قامت السلطات الإسرائيلية بترحيل الباحث اليهودي الأمريكي نورمان فلنكشتاين بمجرد وصوله إلى مطار “بن جوريون” الأسبوع الماضي؛ بسبب مناهضته لسياسات الدولة العبرية. وذكر موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية على شبكة الإنترنت أن عملاء جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية “الشاباك” أوقفوا فلنكشتاين بمجرد وصوله للمطار وحققوا معه عدة ساعات وبعد ذلك أبلغوه بأنه ممنوع من دخول إسرائيل لدواعٍ أمنية، وتم ترحيله للولايات المتحدة فورا.
وفنكلشتاين هو صاحب كتاب “صناعة المحرقة”، ويتهم فيه إسرائيل بتوظيف ما تعرض له اليهود على أيدي النازيين إبان وخلال الحرب العالمية الثانية لصالحها.
وحاول من خلال هذا الكتاب فضح أساليب إسرائيل والحركة الصهيونية الدعائية لإبراز “اضطهاد اليهود على أيدي النازيين ومحاولة تقديمها لتسويغ اضطهاد العرب والفلسطينيين”. مع العلم أن والديه قضيا في هذه المحارق النازية لليهود.
كما أن فلنكشتاين هو مؤلف كتاب “ما وراء خوتسباه” (أي الوقاحة)، وهو يعتبر نقدا لما جاء في كتاب “قضية إسرائيل” لمؤلفه دير شوفيتز المحاضر في جامعة “هارفارد” الأمريكية، ودحضا لما جاء في هذا الكتاب من دفاع عن إسرائيل.
وترجمت كتب فلنكشتاين إلى 46 لغة، ولكن بسبب الضغط الذي مارسه اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة، قامت جامعة دي بول الكاثوليكية الأمريكية التي كان يحاضر فيها بطرده، برغم أن فلنكشتاين أحد أبرز المحققين والمحاضرين في الجامعة، وكان مرشحا للحصول على ترقية أكاديمية أيدتها لجنة موظفي الجامعة بالإجماع.
“دولة ظلامية”
وردا على قرار الترحيل قال ميخائيل سفراد -محامي فينكلشتاين-: إنه سيبحث مع موكله إمكانية تقديم استئناف ضد القرار، معتبرا أن الدولة التي تخاف مما يكتب منتقدوها هي دولة تتصرف بنمطية شبيهة بالأنظمة الظلامية.
من ناحيتها أدانت جمعية “حقوق المواطن” (جمعية حقوقية إسرائيلية) قرار طرد فلنكشتاين، وعدم السماح له بزيارة إسرائيل.
وقال المحامي عوديد فيلر مدير عام الجمعية: إن “منع إنسان ما من التعبير عن رأيه عن طريق الاعتقال والطرد هو من مظاهر النظام الشمولي الاستبدادي، فالدولة الديمقراطية لا تنغلق على نفسها أمام الانتقادات التي توجه لها بل تواجهها بالحوار والنقاش”.
“في لبنان”
وفي إطار متصل ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن فلنكشتاين زار قبل شهرين لبنان والتقى خلال زيارته بالشيخ نبيل قاووق مسئول حزب الله في منطقة الجنوب اللبناني.
ونقلت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأحد أن فلنكشتاين تفقد المناطق اللبنانية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية في صيف 2006.
وعرضت الصحيفة على صدر صفحتها الأولى صورة لفلنكشتاين وهو يتفقد قبور ضحايا مجزرة “قانا” في الحرب ذاتها.
وبحسب الصحيفة فإن محققي “الشاباك” سألوا فلنكشتاين في مطار “بن جوريون” إن كان له علاقة بتنظيم القاعدة أو أنه يزور إسرائيل بناءً على توجيهات من حزب الله؟.