ويتني هيوستن في المغرب، ليس للسياحة أو لزيارة خاصة، وإنما لإحياء حفل اختتام مهرجان موازين الذي نظمت دورته السابعة ما بين 16 و24 مايو بعاصمة المغرب الرباط، المدينة التي كانت تنام باكرا، وأصبحت خلال مهرجان موازين مدينة ساهرة وساحرة، وزاد ممن سحر ليلة الختام حضور فنانة بحجم ويتني هيوستن.
كيف قبلت الحضور إلى المغرب، كيف تم التفاوض معها، ما ثمن التذكرة لحضور حفلها، وغيرها من الأسئلة التي شغلت بال المعجبين بويتني، وكذلك فضول الإعلاميين.
الإعلاميون كانوا لآخر لحظة يمنون النفس بندوة صحفية تحضرها ويتني هيوستن بعد أن فقدوا الأمل في إجراء حوار خاص معها رغم حضور وسائل إعلامية ضخمة، وسبب المنع ويتني هيوستن نفسها التي اشترطت عدم عقد ندوة صحفية أو إجراء لقاء إعلامي أو حتى السماح للصحفيين وخاصة المصورين بالاقتراب من منصة العرض، وسمح لعدد قليل منهم بالتقاط صور لها وهي تؤدي أول أغنية، ليغادروا المنصة بعد انتهاء الأغنية، ويركزوا على التقاط صور للجمهور الذي احتشد غفيرا لمشاهدة ويتني هيوستن وهي تغني من دون وساطة شاشة التلفاز.
بعد أن ظهرت على إديت بياف المغرب، أو “جوديا” المغربية التي بهرت بصوتها وحضورها المتميز لجنة تحكيم مسابقة فنية تقام بالمغرب، وبعد توزيع جوائز تقديرية على الفرق الشابة المغربية التي شاركت بالمهرجان، وإلقاء كلمة شكر من قبل المدير الفني للمهرجان، تمادى تصفيق الجمهور إلى الهتاف المتواصل طلبا لظهور ويتني هيوستن على المنصة وإمتاعهم بجميل أغانيها، لتظهر أخيرا متزينة بالأبيض، مع وشاح في نفس اللون، وتلقي تحية الإسلام بالعربية، وتشكر الجمهور الغفير على تجاوبه معها بالعربية أيضا، كل هذا استحسنه الجمهور، لكنه لم يتوقع المفاجأة.
بعد وصلتها الغنائية الثالثة، نقلت ويتني هيوستن بخفة الوشاح الذي كان يلف عنقها إلى رأسها، ليقابل الجمهور هذه الالتفاتة الجميلة من ابنة العم سام بالصلاة والسلام على نبي المرسلين على الطريقة المغربية وبالزغاريد، وتواصل ويتني هيوستن غناءها ذاكرة أنها حضرت رفقة أفراد عائلتها، ليقدموا لها الدعم اللازم وهي تعود إلى الغناء بعد غياب دام 8 سنوات.
ارتداء ويتني هيوستن للحجاب على منصة العرض في بلد مسلم منفتح، خلق المفاجأة، خاصة وأن ويتني لم تتخل عن وشاحها طوال غنائها، رغم أنها عادت غيته بوشاح وردي اللون، وأرفقته بقفطان أخضر اللون مفتوح من الأمام ارتدته فوق لباسها الأبيض.
انتهى الحفل والناس يتذكرون هذه الليلة الساحرة، ويحتفظون معها بصورة ويتني هيوستن الفنانة التي تعافت من الإدمان على المخدرات، واختارت المغرب للعودة إلى الغناء بعد اعتزال فني دام 8 سنوات، ويتساءلون عن الرسالة التي أرادت ويتني هيوستن القادمة من بلاد جورج بوش، في زمن الإسلام فوبيا، توجيهها من خلال قيامها طوعا بوضع الوشاح على رأسها.