سيد يوسف
وتزداد حسرة المصلحين حين يرون ألا حياة لمن تنادى: غباء بعضه فوق بعض إذا أصلح الحاكم شك الناس فى إصلاحاته ومن ثم تبرز عدة تساؤلات …وإجاباتها كما هى فى مظانها من ذلك مثلا ذلك الحوار التالى:
س: لماذا لا يصدق الناس وعود النظام الحاكم؟
ج: لأنهم لا يثقون فى وجود نظام أساسا ومن ثم لا يثقون فى الحاكم إذ كيف يثقون فى مزور؟!
س: ولماذا لا يعطون الحاكم فرصة لتحسين الأوضاع؟
ج: قد أتيح لبعضهم ذلك عبر 27 سنة مستمرا فى حكمه فما رأى الناس منه إلا انهيارا حادا وتأخرت بلادنا به وبأمثاله…حتى صار يرتب انتقال الحكم لولده خشية عقاب الناس له إن تمكنوا منه.
س: أليس الحديث عن التوريث كلاما مرسلا لا دليل عليه؟
ج: فى نفى نية التوريث إهانة للعقل، وفى حال حدوثه إهانة لمصر وللمصريين…ولكل بلد يقبل ذلك.
س: من يحكم مصر الآن؟
ج: فعليا الكيان الصهيونى عبر أمريكا، شكليا تحكمها عائلة من أم وابن.
س: وأين الأب؟
ج: لا حياة لمن تسل عنه.
س: هذا كلام مرسل أليس كذلك؟
ج: نعم، ليس كلاما مرسلا فقد وضح ذلك من خلال عدة أحداث منها الإفراج عن عزام عزام الجاسوس الصهيونى، ومنها المشاركة اللوجستية غير المعلنة في الحرب الأمريكية على العراق، ومنها التوقيع على اتفاقية الكويز، ومنها تصدير الغاز الطبيعي للكيان الصهيونى، ومنها زيارات نجل الرئيس لأمريكا لمباركة التوريث، ومنها الالتفاف على حماس فى فلسطين، ومنها التفريط فى مثلث أم الرشراش، ومنها غض الطرف عن أسرانا المقتولين قديما فى 1967، 1973، وحديثا على الحدود مع الكيان الصهيونى، ومنها أن النظام الحالى مولع بتأمين حكم مصر لنجله مهما كلفه ذلك من مشاق وتنازلات، ومنها أمور أخرى غير صالحة للنشر.
س: ألم تتشبعوا من نقد الحاكم، ونقد تلك الأوضاع المعكوسة؟!
ج: حين يحدث حراك سياسى يكثر فى البلاد ما يسميه الأحرار نقدا، أو يسميه النظام الحاكم فوضى، أو يسميه المحسوبون على ذلك النظام تشويها للبلاد… وإذا المرء لم يفرق بين حق وباطل فما انتفاعه بعقله يومئذ، إن القاصرين لا يميزون بين نقد الأخطاء التى تطفح بها مجتمعاتنا لا سيما السياسية والاجتماعية، وبين شتم الأنظمة الحاكمة والتي لها أحوال فرط تهدد أمن البلاد، وبين تشويه صورة بلادنا وإبرازها فى صورة قميئة.
وقد كنت أرجو أن يكون بعضنا من الفطنة بحيث إذا قال بعضهم شبعنا من النقد فقل: قولوا للطغاة كفوا عن الظلم!! وإذا قالوا كما تكونوا يولى عليكم فقل: تغيير الظلم واجب، وإذا قالوا قد شبعنا من النقد (خلاص مفيش فايدة) فقل: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون، وإذا قالوا قد شبعنا من النقد، لماذا تنتقدون أكثر مما تدعون إلى الإصلاح؟ فقل : لا يكفى أن يكون الحق وسيما لينال الإعجاب والتقدير إذ لابد له من قوة ليدفع بها الباطل وأكاذيبه، وقل لهم : لا خوف من النقد طالما كان بأدواته الموضوعية وطالما كان فى الدائرة الخاصة به وهذا متاح للذين لديهم رؤية جيدة للواقع فهما وقراءة وتشخيصا وعلاجا.
س: ماذا نفعل مع جوقة النظام وهتيفته ؟
ج: المقاطعة والإهمال، وتبيان آراء المخلصين الفاقهين من المعارضين وتبنيها، ومد يد المساعدة للعاملين والتركيز على عدة مفردات أسوق بعضها كما يلى :
* تغيير لغة الخطاب ليناسب احتياجات وآمال الطبقة الوسطى التى كادت تختفى دون تخدير ولا تزييف .
* تقديم نماذج بشرية صالحة للإقتداء .
* تنمية الوعي السياسي لدى فئات المجتمع المتباينة من خلال المسيرات والمؤتمرات ووسائل الإعلام المتاحة .
* فضح وتعرية العتاة الجبارين بفضح مسالكهم وكشف زيفهم.
* مد جسور الثقة للفئة الوسطى والكتلة الصامتة تمهيدا للانتقال بهم نحو العمل الفعال –و- المستمر.
* تبصير تلك الفئة أن المعركة معركتهم وهى من أجل أبنائهم وأن التقصير في ذلك خيانة للشرف وللوطن .
* أخرى تقدر حسب طبيعة المرحلة والأهداف والوسائل المتاحة.
* تبنى معركة الخبز والفقر وجعلهما جسرا للتواصل مع فئات المجتمع.
سيد يوسف