ان معالي الوزير( المختار ) بعدما اعتلى( ركب ) كرسي الوزارة.. ؛ قام بالمرور على (العاملين) لتحديثهم ( أب دايت حتى تاريخه ) ثم .. دلف الى عالم الانترنت..و أختار مكانا قصيا.. وجلس داخل ( أيقونة ) مكيفة الهواء غاية فى الحسن تثير حسد وغيرة الفقراء …يقرأ بعض التقارير و( يمضى ) عليها سريعا ..ليقرر القيام بجولة ميدانية ..لتفقد أحوال الرعية ( 7 مليون مصري فى الشبكة !! )..؛ يركب سيارته الفخمة والمصفحة ( أقصد الكمبيوتر ) آخر موديل ( فستا 2008 ) و هارد ( 200 جيجا ) و( رامات 8 جيجا ) وبسرعة ( برسوسر 3.2 ).. وفى موكب فخم من الكمبيوترات ( الملاكي ) .. وعلى اليمين أيقونات (الأنتى فيرس ) وعلى اليسار أيقونات (الأنتى سبى وير ) …ومن الخلف ( برتوكولات ) الحماية الاجنبية والمختلفة الأنواع…ويجرجر خلفه ( زفة ) من برامج الأغاني الحديثة الصداحة ومجسمات الصوت الرهيبة … وقطعا ؛ تصطف لسيادته كل كمبيوترات الفقراء الخاصة ومحلات ( السيبر )بالنفر و بالساعة والدقيقة على أرصفة الطرقات لرؤية الزائر الجديد ( وتعظيم سلام ) ..؛ فيمر الموكب على ساحات الجرائد الالكترونية وشوارع المنتديات الثقافية وحارات المناظرات الإلحادية وأزقة غرف الدردشة ( المروشنة) …. فيدخل ليرى أحوال المصريين ؛ …فيجد صعاليك الانترنت المتمردون على كافة الأعراف والقيم والمصرون على أخذ حقوقهم من الجن ..ويجد عفاريت ألنت لابسو الأقنعة ( تحت مسميات عجيبة و صور مرعبة ) يسبون ويلعنون كل شيء ..يمنون أنفسهم بأكلة ملوخية ونسمة ديمقراطية ..ويجد ثلة من الكُتاب هاربون من واقعهم المر والميئوس منه الى فراغ الإنترنت الحر…ويجد الباحثون عن الثقافة …والباحثون على علاقات اجتماعية سيبرية مفقودة ..والحالمون فى الخيال .. ومن لا أصل ولا فصل له …وووو….فتأخذه الحمية ويقرر النزال والدفاع عن كل ما يسئ( لمصر ) ….!! ؛….فيلقى ما لا تحمد عقباه ..(طبعا )..؛ فيأمر مرافقيه وجهاز الوزارة الإداري المتبوع له ؛ بمسح هذه وقصقصة…وتكرار نسخ هذه ..وتعميم تلك على رؤوس الصفحات …وتصحيح مفاهيم هذا وبرمجة عقل هذه .. وتطويع هذا وصرف حافز لذاك ….ووووو ..ولن تمر غير برهة .. إلا ويخرج عليه وعلى رجاله من كل حدب وصوب ؛ مجموعات تسونامى من (أشباح ألنت وشياطين الإنس ، نكرات منكوشة الشعر مُرعبة ،أسماء وهمية تسيّب الركب….) …فيأمر بلملمة الخارجين المنحرفين عن جادة الصواب ( و عبطهم ) فى ( خيال الشبكة ) وهات يا ضرب على القفا …وكأنها معركة ولا فى سينما الكرتون ..!! .. فيتصل الوزير بجهاز مكافحة الشغب وقوات الأمن العام ( أقصد جهاز مكافحة التطاول الأنترنتى على مصر ) لمقاومة نشطاء الإنترنت ومروجي الإشاعات والمحاربين بالأقلام ..ويسقط قتلى ( الفكر ) وجرحى ( المعلومة ) …وتدخل سيارات الإسعاف (الامبيلنس الخيالي )……الخ والخ …. ؛.. ويصاب سيادته ( بصداع الانترنت المُقرف) فيعود مسرعا الى ( إيقونته ) بعدما ضاق صدره ذرعا بكتابات (المصريين) لــ ( يربط رأسه بمنديل محلاوى مُعّتبر ) ؛ ويصدر أمرا وزاريا سيبريا …البند الأول ؛ تشجيعا للعاملين فى الخيال قررنا صرف بدا انتقال ( كذا دولار ) للتنقل بسهولة بين مواقع الكرة الأرضية الخيالية …. البند الثانى؛ نأمر وفورا بدخول مناصرو السلطة بأقلامهم المصفحة ( و المسطحة..) لمجادلة ومبارزة مناصري المعارضة من ذوى الأقلام (الحادة المسننة ) لتصحيح الأفكار الشاذة و ثنيهم عن مطالبهم الهدامة … بند ثالثا ؛ (لملمة) الماضون فى غيهم من جل الشبكة .. بند رابعا ؛ زيادة الدعم بمجموعات من (حلاقين الفكر) بالمقصات ( الحمّاري ).. بند خامسا ؛زيادة أعداد ( الهتيفة ) المشجعين بالطبول والدفوف والمزمار البلدي ….بند سادسا ؛ ضرورة غلق ( القرطاسيات ) المعارضة والمتناثرة على أرصفة الشبكة.. بند سابعا ؛ الإسراع بفتح مواقع جديدة لبث مرشات عسكرية وقرآن كريم وموشحات أندلسية لرفع معنويات شبابنا الضائع ( الصايع ) العاطل .. التوقيع ( أيقونة سيادة الوزير )…
..تصل مذكرة بالرد التالي ؛ نحيط علم سيادتكم بأننا لم نجد ( أي مصري ) داخل الشبكة ( ولا صريخ ابن يومين من 7 ملايين ) مع أننا نعلم علم اليقين أنهم ( متخفيين )تحت أسماء دول الجوار والدول الصديقة بل بعضهم يكتب بلهجات عربية و بلغات عالمية .. أفيدونا أفادكم الله!!؟؟ … فيخرج الوزير من الأيقونة ويهبط الى ارض الواقع على نفوخه ………….
محمد سليم
طرت من مقعدي بضحكة عالية كحبة ( فيشار) تقُلى فى ( حلة ) نار حامية.. ثم هبطت كمن أكل حلة محشى (قرع ) قرديحى على صفحة ( انترنت ) أتلوى من شدة المغص…؛ بعدما قرأت ؛ سطور (مقترح ) مقدم من حزب سياسي معارض الى الحزب الوطنى الحاكم ؛ بضرورة إنشاء وزارة للإنترنت تحت الذرائع التالية حرفيا ؛ ..لترصّد كل ما يُنشر على شبكة الإنترنت ووضع الخطط لمواجهة ما يدور وخاصة أن تلك الشبكة تقود الاضطرابات وتغير فكر الجيل الجديد فى مصر وستؤدى حتما الى جيل متمرد لأنه يملك صداقات عابرة للقارات ويتأثر بالعالم من حوله ….وحوّل عزيزي القارئ ؛..أي جاء دورك لتشاركنا الرأي ؟!..انتهى المقترح العبقري…..وأرجوك عزيزي القارئ ؛ دعك من ( قرطاس الفشار.. وطنجرة القرع ..وحلة التلبُك المعوي ).. ودعنا من صحيح القول أنها (مناشدة ) أو أنها ( فرشة تهيئة مناخ ) أو( قراءة طالع ) فالله وحده أعلم وأرحم بنا من عباده …وكن معي لنتخيل ؛