اكد المترشح الرئاسي الديموقراطي باراك اوباما، استعداده لاجراء محادثات مع زعماء دول تعتبرها الولايات المتحدة خصما لها مثل ايران، لكنه قال ان ذلك لا يعني بالضرورة لقاء مع الرئيس محمود احمدي نجاد. ويقول اوباما، الذي يتنافس مع هيلاري كلينتون على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، لمواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين في انتخابات الرئاسة، في نوفمبر المقبل، انه مستعد للقاء زعماء دول مثل ايران وسورية وكوبا وفنزويلا، من دون شروط مسبقة.
لكن ماكين انتقد ذلك الرأي، قائلا ان الجلوس مع شخص مثل أحمدي نجاد سيعطي الرئيس الايراني هالة من الاضواء وسيرسل اشارة خاطئة الى حلفاء لاميركا مثل اسرائيل.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي، ان انتخابات الرئاسة الايرانية التي ستجرى في 2009 ستكون عاملا في دراسة توقيت أي اجتماعات وكذلك دراسة من يمسك زمام السلطة. واضاف اوباما للصحافيين اثناء حملته الانتخابية في ولاية نيو مكسيكو: «لا سبب يبرر ان نجتمع بالضرورة مع أحمدي نجاد قبل ان نعرف انه هو الذي يحكم فعلا. انه ليس أقوى شخص في ايران».
ويتهم الجمهوريون اوباما، بان موقفه متناقض، لانه ومعاونيه أكدوا انه بينما لن تكون هناك أي «شروط مسبقة» لاجتماعات رئاسية محتملة مع الخصوم، الا انه ستكون هناك تحضيرات واسعة على مستوى المساعدين.
وتابع اوباما انه في حالة ايران فان «التحضيرات تعني ان تجرى محادثات على مستويات منخفضة نظهر فيها بوضوح مخاوفنا في شأن برنامج الاسلحة النووية، لكننا نظهر ايضا اننا مستعدون للاستماع الى وجهات نظرهم». واضاف: «هم يزعمون انهم لا يريدون تطوير سلاح (نووي) وان البرنامج مخصص بالكامل للاستخدام المدني. أنا لا أصدقهم… اعتقد انهم يسعون الى تطوير اسلحة. لكن ذلك سيكون موضوعا للنقاش وسأقدم أدلتي التي ستشير لهم الى ان هناك وسائل اخرى لتطوير قدرات نووية مدنية».
وفي لندن، كتبت صحيفة «الغارديان»، ان أوباما دعا إلى إعادة تقييم العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وجعلها أكثر عدالة وتقوم على أساس الشراكة المتساوية، خلال كلمة القاها عبر الهاتف امام مناسبة لجمع تبرعات حضرها 200 مغترب أميركي في لندن،
وتعتبر أول اقتراح رسمي بأن العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن غير متساوية وتحتاج إلى تغيير.
ونسبت الصحيفة إلى اوباما: «لدينا فرصة لإعادة تقييم العلاقة وجعل المملكة المتحدة تعمل مع أميركا كشريك كامل». ونقلت عن أحد مستشاريه أن «الشراكة الكاملة لا تعني أننا في المقدمة وعلى الآخرين أن يتبعونا».
وتابعت إن الإنطباع العام لدى فريق السناتور الديموقراطي للسياسة الخارجية، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لم يحظ سوى بالقليل مقابل دعمه لغزو العراق في ما يتعلق بأجندته الخاصة في شأن اتخاذ موقف متعدد الطرف من القضايا الدولية وقيام الولايات المتحدة بقيادة تحرك دولي للتوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.
ولفتت إلى ان فريق السياسة الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يتفق مع هذا التقدير، ويجادل بأن بلير بذل الكثير من الاصرار لجعل بريطانيا جسراً بين الولايات المتحدة واوروبا. ونسبت «الغارديان» إلى مسؤول بريطاني بارز ، من دون أن تكشف هويته، «المشكلة في أن تكون جسراً هي أن الناس ستسير فوقك».
في سياق اخر، قال الرئيس السابق بيل كلينتون، إن الديموقراطيين سيخسرون على الأرجح الانتخابات الرئاسية، اذا لم تفز زوجته السناتور عن نيويورك بتسمية الحزب الديموقراطي، ملمحاً إلى أن «البعض» يحاول «الضغط والترويج واستمالة» المندوبين الكبار في وقت مبكر لدفعهم لاختيار مرشحهم.
ونقلت شبكة «سي ان ان» عن كلينتون خلال محطة انتخابية في ولاية داكوتا الجنوبية الأحد، «لا أستطيع أن أصدّق. إنها طريقة مسعورة تلك التي يحاولون من خلالها الضغط واستمالة جميع هؤلاء المندوبين الكبار لأخذهم إلى جانبهم». والمح إلى وجود محاولة «للتغطية» على فرص السناتور كلينتون بالفوز في الولايات الرئيسية التي على الديموقراطيين أن يفوزوا بها ليضمنوا الفوز في الانتخابات العامة.