كشف بديع عرف عزت محامي نائب رئيس وزراء العراق السابق طارق عزيز النقاب من تفاصيل ووثائق وحكايات ترقى لمستوى الفضائح الأخلاقية والقانونية في المحاكمات الهزلية واعدا بالكشف عن جميع ما لديه لاحقا بعدما طرده القاضي مؤخرا وأصبح رأسه مطلوبا عند حكومة نوري المالكي وسفره الأمريكيون إلى عمان.
وقال عارف لصحيفة القدس العربي في هذه المحكمة الهزلية شهدت العجائب ـ يقول عارف ويضيف: مستشار المالكي لشؤون الإعدامات مثلا أصبح لاحقا مسؤولا للجنة الأولمبية العراقية.. وهو على الأرجح الرجل المسؤول عن إرسال جثمان الرئيس الشهيد إلى منزل المالكي قبل دفنه حتى يشفي الأخير (غله وحقده) خلافا لكل معايير القانون والعدالة.
وبين ان موكله عزيز سيبقي وفيا للرئيس الراحل صدام حسين وللنظام الشرعي في العراق مشيرا الي انه لن يقول كلمة واحدة ضد الرئيس الراحل مهما بلغ الأمر في محاكمته ومهما كانت حياته مهددة.
وتوقع المحامي العراقي البارز بديع عارف – حسب الصحيفة – أن لا يخرج موكله المعتقل في السجون الأمريكية في العراق السياسي المخضرم (حيا من زنزانته) لان الجهات التي تحتجزه تريده ميتا ببطء وتعمل على ذلك عبر اختلاق التهم له، وقال بأن المطلوب بقاء عزيز في سجنه بعيدا عن مضامين العدالة والتقاضي حتى يوافيه الأجل داخل المعتقل عبر السعي لاختلاق الكثير من التهم ضده حتى يقضى داخل السجن.
واعتبر عارف ان استراتيجية إختلاق التهم وإبقاء عزيز في السجن قررت بسبب صعوبة إثبات اي تهمة من التهم الموجهة إليه مستبعدا صدور قرار من المحكمة (بإعدام) طارق عزيز كما حصل مع بقية أركان الحكم العراقي السابق، موضحا بان الأمريكيين لا يعيرون عزيز ولا المحاكمات ولا غيره اي اهتمام حاليا بسبب أولوياتهم السياسية والعسكرية.
وأكد عارف ان القانون يبرئ موكله من كل شيء مشيرا الى ان القاضي رؤوف يحمل عبئا نفسيا ثقيلا على سمعته منذ نطق بحكم الإعدام على الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين، ويمتاز عن غيره من قضاة المحكمة بأن لديه مكانا آمنا يذهب إليه لو غادر المنطقة الخضراء وهو شمال العراق وهو إمتياز لا يوجد عند القضاة والعاملين الآخرين في المحكمة التي تتولي الموضوع بحماية ورعاية الأمريكيين.
وشدد على ان موكله لا يتلقي العناية الصحية اللازمة ويعاني من نوبات قلبية صغيرة وحالة هزال وضعف في الشهية كما يعاني من التهابات الجيوب الأنفية ومن بدايات مرض السكري ومن ضغط الدم، وكل هذه العوارض والأمراض لم تقنع عدالة المحكمة والسجانيين بتوفير العناية الطبية اللازمة مشيرا الى ان أي عناية حقيقية من اي نوع غير متوفرة في الواقع داخل المنطقة الخضراء حيث يشرف على عزيز وغيره من المعتقلين (أطباء عامون) ولا يوجد أطباء اختصاص وعند مراجعة العيادات الطبية يقال لمن يملك حق المغادرة ان علاجه ممكن في الكويت او في الدوحة او في عمان فقط.
وقال عارف: هذا ما قيل لي عندما وضع الطبيب العمومي مخدرا في فمي بسبب آلام في احد أسناني وطلب مني المغادرة لاحدى العواصم الثلاث لمعالجة السن مؤكدا ان الظروف الإنسانية في المعتقلات التي يوجد فيها عزيز وغيره سيئة للغاية.
وتحدث المحامي بديع عارف بالكثير من التفاصيل عارضا واقع الحال في المحكمة التي شهدت إعدام صدام حسين وآخرين وتشهد حاليا محاكمة عزيز وغيره، وقال ان هذه المحكمة مصابة بالإنقسامات السياسية والطائفية الموجودة خارجها وخارج المنطقة الخضراء حيث توجد تيارات وأجنحة متصارعة بين القضاة والمدعين والعاملين في
المحكمة.
المحكمة.
وحسب عارف تتقاسم المحكمة عدة تيارات وأجنحة ترتكب مخالفات قانونية واخلاقية جسيمة فمثلا هناك جناح يمثله المدعي العام منقذ الفرعون الذي يوزع أكياسا من أرز يزرع في مسقط رأسه من النوع الثمين حتى يكسب الأنصار والحلفاء داخل المحكمة، وهو رجل ينبغي ان يقدم للمحاكمة ـ يؤكد عارف ـ لانه كان ينادي بشعارات طائفية لحظة تنفيذ إعدام الرئيس صدام حسين من طراز (منصورة يا شيعة حيدر).. ففي قانون العقوبات العراقي المقر في عهد صدام يحكم على من يروج شعارات طائفية بالسجن لخمس سنوات.
وأيضا ـ يقول المحامي بديع عارف ـ هناك تيار جعفر الموسوي وجناح صدري في المحكمة وآخر يمثل الخط العروبي الشيعي وثالث يمثل بعض البعثيين السابقين وهناك تيار مهني وآخر يدين بالولاء للمجلس الأعلي.. كل هذا يحصل في محكمة تختلف عن كل المحاكمات السابقة من حيث الشخوص والأداء والوضع السياسي.
ووصف عارف المسار العام للمحكمة التي تحاول إدانة طارق عزيز بأنه عشوائي وقال بعدم وجود أي إمكانية لعمل شيء سوي إثارة القضية علي مستوي الرأي العام العالمي.
وكشف عارف النقاب عن بعض تفاصيل حواراته ولقاءاته بالرئيس الراحل صدام حسين خلال الإحتجاز والمحاكمة وقبل الإحتلال الأمريكي حيث تمتلئ جعبته بالقصص والأحداث المتعلقة بالرئيس الراحل منذ كان نائبا لرئيس الجمهورية أحمد حسن البكر حيث التقي صدام وحاوره بعدة قضايا شكلت مسارات مهمة في تاريخ العراق آنذاك.
ووضع المحامي عارف بصورة تقديرات صدام القانونية خلال اعتقاله قبل إعدامه وطريقة إختيار المحامين وظروف الاغتيال وبعض النقاشات الحيوية مع صدام خلال التوقيف والمحاكمة، كما تحدث عن بعض الاوضاع الطريفة التي يعيشها كل من يكتب عليه الإقامة في المنطقة الخضراء الآمنة في بغداد العاصمة.