دافعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الخميس عن سجل ادارة الرئيس جورج بوش في حرب العراق بعد تعرضه لنقد لاذع من جانب سكوت مكليلان المتحدث الصحفي السابق باسم البيت الابيض في كتاب جديد. وقالت رايس التي كانت تشغل منصب مستشار الامن القومي حين بدأت حرب العراق عام 2003 “فعلنا بعض الاشياء بشكل جيد وبعض الاشياء بشكل غير جيد. الشيء الذي أنا متأكدة منه انها لم تكن خطأ بل كانت لتحرير شعب العراق من صدام حسين.”
وحين أخرج صحفي في المؤتمر الكتاب قالت رايس في باديء الامر انها لا تريد التعليق على كتاب لم تقرأه ثم مضت في دفاع مستفيض عن الحرب.
وقالت رايس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته في ستوكهولم حيث يعقد اليوم الخميس مؤتمر “المراجعة السنوية للعهد الدولي مع العراق” ان الاطاحة بالرئيس العراقي السابق كان عملا صائبا.
وجاء كتاب مكليلان الذي يقع في 341 صفحة ويحمل عنوان “ماذا حدث.. داخل البيت الابيض في فترة بوش والخداع الثقافي لواشنطن” أشد انتقادا مما توقع مسؤولو البيت الابيض من مساعد سابق للرئيس.
واتهم مكليلان في كتابه بوش باستخدام “الدعاية” للترويج للحرب في خروج عن السياق المعتاد للدائرة المقربة من بوش وقال فيه أيضا ان الرئيس الامريكي “حاد كثيرا عن المسار” ولم يكن “منفتحا وصريحا بشأن العراق”.
وقالت رايس انها لا تريد ان تعلق على كتاب لم تقرأه بعد لكن الناس في كثير من الاحيان لا يفهمون التداعيات الكاملة للاحداث الا بعد فترة طويلة من حدوثها.
لكنها قالت ان تحرير العراقيين “من الوحش صدام حسين” لم يكن خطأ ولا قرارا متخذا من جانب واحد.
ومضت رايس قائلة “لم تكن الولايات المتحدة الامريكية وحدها هي التي اعتقدت ان لديه اسلحة دمار شامل يخبئها.”
وشنت واشنطن الحرب على العراق بزعم امتلاكه اسلحة دمار شامل استنادا الى معلومات ثبت خطؤها لاحقا.
وقالت رايس “القصة متاحة ليراها الجميع. لا يمكن ان تزرع نفسك في (ذلك) الحاضر وتقول كان علينا ان نعرف أشياء لم نعرفها في الواقع عام 2001 و2002 و2003 . سجل اسلحة الدمار الشامل كان يبدو واضحا للغاية.”
وأضافت “لو لم يكن العالم يصدق ذلك في ذلك الوقت سأسأل لماذا اذا خضع العراق لمجموعة من أكثر العقوبات شدة التي فرضها المجتمع الدولي قط.”
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية ان المخاوف الدولية من أسلحة الدمار الشامل في العراق كانت “السبب الاساسي” وراء عشرات القرارات التي أصدرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة منذ التسعينيات.
وصرحت بان قرارات الامم المتحدة تثبت ان العالم كان يعرف ان صدام يشكل خطرا واستطردت “لماذا…تسمح بربك بأن يعاني شعب العراق.”
واعترفت رايس وهي استاذة جامعية سابقة بجامعة ستانفورد بأنها ستسعد بالعودة الى الحياة الاكاديمية وتحليل مواقف الادارة من وجهة نظر التاريخ وقالت ضاحكة انها على الارجح ستشرف على رسائل عدة لنيل الدكتوراة في هذا الموضوع.