جاسم الرصيف
قبل انتقال عائلتي اليه زرت البيت الذي اسكنه الآن لتهيأته للسكن
جاسم الرصيف
قبل انتقال عائلتي اليه زرت البيت الذي اسكنه الآن لتهيأته للسكن ، فشاء فضول ابني الصغير ان يذهب الى باحته الخلفية حيث همّ كلب جارتي الأمريكية ان يلتهمه ( غريبا ) عن الدار لولا ان هذه صاحت به غاضبة مستنكرة فإستنذل كلبها لها وعاد الى وجره يجرّ ذيل الذل والخيبة !! .
+ + +
ماذكرني بهذه الواقعة هو شهادة معتقل عراقي اسمه ( السيد احمد ) من اهالي حي ( تل الرمّان ) في ( الموصل ) ( أم الربيعين ) عن عنجهية ووحشية قوات ( طروادة ) الأيرانية الأمريكية الكردية التي امتطاها ( نوري المالكي ) ليستهل احتلالا ثانيا لمحافظة نينوى ، بعد فشل ذريع لإحتلال شهر نيسان ( 2003 ) هناك .
يقول( السيد احمد ) :
( يوم الإثنين 2008.5.12 وفي الساعة السادسة صباحا إنفجرت عبوة ناسفة على بيك آب فورد اسود تابع لمغاوير وزارة الداخلية ــ جاءوا مع الحملة الجديدة ــ وقتل في الحادث خمسة منهم واصيب اربعة جراح اثنين منهم حرجة جدا ، وسارعت تلك القوات بمداهمات وتكسير ابواب البيوت وانهالت بالضرب والشتم وتكسير الأطراف ضد رجال الحي ، ودخلوا بيتنا بوجود ابي واخي الصغير ثم اقتادوني الى خارج البيت فرأيت حوالي 60 رجلا من رجال الحي هناك ومن مختلف الأعمار ، ومن بينهم رجل مسن ظلوا يضربونه حتى مات واستمروا على ضربه حتى بعد موته ، وكان المغدور قد باع بيته قبل ايام وجاء ليقبض ثمنه بالصدفة .. ومنع التجوال في المنطقة فيما كان ضابط من مغاوير الداخلية يوجه لنا كل انواع الضربات التي يعرفها مصحوبة بالشتائم ومن اقواله التي كان يرددها :
” الاّ اطلّع حيف حيدر المشهداني من خشومكم ” ، وكان يعني ضابطا قتل في التفجير .
وقال لنا : ” اذا ماتعلموني من فجّرها راح أذبح عشره منكم “
فقمنا نتوسل اليه : ” على بخت الله !! “
ولكنه اجاب : ” خلّ الله ينزل يخلّصكم !! “
وفي هذه الأثناء وصلت همرات للبيشمركة الكردية فقال لهم هذا غاضبا : ” صار لكم اربع سنين وكلشي ماسوّيتو!! روحو اطلعو لا اضربكم !! ” فاتصل هؤلاء بسادتهم الأمريكان ، واذا بالطائرات الأمريكية فوقنا تعقبها الهمرات والمدرعات ، ونزلت مجنّدة امريكية ، فيما كان ضابط المغاوير يواصل ضربنا ، وفاجأته بصفعة قوية بحضورنا !! فانسحب مع جماعته فورا !! واخذ الأمريكان اسماءنا وصورنا وارجعوا لنا هوياتنا وافرجوا عنا ) .
+ + +
حسنا !! .
لفّ ( البطل !؟ ) ضابط المغاوير ذيله بين رجليه ومضى وصفعة المجندة الأمريكية ترن في اذنيه ، تماما كما فعل كلب جارتي الأمريكية التي رحلت بعد اقامتنا مع كلبها الذي نال درسا قاسيا من ابني الذي كبر ، وكأن التأريخ ينسخ نفسه في اماكن مختلفة من هذه الدنيا بكل ما هو مضحك مبك .
ولكن مالذي تعنيه شهادة هذا المواطن الذي يسكن ذات الحي الذي يسكنه اقرباء لي واعرف شوارعه وازقته معرفتي لأصابع يدي ؟! :
اولا : خسّة ودونية قوات الحكومة التي استعارت لقب ( عراقية ) زورا . وهي خسّة علنية ، لاحياء ولاخجل فيها . ضابط ( عراقي ؟! ) ، يفترض انه ابن البلد يقتل ويعذب ويهين ابناء بلده دون ذنب جنوه لأنهم عزل من السلاح ، يهرب ــ !!؟؟ ــ من جراء صفعة علنية وجهتها له جندية من القوات التي تحتل البلد .
هل هناك خسّة ودونية أخسّ وادنى من هذه ؟! .
ثانيا : قوات ا
لاحتلال الأمريكية تستثمر هذه الدونية والخسّة في القوات التي دربتها على قتل العراقيين وتعذيبهم ، فتهينها وتصفعها علنا امام من يفترض انهم ذات الشعب الذي جاءت منه هذه القوات ، وبذلك تربح موقف ( المنقذ الانساني ) الوحيد للعزل من العراقيين ، بينما هي السبب والنتيجة في كل مايحصل لهم ، لأنها وحدها المسؤولة عن إطلاق كلاب الحراسة المتوحشة التي وظفتها في شوارع العراق .
لاحتلال الأمريكية تستثمر هذه الدونية والخسّة في القوات التي دربتها على قتل العراقيين وتعذيبهم ، فتهينها وتصفعها علنا امام من يفترض انهم ذات الشعب الذي جاءت منه هذه القوات ، وبذلك تربح موقف ( المنقذ الانساني ) الوحيد للعزل من العراقيين ، بينما هي السبب والنتيجة في كل مايحصل لهم ، لأنها وحدها المسؤولة عن إطلاق كلاب الحراسة المتوحشة التي وظفتها في شوارع العراق .
ثالثا : اذا كان ( الخاسر) الأول والأخير هو الشعب العراقي كما تظهر الصورة لأول وهلة في هذه الشهادة وغيرها من الوف الشهادات ، فهذا لن يغيّب الخاسر الحقيقي والأخير عند نهاية الشوط : قوات الإحتلالين الأمريكي والأيراني والثلاث ورقات الكردية ، تحت حتمية تفيد ان اعمار الكلاب اقصر من اعمار البشر ، وان مامن احتلال على وجه الأرض ظل مرحبا بحضوره ايا كان الثمن الذي يدفعه لضحاياه !! ووحدها الشعوب هي الرابحة الأخير عندما تتحرر ايا كانت ( خسائرها ) .