ست أشهر حتى استطاع لبنان السياسي والطائفي أن يتفق على شخص الرئيس الجديد للجمهورية التي عاشت فراغ رئاسي امتد لأشهر طويلة لم تستطع الأحزاب المتناحرة على الاتفاق حتى وصلت الأمور إلى زيادة حالة الاحتقان التي سادت وامتدت إلى عمليات الحسم العسكري والسطو على بيروت العاصمة الجميلة ، واتشحت بالسواد والحزن ، ظل المشهد درامياً وبيروت لا حيلة لها إلا أن تصمت أكثر وأكثر ، لان الفرقاء من أبنائها يعبثون بها وبأمنها وجمالها واستقلاليتها ويتناحرون ويقتتلون وينفذون مخططات دول خارجية ، لها أطماع في عدم استقرار لبنان وجعله في حالة فوضى مستمرة .
وأخيرا وبعد جولات طويلة من الحوار بين كافة الأطراف المتناحرة والمتخاصمة على الساحة اللبنانية انتخب رئيس الجمهورية الجديد (سليمان) القادم من قيادة الجيش اللبناني إلى كرسي الرئاسة بإجماع وتوافق داخلي وإقليمي ورضا عالمي ودولي ، لعله يكون المنقذ للبنان ولشعب لبنان ويستطيع أن يخرجه من الأزمات التي لحقت به جراء الفراغ الرئاسي وتعاظم الخلافات بين الفرقاء حتى وصلت الأمور إلى ضبابية في المشهد اللبناني .
ومنذ اللحظة التي انتخب فيها الرئيس سليمان وأداءه لليمين الدستورية بدأت تدور توقعات حول رئيس الحكومة الجديد حتى تبين انه دولة الرئيس فؤاد السنيوره، كأحد الحقوق المكتسبة للأغلبية النيابية التي لا يستطيع أن يغيرها احد إلا الانتخابات القادمة التي ستجري فيما بعد ، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة أهمها ما الذي جنته المعارضة من عمليات الإضراب المفتوح والاحتجاجات المستمرة والتلاسن الإعلامي وحتى الاقتتال الذي جرى في شوارع بيروت حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل ، ولم تغير شيء في الخارطة الطائفية أو السياسية وحتى أنها زادت من حجم التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني.
لبنان بلد الحضارة والتقدم ، لبنان بلد العيش المشترك ، لبنان البلد الآمن ، بلد الاستقرار والحياة ، لبنان الأمل بالغد القادم فهل يعود التاريخ بلبنان إلى زمن الحرب الأهلية التي عانى منها سنين طويلة أم أن لبنان سيحافظ على اتفاق الطائف الذي احقن الدم وجدد لبنان رغم كل شاب الاتفاق من شوائب إلا انه يبقى الاتفاق الذي أعاد كرامة لبنان لأهله وبدأ يخرج من جراحه التي نزفت طويلا بفعل الخلافات السياسية والطائفية التي أغرقته في بحر الحرب الأهلية وللخروج من كل المأزق التي تواجه الاستقرار السياسي والسلم الأهلي اللبناني لا بد من اتفاق كافة الإطراف المتناحرة على أبجديات عمل جديدة تضمن للبنان استقراره وتضمن له العيش المشترك بطمأنينة دون زجه في خلافات إقليمية أو دوليه وصراعات تملا الشرق المتوسط .