علي الكاش
رحم الله شاعرنا أبو القاسم الشابي الذي وافاه الأجل عام 1990 قبل أن يشهد الزمن العاهرالذي نعيش فيه في المنطقة العربية بشكل عام والعراق ألاحتلالي بشكل خاص, وهو يستنهض همم الحكام والشعوب لتغفو من سباتها المخزي وشللها الطويل بعد أن استمرءوا الذل وارتضوا الهوان واستطابوا الانتكاسة وحجروا عقولهم بمعاقل بنوها بأيديهم, هاهو الشابي يصب على الوجوه الكالحة التي عايشها كأسا من عرقه المتصبب من جبينه حرقة وألماً :-
رب(وامعتصماه) انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخــوة المعتصم
ونخوة المعتصم كما هو معروف أمست نخوة العرب والمسلمين يستذكروها كلما طوتهم أجنحة المحن وعصفت بهم النكبات والانتكاسات وما أكثرها, وقصتها أن الروم قاموا بغزو مدينة عمورية وقتلوا رجالها ونهبوا المدينة وسبوا نسائها فصرخت احدى السبايا مستنجدة بالخليفة المعتصم” وامعتصماه” فضحك الجنود الروم منها وقالوا لها أين أنت من المعتصم؟ فأنت في عمورية وهو في بغداد ولن يسمعك! فقام احد المسلمين بإيصال كلام المرأة المستغيثة إلى الخليفة المعتصم فرد عليها “لبيك” وجهز جيش جرار بدايته في عمورية ونهايته في بغداد ودحر الروم وحرر السبايا. بالطبع لم يسمع المعتصم صوت المرأة ولم يشهد صورتها ولكنه سمع نخوتها وذلك يكفي للحاكم الحر ليؤدي الأمانة وربما يزيد.
خلال هذا الأسبوع سمعنا خبرنا اقشعرت له أبداننا ونفرت منه قلوبنا وعافته أنفسنا, خبر كان من المفروض أن يهز أركان العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه ويشعل جذوة السراج المنير ليزيل عنا ظلام الذل وغبار الخوف الذي جثم فوق صدورنا كالوسواس الخناس, خبر وقعه مدوي وشأنه عظيم كفيل بأن يرفع رؤوسنا المطأطئة إلى الأرض منذ خمس سنوات عجاف في العراق, ويخرجنا من ركام الانكسار اليومي الذي نئن تحت وطأته, ويضمد لنا جراحنا, يعافينا ويجدد الأمل فينا وينقل نقلة نوعية في حياة الدنيا والآخرة! كنا ننتظر ساعة الصفر فالأستحضارات مهيأة والقلوب مقشعرة والعيون تتوقد شررا متوعدة قوى الشر والظلام من مغبة جريمة الجرائم! الجميع على أهبة الاستعداد فقد حانت الفرصة المناسبة وجاءت في الوقت المناسب والمكان المناسب.
هذه الجريمة تختلف عن بقية الجرائم في كل ملابساتها بالرغم من أن المجرم هو نفسه متمثلاً بقوات الاحتلال, لكنه هذه المرة تجاوز عدوانه ليس على شعبنا ووطنا فحسب بل تمادي ليدنس القرآن الكريم نفسه! وهل هناك أعز وأثمن من القرآن الكريم عند المسلمين! كلام الله وما أدراك ما كلام الله! وعهد الله وما أعسر أن تنقض عهد الله! القرآن بلا جدل حد فاصل بين الأيمان والكفر ولا توجد منطقة وسطى بينهما؟ انه دستور الإسلام وهدية الله لخلقه ونور المؤمنين يستضيئون بآياته الكريمة دروب الحياة المظلمة ويتجاوزون به مشاق الدنيا! إنها جريمة يدنى لها جبين العالم الإسلامي عرقا بأجمعه! أليس” إن الدين عند الله الإسلام” ؟ كما ورد في سورة العمران آية 19لذا فالطعنة المسمومة لا تقتصر على مسلمي العراق فقط.
كنا نترقب وكلنا قلوب مفعمة بالإيمان ننتظر من فقهاء الأمة ومراجعها ليشعلوا فتيل الانتفاضة الدينية ضد حفنة من المجرمين والمرتزقة اتخذوا من الفرقان مرمى يصوبون إليه بنادقهم ويطلقون عليه العيارات النارية فيتناثر كلام الله في الأرض, ولا يكتفون بتلك الجريمة الحقيرة وإنما يتبولون عليه بكل خسة! لم يفعلوا الجريمة الوقحة هذه المرة في بلادهم وإنما في بلاد المسلمين وإمام أعينهم دون أن يراعوا مشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم! الجريمة ليست ضد الرسول كما جرت العادة! هذه الجريمة ضد الله وكتابه المحفوظ!
كلنا ثقة بان مثل هذه الجريمة ستولد ردة فعل هائلة تنزل كالصاعقة على الرؤوس العفنة! ففرضنا على آذاننا حالة الطوارئ القصوى أذن تترصد الأزهر الشريف وأخرى تترصد الحوزة العلمية في النجف, فهما أكبر مؤسستان دينيتان في العالم الإسلامي أو هكذا هيئ لنا!
مر اليوم الأول والثاني ببطء ثقيل وهكذا مضت الأيام بسكون مروع ولم نشهد سوى اعتراض من نائبة في البرلمان أعقبه مقال لكاتبة عراقية ماجدة وبيان من هيئة علماء المسلمين وتلته بيانات من بعض الفصائل الجهادية؟ سيدتان وبيانات احتجاجية من جهات محدودة!
بصقنا على رجال السياسة والنواب وقلنا ما عسى يرجى من العملاء؟ من يبيع نفسه ووطنه هو بالنهاية باع دينه فولينا شطرنا للناحية الثانية من الصورة وهي الأزهر الشريف والمرجعية العصماء! باعتبارهما من يرفعا راية الإسلام خفاقة وهما متفرغان لخدمة الدين الإسلامي وحمايته؟ من المؤكد أن ردة فعلهما ستكون بمستوى الجريمة وبما يتناسب مع وظيفتهما الشرعية! وقلنا ربما هذه المرة سيريحون مسامعنا بعد أن ملئوها بالخطب التحريضية وشحنوا أفئدتنا بالحقد والكراهية! لقد زفت اللحظة ولكن كما يقول الشاعر( ونار لو نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد) لقد تحول مراجعنا فجأة من ظاهرة صوتية إلى ظ
اهرة حجرية! وربما تسمع للحجر صوت عند السقوط ولكنك لا تسمع صوتاً لمراجعنا في زمن السقوط! شيخ الأزهر يلتقي بعدد من القادة العسكريين الأمريكان ولكنه لا يطرح موضوع تدنيس القرآن معهم خجلا أو خوفا أو ماذا الله يعرف ما في النفوس؟ ربما خوفه أو خجله من الله يحتل المرتبة الثانية بعد الأمريكان! وإلا بماذا نفسر تصرفه؟ ولينا شطرنا عن الأزهر بحسرة وأنين بعد أن تبين أزهرنا عنين؟
اهرة حجرية! وربما تسمع للحجر صوت عند السقوط ولكنك لا تسمع صوتاً لمراجعنا في زمن السقوط! شيخ الأزهر يلتقي بعدد من القادة العسكريين الأمريكان ولكنه لا يطرح موضوع تدنيس القرآن معهم خجلا أو خوفا أو ماذا الله يعرف ما في النفوس؟ ربما خوفه أو خجله من الله يحتل المرتبة الثانية بعد الأمريكان! وإلا بماذا نفسر تصرفه؟ ولينا شطرنا عن الأزهر بحسرة وأنين بعد أن تبين أزهرنا عنين؟
قلنا من الله العوض! ربما أحفاد الرسول كما يدعون في عتباتنا المقدسة سيتولون هذه المهمة, واستذكرنا كلامهم وهم يحذرون جنود الاحتلال من مغبة الاقتراب من العتبات المقدسة في بداية الغزو؟! وعلى الرغم من موقفهم المتناقض بقيام قوات الاحتلال بقصف العتبات المقدسة في النجف, والتي سبقتها الرحلة السيستانية إلى الديار البريطانية لإجراء الفحوصات التحليلية التي وفرت لقوات الشر الفرصة الذهبية للعدوان المنكر؟
لكن حدثنا أنفسنا بأن الموقف الآن مختلف! إنه يتعلق بكتاب الله, وكما يقول المثل” امشي مع المرجع لحد كهفه” لننتظر..! ونحن في باحة الانتظار استذكرنا كيف مرت مأساة الرسوم المسيئة للرسول (ص) وتحرك الملايين من المسلمين ليعبروا عن استنكارهم وشجبهم لهذه الجريمة الشنيعة وفرضت مقاطعة اقتصادية ضد الدول التي نشرت هذه الرسوم ؟ ولكن مراجعنا لم تنبس بكلمة واحدة! فحاولنا أن نبرر له هذه الهفوة أيضا فالعراقي متسامح بطبعه! وأقنعنا أنفسنا ربما هي في تصورهم مسألة عائلية باعتبارهم أحفاد آل البيت والأمر يتعلق بهم حسب النسب وسيتم تسوية الفاجعة داخل البيت وليس خارجه وليس من حقنا أن نحشر نفوسنا؟ ورغم إن القاعدة تقول خلاف ذلك لكن للضرورة أحكام وفي عقولنا كم هائل من الأوهام.
ومع هذا فأن البعض لم يقنع بهذه الطروحات والعراقي كما هو معروف بذكاء فطري وفراسة بدائية, فهو لا ينسى ويستذكر الحوادث ويجهد نفسه للعثور على الخيوط الرابطة بينها رغم توفر مبدأ حسن النوايا! وبدأ البعض يقارن بين حادثين. عندما استضافت الجزيرة الفضائية الكاتب المعروف فاضل الربيعي وانتقد موقف السيد السيستاني المتهاون أو لنقل تأدبا المتهادن مع الاحتلال؟ خرجت ألسنة بعض النواب كالأفاعي بفحيح غاضب مطالبة بطرد مكتب الجزيرة من بغداد ومقاضاة مقدم البرنامج فيصل القاسم, وانبرى الخطباء ووعاظ السلاطين على منابرهم التحريضية وهم يكيلون الاتهامات تلو الاتهامات لمقدم البرنامج وضيوفه وقناة الجزيرة متناسين أن هذه القناة هي أشهر قناة في العالم ومستمعيها يتجاوزون(50) مليون مشاهد يوميا! وخرجت أول تظاهرة احتجاج ضد القناة ورفعت اللافتات وصدحت الحناجر بالأهازيج الشعبية لاستنكار هذه الواقعة العتيدة لأحد أحفاد آل البيت؟ وروج البعض وجود فتوى سرية تبيح دم فيصل القاسم كما أباحت فتوى سابقة دم سلمان رشدي! لقد أهين أحد أحفاد آل البيت فأي فاجعة أكبر منها!
كانت تلك بداية العاصفة فكيف ستكون هذه المرة والأمر يتعلق بخالق وليس مخلوق! برب عظيم وليس عبد من خلقه. من المؤكد سيكون هناك استنفار عام! عندما توجه الإهانة إلى الرسول(ص) تتضاعف عن إهانة أحفاده وعندما توجه إلى كتاب الله عزً وجلً؟ من غير المنطق أن نستنكر إهانة لمرجع ديني ونقيم الدنيا ولا نقعدها ونسكت تجاه إهانة تلحق بالرسول أو القرآن الكريم؟ اللهم إلا إذا رجعنا إلى عبادة الأصنام فلنا عندئذ عذرنا ولكل حادث حديث! أو أن هناك خلل في فهمنا ووعينا وإسلامنا وهذه فاجعة لا يمكن أن نمررها بسهولة ولا بد من التوقف عندها ونراجع أنفسنا! من أحق بالاستنكار؟ومن أحق بالتظاهرة الله أم عبده؟
كما يحتاج الربان إلى بوصلة ليحدد اتجاه حركة السفينة فنحن نحتاج إلى بوصلة روحية تحرك أفعالنا وتوجه مداركنا نحو الاتجاه الديني الصحيح! ومراجعنا الدينية هم قادة سفينتنا! ومن المؤكد إن حكومتنا ونوابنا الذين نصبهم الاحتلال ودعمنا خطوته غير المباركة بغمس أصابعنا المشلولة بقاذورات بنفسجية لنشرعن الباطل ونلبسه جلباب الحق, لا يرتجى منهم شيئا سيما إنهم حجوا إلى بيت الله بمال اليتامى والثكلى من الأرامل والفقراء وعابري السبيل؟ أدوا الفريضة بمال منهوب فأكملوا بعون الشيطان فرائض الباطل جميعها وستؤهلهم بإذن الله من الحصول على جناح خاص ومميز في الدرك الأسفل من النار!
ولكن كيف نبرر لمراجعنا صمتهم وهو يجلدون ظهورنا التي ما زالت جراحها تتقيح منذ أربعينية الحسين(ع) وكل جرح له لسان يصدح” هيهات منا الذلة” وهل يا ترى هناك ” ذلة” اكبر من هذه الذلة, مشينا بأقدامنا الواهنة مئات الكيلومترات بلا عجز أو كلل معاهدين سيد شباب الجنة ” هيهات منا الذلة” ونحن نذل يوميا من قبل قوات الاحتلال ونذل أكثر بصمت هذه الأصنام المتحجرة في كهوفها النتنة!
غفرنا لهم مباركة الاحتلال وقبلات شهوانية تبادلوها مع بريمر وباول وكيسنجر, وغفرنا لهم استبدال المحراب بطاق كسرى, وغفرنا لهم صمتهم تجاه تدمير العتبات المقدسة في النجف ونحن نصدح” هيهات منا الذلة”! غفرنا لهم صمتهم تجاه قتل مليون عراقي وتشريد أربعة ملايين عراقي ونحن نصرخ “هيهات منا الذلة” ! غفرنا صمتهم أمام ثلاثة ملايين أرملة وأربعة ملايين يتيم وأربعين ألف معتقل واغتصاب المئات من العراقيات ونهب المليارات من الدولارات ونصرخ” هيهات منا الذلة”! لا ماء لا كهرباء لا وقود لا دواء لا
كرامة لا كبرياء ومع هذا ” هيهات منا الذلة”! نسحب اللقمة من أفواه أولادنا الجائعة لنخمسها بفم الأفاعي الشرهة وهيهات منا الذلة! استسهلوا سذاجتنا وجهلنا وطيبة قلوبنا فاستفردوا بنا كما يستفرد الصياد بفريسته الضعيفة.
كرامة لا كبرياء ومع هذا ” هيهات منا الذلة”! نسحب اللقمة من أفواه أولادنا الجائعة لنخمسها بفم الأفاعي الشرهة وهيهات منا الذلة! استسهلوا سذاجتنا وجهلنا وطيبة قلوبنا فاستفردوا بنا كما يستفرد الصياد بفريسته الضعيفة.
تناسينا كل هفواتهم وأخطائهم وجرائمهم بحقنا ومازلنا نعتقد إنهم أحفاد رسول الله؟ معاذ الله أن يكون للرسول أحفاد بهذا الذل والخنوع ؟ ومن يثبت إنهم وليس نحن أحفاد رسول الله! أحفاد الله لا ينامون على الكبائر ولا يلتحفون الخوف ولا يتوسدون الرياء! أحفاد رسول الله ثورة على الظلم والكفر والباطل ولنا في سيد شباب الجنة الإمام الحسين(ع) أسوة حسنة! أحفاد رسول الله لا يسكتون على سب جدهم وتصويره بهذه الطريقة السمجة! أحفاد رسول الله لا يرضون أن يتساوى كتاب الفرقان مع كتاب سلمان رشدي! أحفاد رسول الله يخرجوا على الناس ويستنهضونهم على الحق ونصرته ولا ينزوا في الكهوف! أحفاد رسول الله أسود وليسوا فئران جحود!
علام يصمت مرجعنا الكبير خمس سنوات وقد عرفناه ناطقا وليس أخرسا! ولماذا يصمت بقية المراجع الذين أشعلوا نار الفتنة بتحريض الناس على القتل والثأر عندما دمرا العتبات المقدسة على يد شلة من الإرهابيين! ويتغاضوا عن تدنيس القرآن الكريم! إن لم يسمعوا بالجريمة فلا خير فيهم وأن سمعوا بها فلا خير فينا! إن تحدثوا بها الآن فلا خير في حديثهم وأن بقوا صامتين فلا خير لنا في وجودهم! أن صح القرآن -ومعاذ الله أن لا يصح- فلا يصح مذهبهم, الم يقول الإمام الشافعي” إذا صح الحديث فهو مذهبي وإذا رأيتم قولي يخالف الرسول(ص) فاضربوا بقولي عرض الحائط”! أليس من الأجدى أن نضرب فتواهم عرض الحائط ونكنس دعواهم من عقولنا طالما إنها لا تحمي المسلمين لا تحفظ الكلام المبين!
بما ذا سيتحدث عنا التأريخ؟ وبماذا سنحدث أجيالنا عندما يسمعوا بان ارض أفغانستان اشتعلت بالتظاهرات ضد تدنيس القرآن الكريم في حين لاذت أرض الرافدين مبعث الرسل ومهد النبوات بالصمت؟ وكيف سنبرر لهم إن” وامعتصماه وصلت إلى أفغانستان قادمة من العراق فاستجابوا لها ولكن العراقيين خذلوها ولم يستجيبوا لها! أية بلوى ابتلاها العراقيون بهؤلاء الرويبيضات التي ما فتأت تمارس النفاق والتضليل و تشتط في تزلفها للمحتلين وتسكت عن جرائمهم وانتهاكاتهم الجسيمة.
بعد هذه الجريمة ! ألم يزف الوقت لكي نعلن الطلاق بالثلاث من هذه الرويبيضات ونخلع منها كل أوسمة التنزيه والعصمة والتعفف والإطراء والمدح والعظمة التي أغدقناها بلا كلل عليها منذ قرون خلت فقد نفخنا بهم كالقربة وأعطيناهم اكبر من حجمهم الحقيقي وآن الوقت لنفرغها من الهواء لنعيدها ونعيدهم إلى حجمهم الحقيقي!
الم يحن الوقت لنرمي علومهم وفتاواهم في البحر, فقد ضحكوا على ذقوننا كثيرا بتمويه الحقائق وترويج الأكاذيب والافتراء على الله ورسوله وآل البيت الكرام, وابتزونا كتاجر يهودي لا يشبع من لعق دم ضحيته؟
الم يحن الوقت لمناقشتهم وكشف زيفهم ونفاقهم وتلونهم الحرباوي! الم تعترض امرأة على عمر بن الخطاب(رض) عندما خطب بتيسير المهور وعدم المغالاة في الصداق وتقاطعه محتجة! كيف تعارض كتاب الله وقد جاء فيه” وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ” فيصيح الويل ليً من الله” فقد أصابت امرأة وأخطأ عمر”!
عجبا لأمرنا وبعهدتنا كلام الله وأحاديث نبيه الكريم وأقوال صحبه النجوم بأي منهم نهتدي ونصل مرفأ الأمان ودرر الكلام من آل البيت الكرام عترة الدين الوثقى, عندما يكون بيدنا سراج منير فلا نحتاج إلى من يرشدنا للطريق القويم! عندما يكون بيدنا السيف الحاد البراق فلا أظننا نحتاج إلى سكين عمياء لنحارب بها فلول الشر!
أن كنا شاركناهم حفل تأبين الضمير فلا أظن إننا سنشاركهم في حمل جنازته إلى مثواه الأخير فبعد تدنيس القرآن الكريم واندلاع شرارة الغضب في أفغانستان من مدرسة دينية في بلدة شغشران لتصب حممها على الرؤوس العفنة من قوات الاحتلال وسكوت مراجعنا الكرام أحفاد رسول الله كما يدعون في كهوفهم دون أن يجاهروا بكلمة حق يدحضون بها الباطل والعمل الشائن الذي لحق بكتاب الله العزيز! فمن الأولى أن نقرأ الفاتحة على أرواحهم وهم أحياء جسديا لكنهم أموات روحيا, والعاقبة للمتقين وأدعياء الدين.
علي الكاش
كاتب ومفكر عراقي