدما أعلنت الهيئات الوطنية في الحزب الديمقراطي أنها لن تأخذ بنتائج هذه الانتخابات لتنظيمها في يناير قبل الموعد الذي قرره الحزب. وينظر مسؤولو الحزب الثلاثون خلال اجتماع في احد الفنادق الكبرى في واشنطن في طلب السناتور عن نيويورك. وسيختار المندوبون الديمقراطيون المنتخبون في الانتخابات التمهيدية و«كبار المندوبين» خلال مؤتمر الحزب في نهاية أغسطس المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية. وتجمع حوالي مئتي متظاهر أمام الفندق تأييداً لكلينتون.
غير أنه حتى إذا تم إقرار نتائج انتخابات فلوريدا وميشيغن، فذلك لن يسمح لكلينتون بردم الهوة بينها وبين أوباما على صعيد المندوبين المنتخبين إذ يتقدم عليها حالياً بفارق 160 مندوباً.
ونظمت ميشيغن وفلوريدا انتخاباتهما التمهيدية في يناير بخلاف تعليمات الحزب الديمقراطي الذي فرض عليهما إجراء الانتخابات بعد يوم «الثلاثاء الكبير» في الخامس من فبراير. وحملت مخالفتهما التعليمات الحزب على منعهما من إرسال مندوبيهما إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي. وفي السياق نشرت «التايمز» اللندنية تقريراً يؤكد أن قادة الحزب قرروا الالتفاف حول أوباما وإنهاء حلم هيلاري التي أصرت على الاستمرار في المنافسة حتى النهاية.
في هذه الأثناء تجدد جدل المرشحين بشأن الحرب الأميركية في العراق، وقال أوباما في تجمع انتخابي في مونتانا إن «لكل فرد الحق في التعبير عن آرائه لكنه لا يملك الحق (في أن يخطئ) بشأن الوقائع» في تلميح إلى تصريحات أدلى بها الخميس المرشح الجمهوري جون ماكين الذي قال إن الولايات المتحدة قلصت حجم قواتها المنتشرة في العراق إلى المستوى الذي كانت عليه في يناير 2007، أي قبل إرسال التعزيزات التي قررتها إدارة الرئيس جورج بوش.