عماد شاهين/عمان
من منا لم يواكب التطور الحضاري بالمفهوم الواسع الذي شهده بلدنا الاردن علميا وثقافيا وعمرانيا..
من منا لم يواكب التطور الحضاري بالمفهوم الواسع الذي شهده بلدنا الاردن علميا وثقافيا وعمرانيا.. حيث كان لنا مع كل لبنة قصة حب ورواية كفاح نرددها ونحن نسير في بواديه واريافه مطلع كل صباح حتى اتيح لنا نحن الاردنيين ان نعانق الصخر والجبل ونشرب ماءه الطهور حبا وعشقا دون ان نغفل فهم تاريخه ومنطلقات تأسيسه العظيمة على يد الامير عبدالله بن الحسين عام ١٩٢١ الجد المؤسس.
التاريخ الاردني ذو الجذور العميقة الراسخة لا يحتاج الى محاضرات وندوات وصرخات ممن اتاح لهم الوطن فرصة التعلم والتلقين والتأسيس حتى اخذ بيدهم لمصاف المنظّرين والمعلقين دون ان تقودهم بصيرتهم العمياء ان جميع من يعيش على ارض هذا الوطن يعشق ترابه وارضه وسماءه ومليكه متخذين من هذه الرموز المقدسة قبلة لا يمكن الحياد عنها والمساومة عليها تحت اي ظرف او ضغط من اي جهة ايدولوجية فكرية عقيمة لا تعلم بان جميع من هم على ارض الاردن قد بايعوا الله على حب ارضهم والولاء لملكهم وعليه كان لهم فرصة المشاركة في التأسيس والحب بالفطرة والولاء والانتماء بالعقل والقلب والجسد. في منظومة انسانية تصهر الجميع في بوتقة واحدة ليكون الاردن العظيم اولا عملا لا قولا .
من منا قد انحاز او فكر ان ينحاز عن المعايير الوطنية، والفهم الاصيل الواعي لتاريخ الوطن والاعتزاز بالهوية الوطنية والتمسك بالدستور والحفاظ على سيادة الوطن وهيبته وسمعته .. اشك ان يكون احد قد فكر بذلك سهوا. او مر ذلك في الخاطر مرور الكرام – حاشا لله – فالمنتمون الى تراب الوطن حتى الركب هم خارج تلك المعزوفات الكريهة من ذوي الحناجر والمنابر.
دولة عبدالرؤوف الروابدة، ان الاردنيين مهاجرون وانصارا عشاق مخلصون لوطنهم ومليكهم لا تنقصهم ثقافة سياسية او ترابط اجتماعي فاللحمة «المعيشية» ولدت علاقة سامية وطيدة المواقف لا وليدة «الجعجعة».
الاردنيون احبوا وطنهم ومليكهم العظيم على «فطرتهم» دون ان يعرف بعضهم الكتابة والقراءة والابجديات والمصطلحات المفعمة بالعبارات والارشادات، فالوطن ليس شارعا لعابر سبيل حتى نضع له ارشادات مرورية، فهو المقر والمستقر وحسن الدار وحسن الختام.
الوطن ليس محاضرة عابرة ومناورات سياسية.. الوطن هو الحضن والاهل والعشيرة وحب الوطن لم يكن يوما مرتبطا بالحزب فالوطن اعلى واسمى من مجموعة منظّرين ومتحدثين أُفرغوا من محتوياتهم السياسية والعقائدية واصبحوا اصحاب مواقف.
الروابدة السياسي والوطني المحب والملم، نحن في اردننا ابسط مما يعتقد البعض او يحاول، وكل من يشك في ذلك فما عليه الا ان ينزل الى شوارعنا في المحافظات ودروب البوادي وحواري المخيمات التي خلت تماما من مدعيي السياسة والفكر الذين تقوقعوا بالعاصمة عمان متخذين من باقي اطرافها مادة للحديث والتعليل والتحليل والتبرير والمزاودة…!!
نحن ايها الساسة «فطريون» في حب الوطن ومليكه واهله على اختلاف ايدولوجياتهم الفكرية والعقائدية حتى الانصهار فلا تفتحوا المجال للتفكير وابواب التعكير من منابركم، فلن تزيدنا المزاودات والمراهنات الا قوة وصلابة وعشقا للوطن وولاء للعرش الهاشمي وعميد آل هاشم الاطهار ومن كان غير ذلك فليس منا!!
الكاتب رئيس هيئة التحرير/صحيفة المواجهة الاسبوعية الاردنية