من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن الربيع السياسي الذي تحدث عنه السيد رئيس الجمهورية العراقية مام جلال الطلباني حقيقة لم يتحدث عنها القادة العراقيون، لكنه واقع وعمل ملحوظ.
لقد ساند السيد طارق الهاشمي قرارات السيد رئيس الوزراء في خطواته في نزع السلاح والحفاظ. على هيبة الدولة العراقية. ولم تكن وقفت السيد الهاشمي مجرد كلام للتظاهر والكسب، بل أن العديد من الدعوات واللقاءات والمشاريع الذي قام بها الهاشمي تشير وتثبت مواقف وطنية لم نلمسها من الجميع. وظاهر الأمر الذي وظفه الإعلام المأجور لبث دعوات الفتنة وتشتت الهمم للحيلولة دون وقفة وطنية قد نجح في نشر الخلط بين الحقيقة والتزييف المقصود لتشويه سمعت القيادات الوطنية
أن دخول الهاشمي والحزب الإسلامي للعملية السياسية منذ الوهلة الأولى كانت ومازالت تؤثر في أعداء العراق والحاقدين، وسيبقى موقف الهاشمي شوكة في عيون من يريد النيل من وحدة الصف الوطني وإضعاف العملية السياسية باقية لحد الحقد يقتلهم ويمحو أثرهم.
بعد عملية الفرسان في البصرة وتأجيل الحملة العسكرية لتطهير الموصل من القاعدة والخارجين عن القانون طلب الهاشمي أن يقود الحملة بنفسه لكي يخفف الحمل من السيد رئيس الوزراء، ولكي يثبت عزمه لمحو آثار الإرهاب، ولكن لكلٌ صلاحيات، مع أن الهاشمي يريد أن يكون جزاً من فريق متكامل يقود العراق دون رغبة لمناصب أو سمعة أو مكانه خاصة أو تسابق من أجل نيل المكاسب.
ذهب المالكي للموصل ليعلن حملة أم الربيعيين، لكنه قال الحملة لم تبدأ بعد وقد تكون إشارة أن قائد الحملة سيصل بعد أيام. وهو يقصد السيد طارق الهاشمي لكي يثبتوا للشعب العراقي أنهما متفقان ومتفق معهم العديد من القادة العراقيين الوطنيين…وأن زمن القيادات الطائفية والقومية قد ولى وبلا رجعة، ولنبدأ صفحة جديدة…صفحة الصف الوطني دون الأفضلية لطائفة على أخرى أو قومية على ثانية…ليكن عمل الجميع من أجل العراق وشعبه.
والهاشمي وصل الموصل وأطلع على مجريات العمليات العسكرية عن كثب، وتواصل مع معظم شرائح المجتمع الموصلي كرداً وعرباً مثقفين ورؤساء عشائر وعسكرين جدد وقدماء وهو يستمع لمطالبهم ومعاناتهم… فلم يفضل طرفاً على طرف ولماذا لا وهو نائب رئيس الجمهورية العراقية.
وهل عملية الموصل أهدأ من عملية البصرة أم أن هناك تلاقي في الهدف وأن أختلف رؤى القيادات بتنوع خلفياتها.
هل يمكن أن ننتظر ممن يحاولون دس السم في العسل أن يتهموا السيد الهاشمي بأنه وراء الإرهاب، أو أنه هو الذي سبب في زيادة العمليات الإرهابية بدعمه لقرار الإفراج عن السجناء الذين لم يثبت ضدهم جرائم…أو ليس القرار مجمع عليه.
ويتهمه الآخرين بأنه وراء الزراقاوي وقد قتل منه أخان وأخت بسبب الإرهاب…أليس من يتهمه بهذا وتلك، والقيادات في الإتلاف العراقي الموحد يتوددون له…ومن الممكن جداً أن تتوحد جهودهم مع الكتلة الكردية لدعم مشاريع وطنية قريبة واستراتيجية.
العراق بحاجة ماسة لأصوات تقرب الحقائق وتكشف عنها، وليس التزييف وبث الفتن. من واجب المثقف العراقي أن يدعم مواضيع التقارب وليس التباعد…هل يبحث البعض عن عراقٍ لطائفة معينة أو قومية خاصة ويمحو أثر الآخرين… لم ولن يكن منكم عادلاً أبد…لكن كونوا منصفين وخافوا الله في كلامكم وتنابزكم بالألقاب وقذفكم البعض وضنكم السوء.
أنظر اللقاء بين الهاشمي والحكيم:
http://mail.google.com/mail/#inbox/11a1ba865aa53c0
نحن أحوج من أي ظرفٍ مضى لوحدة الصف وتقارب العراقيين وشد الوثاق الوطني وكل طيفٍ من حقه التمسك بخصوصياته.
فأن قاد الهاشمي عملية القضاء على الإرهاب في الموصل فما الضرر أن يقود العملية القادمة قائدٌ آخر في بقع عراقية أخرى لتطهيرها من القتلة والمفسدين… ولماذا يجب أتباع عملية تحطيم المعنويات وتسقيط البعض لرفع مستوى الآخرين…من وجهة نظري حتى هذه المقالة ستتهم بما يحلو للبعض…لأنهم لا يرضون بالواقع أن ضر مصالح أسيادهم…فيفسدون ويحرقون أوراق من لن يسير في دربهم أو يخالفهم الرأي. أنا أعتقد بالمذهب الشيعي وهذا واضح لمن يعرفني ومن لا يعرفني فمن أسمي يفهم ذلك…لكنني وطني وأحب العراق وكل عراقي مهما أعتنق من دين أو أبتع من مذهب أو أنتمي لأي قومية أو فكر…المهم فقط لكونه عراقي فهو أخي وحبيبي وأدافع عنه حتى ولو كلف ذلك حياتي…بارك الله بكل خطوة تخطوها السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية وبارك الله بكل خطوة يخطوها غيرك لخدمة العراق صادقاً في قوله عمله لا يخالف قوله…وليكن من أي قوم أو طائفة…طالما هو عراقي…هل أنتم عراقيون؟
المخلص
عباس النوري
2008-05-24
[email protected]