حذر البرلمان المصري مختلف مدارس القطاع الخاص من أن توجه أي دعوة للراقصة دينا أو غيرها من الراقصات في الحفلات التي تعقد في أي مناسبة أو إحتفال.
واعتبر أعضاء في لجنة التعليم بالبرلمان المصري الإعتراف الذي أدلت به دينا أمام عدد من أصدقائها بأنها قامت بالرقص في أكثر من مائة وخمسين مدرسة علي مدار السنوات الماضية بدون أن يعترضها أي مسؤول بأنه يعد كارثة غير مسبوقة ولا ينبغي أن تمر مرور الكرام بل ينبغي فتح تحقيق مستقل فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأشار أعضاء الي أن السكوت علي تلك المهزلة قد يؤدي في نهاية الأمر بتدريس حياة دينا في المدارس الخاصة.
غير أن دينا التي وجدت في الضجة التي أثيرت حولها بعد أن شاركت بالرقص مؤخراً في إحتفال لصالح مدرسة(دي لاسال) دعاية مجانية لها بعد أن لازمها الكساد مؤخراً أشارت الي أنها تشعر بالضيق لأن البرلمان المصري ينظر إليها باعتبارها خطراً علي صحة التلاميذ.
ونفت الإتهامات الموجهة إليها من قبل العديد من أعضاء مجلس الشعب وخبراء التعليم.
ودعت هؤلاء الي أن يبحثوا في الأسباب الحقيقية التي أدت لإنهيار العملية التعليمية بدلاً من أن يلقون عليها باللائمة.
وكان العشرات من نواب المعارضة والمستقلين قد خرجوا من البرلمان غاضبين بعد جلسة عقدتها لجنة التعليم وكان مقرراً لها أن تحاسب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بسبب الحفل الذي شاركت فيه دينا.
ويرجع غضب هؤلاء الي أن مجلس الشعب إكتفي بتوجيه تحذير للمدارس الأجنبية ولم يقم بإصدار أمر بإغلاق المدرسة المذكورة كما كان يتوقع الأعضاء.
وقد إعتبر البيان الصادر عن اللجنة البرلمانية دينا وغيرها من الراقصات بأنهن يمثلن خطراً علي مستقبل التلاميذ وينبغي إبعاد شبحهن عن أروقة المدارس.
وفي تصريحات خاصة أكد النائب المستقل مصطفي بكري أن ماجري في الحفل المذكور حينما رقصت دينا أمام التلاميذ وأولياء الأمور يسبب تدميراً للعملية التعليمية فضلاً عن الحض علي الفجور والعصيان.
وهاجم بكري الأسلوب اللين الذي تعاملت به وزارة التعليم مع القضية حيث لم يكن هناك موقف حازم مع إدارة المدرسة بل إكتفي المسؤولون بالتبرؤ من الحادثة وإعلان أنهم لا يعرفون من أتي بالراقصة دينا لموقع الاحتفال.
أما النائب د. فريد إسماعيل فقد عبر عن امتعاضه لأن البرلمان لم يولِ القضية الإهتمام اللازم لمناقشة جوانبها مما نجم عنه في نهاية الأمر عدم معاقبة المخطئين. وقال في تصريحات خاصة إن الحادثة تلخص بوضوح بالغ مدي التدهور الذي لحق بالقيم والأخلاق فضلاً عن الأزمة التي يعاني منها المجتمع المصري في هذا الشأن.
وأوصي د. شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب أولياء الأمور بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي تجاوز يرصدونه في المدارس الخاصة التي أصبحت تمثل ضلعا هاماً في أضلع العملية التعليمية حيث يقبل عليها العديد من الأسر الذين يبحثون عن خدمة أفضل.
وعبر النائب علي لبن عن أزمة أخلاقية في المدارس المصرية إذا لم تقم الحكومة بالعمل علي إعادة الهيبة للعملية التعليمية وتحول دون أن تتحول المدارس الخاصة نحو الإستلاب للقيم الغربية البعيدة كــــــل البعـــد عن العادات والتقاليد الشرقية. وأشار الي أن السماح للراقصات بالمشاركة في حفلات تخريج الطلبة يساهم بقدر كبير في تخريج أجيال من الخريجين المشوهين سلوكياً. وتساءل النائب حمدين صباحي: هل سيأتي اليوم الذي تدرس فيه حياة الراقصة دينا في المدارس؟
القدس العربي