اعتبر وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان السلام بين سوريا واسرائيل سيقلب الوضع الاستراتيجي في المنطقة فيما نفى رئيس الوزراء ايهود اولمرت إن تكون اسرائيل قدمت التزاما لسوريا بالانسحاب من الجولان. وقال بن اليعازر للاذاعة الاسرائيلية العامة ان “السلام مع سوريا سيقلب الوضع الاستراتيجي في الشرق الاوسط لانه سيعزل ايران ويسكت حزب الله”.
واضاف “نتحدث عن سلام حقيقي، عن نهاية حالة الحرب، عن فتح الحدود واسرائيل مستعدة لدفع الثمن من اجل سلام كهذا وتعايش مع سوريا”.
وتابع بن اليعازر انه سيتوجه الثلاثاء الى الجولان “لتلبية احتياجات السكان المحليين خصوصا في مجال الكهرباء والاشغال العامة والتنمية”.
واحتلت اسرائيل هضبة الجولان في 1967 وضمتها في 1981. وتطالب دمشق باستعادة الهضبة التي يعيش فيها حاليا حوالى عشرين الف مستوطن اسرائيلي، بما في ذلك بحيرة طبريا اكبر خزان للمياه العذبة لاسرائيل.
وردا على سؤال عن احتمال تبادل للاسرى مع حزب الله، قال بن اليعازر “اصلي ليكون ايلداد ريغيف وايهود غولدفاسر على قيد الحياة”.
واسر حزب الله اللبناني الشيعي الجنديين في عملية في تموز/يوليو 2006 ادت الى مقتل ثمانية جنود آخرين. وشنت الدولة العبرية ردا على العملية حربا لى لبنان استمرت 34 يوما.
وقال بن اليعازر “منذ سنتين نبذل ما بوسعنا ليتمكنا (الجنديان) من العودة الى بلدهم ونحن مستعدون لدفع ثمن ذلك”.
وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاثنين ان اسرائيل مستعدة للافراج عن خمسة اسرى لبنانيين واعادة جثث عشرة مقاتلين لحزب الله مقابل استعادة الجنديين.
واضافت الاذاعة انه قد يكون بين الاسرى الذين سيتم الافراج عنهم سمير القنطار الذي ينتمي الى جبهة التحرير الفلسطينية وحكم عليه في 1980 بالسجن 542 عاما لقتله مدنيا اسرائيليا وابنته وشرطيا اسرائيليا في 1979 في شمال اسرائيل.
ومن جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاثنين إن اسرائيل لم تقدم التزاما لسوريا بالانسحاب من مرتفعات الجولان خلال محادثات غير مباشرة بدأت العام الماضي برعاية تركيا.
ونقل مسؤول كبير عن أولمرت قوله أمام لجنة برلمانية في جلسة مغلقة “من فبراير (شباط) 2007 حتى مايو (ايار) 2008 لم يقل أحد شيئا سوى .. انت تعرف ماذا اريد وانا اعرف ماذا تريد ..لذا فلنتحدث.”
واضاف اولمرت “لا يوجد التزام غير البيان الذي اصدرته ولن يكون هناك شيء اخر.” وكان اولمرت قد تحدث بشكل عام عن “تنازلات صعبة” ستضطر اسرائيل الى تقديمها في اي اتفاق سلام مع سوريا.
واعلنت اسرائيل وسوريا الاربعاء الماضي انهما بدأتا محادثات غير مباشرة في تركيا وهي أول مفاوضات بينهما منذ ثماني سنوات.
وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان وهي هضبة تطل على دمشق من جانب وعلى بحيرة طبرية من الجانب الاخر. واحتلت اسرائيل الجولان في حرب عام 1967 وضمتها في عام 1981 في تحرك لم يلق اعترافا دوليا.
وتتفق تعليقات اولمرت مع تصريحات ادلى بها وزير الاعلام السوري محسن بلال الخميس.
وقال بلال لقناة الجزيرة الفضائية “نحن استلمنا التزامات ورسائل من الحكومة الاسرائيلية ومن رئيس الحكومة الاسرائيلية يضمنوا فيها عبر الاصدقاء الاتراك انهم يعلمون ماذا يريده السوريون.”
واضاف بلال ان أولمرت “يعلم تماما ان الجولان كاملا سوف يعاد الى السيا
دة السورية وان اسرائيل سوف تنسحب الى خطوط الرابع من حزيران 1967” عشية اندلاع الحرب التي احتلت فيها الهضبة.
دة السورية وان اسرائيل سوف تنسحب الى خطوط الرابع من حزيران 1967” عشية اندلاع الحرب التي احتلت فيها الهضبة.
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مؤتمر صحفي في بيروت ان طهران لا تعرف كثيرا من التفاصيل بخصوص المحادثات “لكننا نعتبر الجولان أرضا سورية ولابد ان تعاد الى سوريا دون أي شروط.”
وانهارت محادثات السلام السورية الاسرائيلية التي عقدت في عام 2000 في الولايات المتحدة بسبب الخلاف على السيطرة على شواطئ بحيرة طبرية اكبر مصدر للمياه بالنسبة لاسرائيل.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني يوم الخميس واضعة شروطا للتوصل لاتفاق مع سوريا انه ينبغي لدمشق أن “تنأى بنفسها تماما” عن العلاقات “المثيرة للمشاكل” مع ايران.
وأضافت أنه يتعين على سوريا أيضا أن تكف عن “دعم الارهاب.. حزب الله و(حركة المقاومة الاسلامية) حماس” وهما جماعتان تدعمهما ايران.
واعقب تصريحاتها تقرير الاثنين لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية نقل عن الرئيس محمود احمدي نجاد دعوته الى علاقات دفاعية اوثق مع سوريا.
ويقول محللون سياسيون إن عداء الولايات المتحدة لدمشق ولحليفيها حزب الله اللبناني وايران يجعل التوصل لاتفاق سوري اسرائيلي قبل ان يترك الرئيس جورج بوش السلطة في يناير كانون الثاني امرا غير مرجح.
وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي لصنع اسلحة نووية. وتقول الجمهورية الاسلامية ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير مزيد من النفط والغاز.