ثمة صورة نمطية عن العرب في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وهي صورة سلبية في كثير من جوانبها، غير أنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، أخذت هذه الصورة النمطية عن العرب تصبح أكثر انتشاراً.
ولكن، في ذات الوقت، ازداد زخم وشعبية عروض كوميديا الإلقاء أو Stand-up Comedy الشرق أوسطية، والتي قد تكون أحد الأساليب الرئيسية في تحسين وتغيير المعتقدات الشائعة الخاطئة حول العرب.
يقول روني خليل، فنان الاستعراض الكوميدي المصري- الأمريكي الذي يضمّن الكثير من تراثه العربي في وصلاته الكوميدية: “أعتقد أن الكوميديا هي طريقة رائعة للتخفيف من هذه الصور النمطية، أقصد لأنك في الولايات المتحدة تدعهم يرون العرب من منظور آخر.”
وأضاف: “كل ما يرونه هو الأخبار، التي في غالبيتها أخبار سيئة، ولكنك عندما تقوم بإلقاء طرائف، يكتشفون أن لديك العديد من الصلات العائلية، بذات الطريقة التي لديهم، فآباؤك يفعلون العديد من الأشياء التي يفعلها آباؤهم وهذا نوع ما يسدّ الهوة.. أتعلم إنهم يرونك كإنسان.”
وفن الكوميديا القائم على العرق يعتبر نوعاً جديدً من الفنون، غير أن كوميديا الإلقاء الشرق أوسطية لم تبرز في أمريكا الشمالية سوى مؤخراً.
وقد لعب الكوميدي الفلسطيني- الأمريكي، هارون قادر، أحد الأعضاء الثلاثة لفرقة “محور الشر” الكوميدية التي يعتبر أعضاؤها على الأغلب أشهر الكوميديين الشرق أوسطيين اليوم، دوراً ريادياً في تطوير هذا النوع من الكوميديا.
يقول قادر “عندما بدأنا، كنا، أنا وشابان آخران، في نادي “متجر الكوميديا” في هوليوود، الأشخاص الوحيدين من أصول شرق أوسطية الذين يقدمون الكوميديا.”
من ثم وجدوا دين عبيد الله، وهو كوميدي نصفه فلسطيني، يقدم عروضاً في نيويورك مع كوميديين عرب آخرين.
قال قادر، مبيّناً ازدياد شعبية الكوميديا ذات الطابع الشرق أوسطي في أمريكا الشمالية: “كنا نقدم (الكوميديا) قبل 11/9، ومن ثم وقعت هجمات 11/9 فظننا أننا سنعتزل، ولكن ما جرى هو أن الجمهور تغير.”
وأضاف قادر: “لم نغير أي شيء، ولكن نظرة الجمهور تغيرت. لقد أصبحوا أكثر فضولاً، ولذلك كان الأمر حقاً يتعلق بالحظ والتوقيت.”
كذلك، تفجر هذا النوع من الكوميديا العرقية في وطنهم الأم.
إذ بالنسبة للعرب، فإن رؤية كوميديين يناقشون قضايا مهمة لهم ولمنطقتهم هو أمر يحظى بتقدير كبير، ومن بين النكات التي يقدمها كثيراً الكوميدي أحمد أحمد، عضو آخر في فرقة “محور الشر”، تضمن منه التأمل في “تفتيش المطار العشوائية.”
يقول أحمد على المسرح “ما مدى انتقائيتهم؟ يتم توقيفي في كل مرة.”
من جانبه، يقو راؤول شاكر، وهو صحفي لبناني يعمل في دبي “إنهم نوعاً ما يكسرون الصور النمطية، إنهم يحاولون القول إن كلمة ‘عربي’ لا تعني بالضرورة إرهابي أو أصولي، إنهم يحاولون إلقاء الطرائف، ونوعاً ما كسر الصور النمطية.”
وفي حين يتطلب تغيير الصور النمطية، فهماً أفضل للأشخاص المعنيين، فإن الكوميديا الشرق أوسطية تخطو خطوة لتغيير صورة جماعة نادرة تم تعميمها على العرب.
أما الكوميدي اللبناني نمر أبو نصر فقال متأملاً: “أعتقد أننا نحن العرب لدينا مشكلة ما في العلاقات العامة، من ناحية الغرب، حيث يتوجب علينا أن نريهم أن لدينا حس دعابة، ولذلك أعتقد أنه من هذا الناحية، الكوميديا الإلقائية تجلب لنا الكثير كشعب.”