دائما يجب النظر الى ما بين السطور والى ما وارء المعلن في الحديث السياسي. المفترض بالجامعة العربية ان تكون ممثل للقضايا العربية فهل ان تكون سنيا او شيعيا او درزيا او او مما يلغي الهوية العربية للمواطن العربي؟ . اذن لماذا تثار قضية التشيع أو التسنن وهو خيار شخصي في طريق التعبد لله؟. هذا السؤال هو ما علينا ان نطرحه حين نقرا الخبر الذي نشر في موقع وطن تاريخ 28-5-2008 تحت عنوان الأسديتّهم السعوديّة بالتآمر على نظامه الحقيقة ان المشروع الاميركي كان يعتمد على ما اسموه في دراساتهم الدمينو. اي ان سقوط النظام العراقي والنجاح الباهر الذي توقعوه لما بعد اسقاطه سوف يدفع الشعوب العربية المغلوبة على امرها كي تثور مطالبة بالنموذج العراقي فتتداعى الانظمة العربية المعاندة اما ضغط الجماهير والدعم الاميركي للمعارضات فيما تصبح الانظمة العربية المطاوعة اكثر ليونة في يد السياسة الاميركية والاسرائيلية. ومع الفشل الذريع الذي مني به الاميركيون في العراق صار المشروع البديل هو احتواء ايران. الاحتواء مورس قبلا بواسطة صدام حسين حين شن تلك الحرب على ايران. اليوم ليس هناك في المنطقة رجل اميركي قادر على فعل ذلك. السعودية بدل غير عقائدي اي ليس هناك قضية قومية يمكن من خلالها اثارة الشعب السعودي كي يقدم مئات الاف من القتلى من اجل احتواء ايران ومن هنا وانطلاقا من طبيعة الوعي الجمعي السعودي اتجه المخططون الاميركيون الى اثارة فكرة التشيع والتمدد الشيعي على حساب السني فمثل هذاالكلام يثير المشاعر في السعودية وفي اللحظة الحرجة يكون بالامكان استخدام الشعب السعودي قربانا لطموحات الامبراطورية الاميركية كما قدم مليون عراقي سابقا على مذبح البوابة الشرقية. السعودية بدورها لا تريد ان تدفع الفاتورة كاملة وتريد ان تمتصد النفوذ الايراني والضغط الاميركي عبر اقحام الطرف العربي كاملا في المشروع الاميركي. ومن هنا جاءت كلمة السيد وزير خارجة السعودية خلال الحداث بيروت ” الجامعة العربية السنية ” هل هناك كلمة واحدة في ميثاق الجامعة العربية يتحدث عن هويتها الدينية كيما يتحدث عن هويتها الطائفية؟. السعودية عبر اقحامها للطرف العربي كاملا تشكل المزيد من الغضط على ايران وهي تامل ان يدفع هذا ايران للتراجع وتنسى انه حين كانت ايران اضعف وكان العالم كله متوافق مع العراق لم تتراجع ايران وهي ايضا بالاقحام العربي تريد ان تعطي نفسها مساحة اوسع من المناورة امام الضغوط الاميركية عبر اقتسام التبعات مع اطراف عدة ولكن الحقيقة ان بعض الشعوب العربية لايكثتر للقضية الشيعية السنية وهنا مكمن الخطا السعودي لانه تحليل للاخر من خلال الذات. خصيا ارى ان لجوء السعودية لاثارة قضية التشيع تعبير عن ازمة اكثر منه ممارسة لغيرة والسليم ان تقوم السعودية بدور ايران في المنطقة فتدعم الجهات المقاومة فلو فرضنا ان حزب الله شيعي وهذا يشكل عائقا امام المساعدات السعودية له فهل حماس او الجهاد الاسلامي ايضا شيعيتان؟. من الواضح ان السعودية تمر بازمة خانقة. فهي ان قبلت دور صدام في اشعال حرب احتواء بدلا من اسرائيل والولايات المتحدة ضد ايران حرقت نفسها بنفسها ولن يكون مصيرها بافضل من مصير العراق منهكا مثخنا بالجراح بعد الحرب وان هي رفضت المشروع الاميركي اي الضعط الاميركي فتحت الابواب على تطبيقات عملية للخطط الموضوعة لازاحة النظام السعودي بل وحتى تقسيم السعودية الى ثلاث او اربع دوليلات. الوضع السعودي صعب جدا وشخصيا اتعاطف مع الازمة التي تمر بها واحمل المسؤولية فيها كاملة للنظام السعودي الذي ربط مصيره بالمصير الاميركي .حروب خط الصدع كصدام حضاراتي يعطي أيضا حياة جديدة لنظرية الدومينو والتي وجدت خلال الحرب الباردة، ولكن الآن إنها الدول الرئيسية للحضارات رأت الحاجة إلى منع الهزيمة في صراع محلي، والتي قد تحدث خسائر تقود إلى كوارث. (ما سبق ليس كلامي بل كلمات صموئيل هينغتون في كتابه صدام الحضارات ص 462). وما حدث من هزيمة للقوات الاميركية في العراق وما تلاها من هزيمة للاسرائيليين في لبنان صيف 2006 تسعى الولايات المتحدة الى احتواء ارتدادات الدومينو عن حلفائها بعد ان كانت تامل ان يسقط خصومها