نشر موقع اوميديا الاسرائيلي مقالا للكاتب مندي سفادي “رئيس منتدي دروز من اجل اسرائيل” واحد مؤسسي مؤسسة تكفا ” الامل ” قال فيه ان الاسلام قد استفاد من قيام دولة اسرائيل .
ويوضح “مندي ” حسب زعمه اول الفوائد التي استفاد منها الاسلام والمسلمين من جراء قيام اسرائيل هو معرفة لغة التعايش والتفاهم مع الاخر “ لقد ادى قيام دولة اسرائيل الى تطور البحث والنقاش الاسلامي حول مفهوم التسامح والتعايش التي لم تكن معروفة في العالم العربي من قبل .
وذهبت به مخيلته الى ان قيام اسرائيل هو الشيئ الذي يوحد المسلمين السنة والشيعة ” لقد اصطلح على تاريخ قيام اسرائيل في اوساط العالم العربي والاسلامي بيوم النكبه بالنسبة للفلسطينيين ، وهو ما يوحد السنة والشيعة حول طقوس النكبة في كل عام حيث البكاء والصراخ على ضياع فلسطين وقيام اسرائيل .”
ويستمر مندي في عرض الفوائد التي عادت على الاسلام والمسلمين من جراء قيام اسرائيل فيتطرق الى فكرة الخلافة الاسلامية ، ويقول “
ان التطلع العربي والاسلامي الى عودة سلطة الخلافة الاسلامية هو تطلع قائم حتى اليوم ، بالرغم من ان هناك الكثير من القادة والزعماء العرب قد فهموا الهوة الكبيرة في سبيل تحقيق هذه الخلافة واصبحت في نظرهم تطلع كاذب اذا ما قورن بالعروبية “
ويرى الدرزي مندي ان ” قيام دولة اسرائيل واستيلاءها على فلسطين جعل اليهودية قوة منافسة للاسلام ، كما ان تحول اسرائيل لتكون صاحبة الحق في فلسطين قد محت جزء كبير من فنتازيا الفكر الاسلامي على مر السنين وحتى اليوم، حيث اصابهم الشك حين تحولت اسرائيل الكافرة الى دولة شرعية في قلب العالم العربي والاسلامي “
ويذهب مندي الى ابعد من ذلك ، وهو ” ان قيام اسرائيل كان بمثابة شعاع الضوء للشعوب العربية والاسلامية لمعرفة التسامح والتعايش وتقبل الاخر وتطور ثقافة النقاش والمفاوضات التي لم تكن معروفة من قبل في العالم الاسلامي “
اما في تحليله للاوضاع العربية والاسلامية وما طرأ عليها من تغيير فيقول ” اننا الان نطرح سؤالا مهما وهو ” هل بعد مرور 60 عام على قيام دولة اسرائيل ، نحن على مشرفة تغير جوهري في وجهة النظر التي سيطرت على العقول العربية “البدوية ” من بداية الفكر الاسلامي ؟” ويجيب مندي على نفسه ليقول ” الحقيقة ؛ ان وجهة النظر العربية والاسلامية قد شهدت الكثير من التغيير الجوهري خلال الستين عام الاخيره وقد ظهرجليا هذا حينما بدات الدول العربية والاسلامية تخطب ود اسرائيل وتحاول التقرب منها ؛ اما اذا نظرنا الى شعارات الزعامات العربية سواء في داخل اسرائيل او في خارجها بشكل عام، فاننا نلحظ الكثير من النتائج الايجابية التي اتت بها ” النكبة “ على العالمين العربي والاسلامي على حد سواء ؛ فقد ادي الفشل العربي والاسلامي في تدمير الدولة التي قامت امام اعينهم دون ان يستطيعوا منع ذلك الى تغير ” ايجابي ” في ارائهم ، فبدلا من الاستمرار في شن الحروب على اسرائيل ، فضل محمد انور السادات استبدال الحرب بمائدة المفاوضات من اجل اعادة سيناء ، وهو ما فعله ايضا ملك الاردن وتلاه الزعماء العرب جميعا ، لقد عرف العرب والمسلمون ان هناك خيار اخر غير الحرب وفضلوا الاسلوب ” الغربي ” في حل الصراعات.
وفي النهاية يضع مندي توصيته للشعوب العربية والاسلامية بعدم الحزن على ضياع فلسطين وينصحهم بالاحتفال بهذا اليوم فيقول ” لابد الا نصف يوم النكبه على انه كارثه للشعب الفلسطييني ، بل يجب ان نحتفل بالنكبة كحدث ايجابي غير الكثير في وجهة النظر العربية التي كانت ترى ان الحرب هي الوسيلة الوحيدة لفض المنازعات ، وبدءوا في تقبل ثقافة الحوار وفض النزاعات بالطرق الغربية “
وفي النهاية يستشرف مندي بنظرته المستقبلية الوضع في العالم العربي والاسلامي من خلال ما اثببته تجربة النكبة والصراع مع اسرائيل ليقول بان هذا الفكر والتغيير لم ينتشر لدى جميع المسلمين ولكن التجربة اثبتت انه امر ممكن حدوثة “