في الحقيقة كنت قد سمعت عن مبادرة التصويت من خارج البلاد قبل فترة، إلا أنني لم أعر الموضوع الكثير من الاهتمام، وظل كذلك مهملا حتى فترة قريبة ماضية، حيث كنت قد كتبت مقالا باللغة الانجليزية حول الأوضاع الإنسانية البائسة في قطاع غزة عندما تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من احد الأشخاص الأجانب الذين يعملون على تفعيل تلك المبادرة، وقد استمرت المراسلات بيننا واستطعت من خلاله أن أتعرف أكثر على تلك المبادرة وعلى جزء من حجم النشاط الذي يقوم به وزملاؤه في هذه القضية.
خلال مراسلاتي معه كان قد طلب مني بعض المعلومات التي تتعلق باللاجئين الفلسطينيين وذلك من اجل الاستفادة منها في العمل الذي يقوم عليه فيما يتعلق بهذه المبادرة، وحيث أنني لست متخصصا في هذا الموضوع فإنني آثرت أن أعطيه عنوانا لمؤسسة قد تكون مفيدة في هذا الشأن ولديها من المعلومات أكثر بكثير مما يمكن إن أقدمه أنا شخصيا، خاصة وان ما يطلبه يجب بتقديري إن يكون مستندا لأرقام وحقائق وليس معتمدا على اجتهادات خاصة أو فرضيات قد تضر أكثر مما تنفع.
المبادرة التي أتحدث عنها هي التصويت من خارج البلاد Out of Country Voting وهي مبادرة تهدف إلى إعطاء الفلسطينيين في مخيمات اللجوء والشتات الفرصة للتعبير عن خياراتهم سلماً وبطريقة ديمقراطية من خلال عملية الاقتراع، ومن خلال هذه العملية الانتخابية يمكن للفلسطينيين ان يختاروا ممثلين عنهم وان يدلوا بأصواتهم في استفتاءات عامة وقضايا مصيرية.
كما تهدف إلي عرض إمكانيات إدلاء الفلسطينيين في المخيمات وفي الشتات بأصواتهم. وهي محاولة من أجل تطبيق تجربة الانتخابات على الفلسطينيين الموجودين في الخارج خاصة وأن هذه التجربة طبقت فيما يتعلق باللاجئين العراقيين والأفغان وكانت تجربة ناجحة، وهي تهدف إلى معرفة ما الذي يريده هؤلاء وكيف هي نظرتهم إلى حل الصراع ويمكن إن يتم استنباط أهداف أخرى فيما لو نجحت التجربة في المقام الأول.
لقد استمرت المراسلات فيما بيننا وقد كرر طلبه مني إعطاءه عناوين يمكن أن تكون مفيدة وقد قمت بالاتصالات التي اعتقد بأنها مفيدة إلا إنني استطيع القول بأنني لم أكن كثير التوفيق بذلك، ولم أرغب بأن أعطيه عناوين لأشخاص من الساسة أو الإعلاميين الذين اعتقد بأنهم قد تكون ارتباطاتهم كثيرة وبالتالي لن تكون مفيدة وقد أعطيته عنوانا لأحد الأكاديميين الذين اعتقدت بأنه قد يكون مفيدا.
ما حصل هو أن الرجل قام بالاتصال بالعديد من المؤسسات والأشخاص ويبدو انه لم يجد الاستجابة الكاملة، وشعرت أنه وفي إحدى رسائله قد أصيب بالإحباط برغم انه لم يصرح عن ذلك، وصرت أشعر بالتقصير أو بالذنب لأنني لا استطيع إن أقدم الكثير في هذا المجال، إلا أنني لا بد هنا من أنوه إلى ان أحد أهم الجهات التي استجابت له ولدعوته أو ما طلبه هو مركز الإعلاميات العربيات والذي تقوم عليه الأستاذة محاسن الامام وبهذا تكون الإعلامية العربية ومن خلال هذا المركز أثبتت بأنها قد تكون أكثر فائدة من الرجل الذي يبدو انه اكر ميلا للنسيان من المرأة التي يبدو أنها أكثر ميلا للانتماء لقضيتنا أو لقضاياها.
إنني اكتب هذا الذي اكتب متوجها لمن يهمهم الأمر والذين اشعر بأنهم بالتأكيد كثر أن يولوا القضية بعضا من الأهمية خاصة وأنها قد تكون مقدمة لخطوات مفيدة تتعلق بالإحصائيات والنشاطات السياسية المستقبلية مثل انتخاب مجلس وطني فلسطيني يكون ممثلا حقيقيا للشعب الفلسطيني بدلا من قضية التعيين التي اعتقد بأنها أصبحت غير مقبولة في ظل عالم يبح عن الحرية ومزيدا من الترسيخ للقيم الديمقراطية والتمثيل الحقيقي وعلى هذا الأساس فإنني أرجو من كل المهتمين إن يكتبوا الى هذا العنوان التالي لعل فيما يقدموه من عون يكون مفيدا في هذا الشأن
أو إلى مركز الإعلاميات العربيات على هذا العنوان
بيت لحم
28-5-2008