بعد يومين سيعقد اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس وزراء إسرائيل ، الاثنين وليس كل اثنين ، لربما تتغير الخارطة فيما بعد ، وتتغير المواعيد ، وتتغير الشخوص، والأحداث وتتبدل السيناريوهات القادمة ، كل اللقاءات التي حصلت وجمعت بين عباس واولمرت كانت تحدث يوم الاثنين فما سر الاثنين في الاثنين ، ولربما سيكون هذا اللقاء هو الأخير خاصا بعد الأوضاع الداخلية الإسرائيلية وما يعانيه رئيس وزراء إسرائيل من ضغوطات واتهامات بالفساد والرشوة وتعالي الأصوات المركزية في حزب كاديما مطالبتاً الأخير بضرورة تقديم استقالته من منصبه وتنحيه عن رئاسة وزراء دوله الاحتلال ، أو ما يرافقه من بدائل أخرى سيكون فيها مصير اولمرت أن يترك منصبه ويغادر السياسة في إسرائيل أو أن يعود بعد سنوات مثلما فعل من قبله نتنياهو الذي ينافس على رئاسة وزراء إسرائيل .
الاثنين القادم سيشهد لقاء ربما تبحث فيه جوانب سياسيه وربما يغلب عليه طابع الوداع ويغطي المشهد اجواء الحاله التي تحيط برئيس الوزراء الاسرائيلي ، فما من شك فيه ان الاخير ليس قادرا على بحث امور لها علاقه بمفاوضات تدور رحاها بين الفلسطينيين والاسرائيليين على قضايا الحل النهائي وقضايا تمس ثوابت الشعب الفلسطيني ومطالبه بحريته واستقلاله ، كما انها تشكل حالة فزع لدولة الاحتلال والشعب الاسرائيلي ، فهل يتوقع ان تنتج عن هذا اللقاء أي بشائر او تطمينات او حتى وقف الهجمات المتلاحقه على الشعب الفلسطيني وهل بمقدور اولمرت ان يعطي تعليمات لوزير الحرب الاسرائيلي بان يوقف عملياته في الاراضي الفلسطينية .
اعتقد ان اللقاء هذا الاثنين هو كما اللقاءات السابقه كل اثنين، يختلف بعض الشيء في اجواءة التي ستكون قضيه اولمرت الشخصيه هي القضيه الرئيسيه فيه وربما لن يكون هناك متسع من الوقت لمناقشه او حتى الحديث في أي شأن او موضع اخر ، فلماذا الاجتماع ، وما الفائده منه ، هل هو بروتوكول ، ام انه واجب الوداع الاخير ، ام انه يأتي في سياق توجيه رساله لدول العالم التي تسعى لتحقيق السلام مفادها ان اولمرت هو شخص يسعى الى تحقيق السلام مع الفلسطينين لكن الوضع الداخلي يحول دون ذلك لذا هو في سياق استعطاف هذه الدول للوقوف الى جانب اولمرت في مواجهة اعدائه داخل اسرائيل واللوبي الصهيوني الذي له يد في تحريك قضية الفساد الاخيرة وشهادة رجل الاعمال ضد رئيس وزراء اسرائيل .
وبالمقابل وككل اللقاءات السابقة واللاحقة فان هذا اللقاء الواضحة معالمه يضعف من قوة الرئيس الفلسطيني وشعبيته ويفتح المجال امام معارضيه من استغلال مثل هذه اللقاءات للنيل من شعبية الرئيس الفلسطيني وحركة فتح التي كلما تعثرت عمليه السلام تأثرت وتكاثرت حولها زمرة الحاقدين وضعفت شعبيتها في الشارع الفلسطيني الذي لم يلمس أي تغيير جدي على ارض الواقع بل ان عمليات الجيش الاسرائيلي مستمره بالتنكيل والتضييق والحصار ، فلا جدوى من لقاءات اولمرت في السابق ولن يكون هناك أي جدوى في هذا اللقاء .