جهاد نصره
منذ انهيار منظومة الاستبداد الرفاقي الشرقي أواخر القرن المنصرم،
جهاد نصره
منذ انهيار منظومة الاستبداد الرفاقي الشرقي أواخر القرن المنصرم، بدأت حلقات الذكر العربية الرفيقة و الممانعة، والصديقة، تتكاثر، أو.. تتوالد ذاتياً إن بالفعل الانشقاقي المتتالي..! أو بالحبَلْ ( الحمل ) الاشتقاقي الانشطاري..أو بالتكويعات الانفرادية..! وفي حمى هذا السياق كثرت الأبواق فزاد صخب ( التبويق ) وتناسلت حالات فيها الكثير من العهر والتكاذب والقليل من الفائدة..! وفي مناخ من الفساد السياسي السلطوي المعمَّم وغير المسبوق، انتعش الفساد في كل شيء فساد في الفكر والثقافة.. فساد في الأدب والآداب.. وفساد في قلة الأدب..! وهكذا تسمم الرأي العام فعمَّ اليأس والركون وانقلبت المقاييس عاليها سافلها، واختلّت المعايير، وزادت المحاذير بعد أن امتلأت الحواري بالوطاويط والأشباح.!
لقد انكشَّفت حلقات الذكر تلك بكلِّ تفاصيلها، ومنعرجاتها، وخلفياتها، وذلك بفضل التوسع المدهش الذي شهدته
منظومة الاتصالات والتواصل ففي عصر الفضائيات، والانترنت أتيحت الفرصة لأبناء الرعية أن يتعرفوا على
دعاة فضائحيين جدد من كل الأشكال والألوان ففيهم من يدعي اللبرلة ومنهم من أعلن العلمنة وبعضهم متفرغٌ
للعقلنة وجميعهم من عشاق الدمقرطة..! والحقيقة أنهم من واقع أزماتهم العقلية، وهواجسهم العصبية، وعقدهم
النفسية، وهلوساتهم الكابوسية.. وغير ذلك من الخبايا والمكنونات التي توافرت، مهووسون ليس إلا بالشهرة
والاشتهار وهي لكانت مسألة طبيعية لولا هذا الهوس الطاغي الذي لا ينتج إلا الأذى والخراب…!
وهكذا، يجد الإنسان هذه الأيام من يتنطح مثلاً بكل بساطة ويسر وقلة مصداقية للإطاحة ( بجرة ) مقال واحد،
وبسهولة فائقة، بفصيلة آدمية كاملة أو عدة فصائل بخبطة واحدة أو يستأصل كذا بني آدم يكدون هنا وهناك
وذلك عائدٌ لمقدار كمية النكوص التي يحوزها( المنكوص )..! أو( الفاقدية ) والانكسار والدونية في حالات
أخرَى..!
الفضائحيون الجدد فصيلة استئصالية سلاحها الإعلام وهي غير متجانسة طبقياً و غير متآلفة نفسياً المشترك
فيها نزوعٌ نرجسي طاغٍ والهيام بثقافة التخوين والابتذال والقصف وكيف لا ومنتسبيها يعشقون الفضيحة
والشهرة و( السيولة )..!؟ وهم يتوزعون في كل البلدان، والفيافي، والصحارى الاغترابية وينتشرون في
المربعات الاعتراضية، والساحات الأيديولوجية، والمرافئ الإعلامية منهم من يصدح لمن يدفع أكثر ومنهم من
يتلطى خلف الأبواب ( إياها ) ومنهم من لا هدف له سوى تبييض الوجه وإن بقلم التسويد المستعار..!
الفضائحيون الجدد من كل الأديان، والمذاهب، والطوائف، فهم طائفة بحد ذاتها تجدهم يبدون رضاهم صباحاً
وعكس ذلك مساءاً.. يذرفون الدموع ( الوطنية ) أحياناً ويرتكبون الآثام كل حين..! بعضهم يستغرق كل الوقت
في إحصاء ما يظنه مكاسب وهؤلاء يتشاطرون في التعمية على كساد المحصول بمزيد من الفقاعات الهوائية
الزوبعية المتهافتة التي تعكِّر كل بيئة وتلوث أي فضاء..!
نعم، متى.. وكيفما.. وحيثما نظرتم في هذا الزمن الفضائحي اللاوطني ستجدون رهطاً من الفضائحيين الذين
يدمنون الصراخ ليس إلا.. إذا لم نقل غير ذلك…!؟