ابراهيم السراجي
مسدسات الكبار تطلق الروح
ومسدسات الأطفال تفقأ العينَ إلى ما لا نهاية .
وأنا أعود خطوتين إلى الوراء في لحظة حذر وتوجس عندما بدأت
اللعبة تستحيل واقعاً .
قلتُ :
أنا الذي سبقت عمري لابد وأن أحترم شيخوختي المبكرة .
إنَّ هذا القلب لم يعد صالحاً للحب
ونهديك اللذين مرنتيهما على اصطيادي استحالا نتوءات لا حاجة لي بها ,
وشفتيك لا يفتحا شهيتي لإيجاد طريقة جديدة لقبلةٍ مدوية , لا جدوى من الإنفجارات التي لا تجعل منك أنثى لرجل واحد, ولا تجعلني أتوحد بك .
خطوتان فقط الى الوراء مقابل نصف خطوة للأمام
أنا لستُ رجلاً عادياً مر عليه الوقت ودخل الذاكرة ,
لستُ عطراً مرَّ على رقبتك يوما وعرف طريقة للاندثار .
أنا لستُ عظيماً , لكن أنا أكثر بما يمكنني من تجاوزك .
* * *
هذه الحارة لا تتغير
صاحب المتجر , لحيته لا تطول ولا تقصر , يبيعني زجاجة الكولا المتهمة بالعمالة
لـ ” تل أبيب ” .
زجاجاتي الفارغة عنده بها بعض عمري وقبلات كدت أهديها إليك
تلك الزجاجات التي نسيت بها فمي تشي بأنني الزبون الوحيد الذي لم يتمكن صاحب المتجر من إقناعه بعمالتها .
هذه العاصمة أقلَّ من قرية , عنيدة بما يجعلها لا تراوح مكانها , وعاجزة أن تمنحك باحة تعزف بها موسيقى للروح , لا أدري قالوا لي أنها العاصمة .
__
يا بحر أنتَ أبي .. فمن أمي التي حرمتك مني ..؟!
أيناك يا بحر .. أيناك
أين أضعتني ..؟!
___
تثاءب أذار .. مرَّ هذه المرة بمحاذاة الحرف , جوار الحب , موازياً لخيبتي ,
وأنتِ يا صديقتي إحدى أشياء هذا الحي الأسود المتجمد , باستثناء لهجتك التي تتغير إثر كل صديقة .
[النصيحة أسوأ ما تقدمه الصديقة لصديقتها العاشقة.]
الحبُّ لا يصبح حباً متى عرف النظام والتخطيط المسبق
فهو الوجه الآخر للجنون والمعنى المرادف للعشوائية.
أنتِ التي تجربي على جنوني تجربة صديقة أخرى أذلَّت حبيبها , لم تفهمي بعد أنني
رجل غير قابل للنسخ وأنني الإحتمال الذي لم يتطرق اليه كتاب الرياضيات في عالم توقعاتك .
يا صديقتي العطر ذاكرةٌ إضافية والكتابة الوثيقة الأولى لإدانتي
وأنتِ محضُ أمرأةٍ قضت على بعض العمر كالوطن , كالكتابة التي إن رحلت عنها فما كان إلا لأحافظ على نظارتها وشبابها
وما كان لي إلا أن آتيها مكتمل الحرف
كما آتيكِ مكتمل الرجولة