م. زياد صيدم
بدأت تُسطر ملامحها الحقيقية على لوحاتها بوضوح وشفافية وثقة.. كانت نتاج عصف ذهني بينهما تكرر في جلسات نقاش مطولة.. حتى قالت له: يكفى عتابا وتجريحا وقسوة.. كان يعلم بأنها ستتقبل كلامه لاحقا بأكثر مسئولية وإدراكا عندما ترى نجاحها الباهر..وهذا ما حدث وما توقعه لها.. فشعر بسعادة لا توصف.. وكانت فرحته تستبق حديثهما بين الكلمات في سكون الليل.!!
***
من وراء حجاب
طالبته بان يكون حنونا معها .. رحيما ورقيقا في كلماته .. أجابها تكرارا.. لن أكون طبالا أو حامل مباخر ؟ استمر في نصحه وتوجيهاته لها.. فهو صديق صدوق هكذا يحس وهكذا هو .
مر بضع وقت .. تعززت ثقتها بنفسها وبدأت تشعر بدفيء كلماته الصادقة.. وإخلاصه الوفي.. فتبدلت طباعها.. وبدت لوحاتها مختلفة لتصبح أكثر جمالا ورونقا.. ولكن ما يزال بينهما حجاب كثيف لأسباب فوق إرادتهما !!
***
صداقة مميزة
ألحت عليه بأن يحدثها عن مفردات غائبة في حديثهما المسهب.. بالرغم من مصارحتها له بأنها لا تتفق معه بأشياء كثيرة ؟ فأبت حروفه أن ترسم كلمات ليست في موضعها ! واكتفى بأن يحلق بعيدا قبيل الفجر كعادته .. يرقب زقزقة عصافير الدويرى على شجرة الليمون.. وبوحها عن استمرار صداقة مميزة.. ليخلد بعدها لنوم هادئ .. ينتظر فجرا آخر !!
إلى اللقاء.