حتى الأمن القومي الأميركي لم يسلم من شرور الرئيس جورج بوش ظلمت الولايات المتحدة الأمريكية برئيس يتصرف بما لا يمت للسياسة والأخلاق والقانون والإنسانية بأية صلة. ويصارع الوقت عله يترك منصبه, ومن قضاء بلاده غير مدان على هزائمه وتصرفاته الإجرامية والإرهابية. فهزائمه في العراق وفلسطين ولبنان,وفشله في تحقيق حلمه وحلم صقوره ومحافظيه الجدد, وأكاذيبه التي باتت مكشوفة ومفضوحة. زلزلوا كيانه وشخصيته,وبات إن كان في سياسته أو تصريحاته أشبه بمن عقله خرب. وراح يتصرف بكل غباء وحماقة, لعله ينقذ بلاده ونفسه, ولو بإقتناص أي نصر يتيم وهزيل ,ولوفي أي مكان. حتى أن أي أمريكي وأي إنسان آخر, بات يشعر أنه بحضرة رئيس غير متزن كأنه مصاب بالجنون أو الخرف. وراح منذ بداية ولايته الأولى وحتى قرب أنتهاء ولايته الثانية, يثرثر بضرورات حماية الأمن القومي الأميركي. حتى بات موضوع الأمن القومي الأميركي بمنطق الرئيس جورج بوش ليس له من أطر أو حدود أو أسس أو ضوابط. يتخذه الرئيس كمنطاد ليحلق به في الجو, وينتقل فيه من مكان إلى أي مكان آخر. أو أشبه بفستان عروس, أراده مصممه والعروس أن يبهرا فيه الأنظار ,ويثيرا غيظ الحضور بطوله وعرضه وكلفه وألوانه وزركشاته وتطريزا ته, وهي تجرجره على الأرض أمام المدعوين, وكأنه أضحى سجادة أو بساط, يدوس عليها المدعوين , وتتبختر العروس في استقبالاتها وغنجها ودلالها ورقصها, وكأنها بات مكنسة أو ممسحة. ظن الرئيس جورج بوش وصقوره ومحافظيه أن زجهم بالأمن القومي الأميركي في كل شيء, وتوظيفه لتحقيق مصالحهم وخططهم الإجرامية والإرهابية, يوفر ويكفل لهم كامل الحرية في إتخاذ القرارات التي تمنحهم الحق بالتدخل بكل صغيرة وكبيرة في السياسات الدولية , وفي دول العالم, وفي عمل المنظمات الدولية والإقليمية. ولفرط غبائهم, فاتهم أن مثل هذا السلوك والتصرف المنحرف والشاذ والعدواني, وضع الأمن القومي تحت وصاية غيرهم ,من خصومهم حتى طابور عملائهم . وهذا التصرف الأرعن حرم الأمن القومي الأميركي من الاستقلالية التي كان يتمتع بها قبل إدارتهم الحالية. وبات العالم وحتى الشعب الأمريكي ينظر إلى الأمن الأمريكي بمنطق إدارة بوش على أنه مسخرة في مسخرة. وإلى سياسة الرئيس بوش وإدارته, على أنها أشبه بسلوك شلة زعران مخمورين, يتشاجرون في الطرق والأزقة. وخاصة حين يرى المرء الرئيس جورج بوش وهو ينسب ويقرن كل ما هب ودب إلى الأمن القومي الأميركي, وخاصة حين راح الرئيس جورج بوش يعتبر: أن بقاء فؤاد السنيورة رئيسا لحكومة لبنان هو من متطلبات الأمن القومي الأمريكي, وأن استمراره في رئاسة الحكومة إنما هي ضمانة للحرية والديمقراطية, ومصلحة إسرائيلية وضمانة لأمنها ووجودها. وأن المشروع النووي الايراني للأغراض السلمية يهدد الأمن القومي الأمريكي. وأن وصول حماس إلى السلطة باقتراع شعبي حر يهدد الأمن القومي الأميركي. وعدم وجود محمد دحلان على قمة أجهزة الأمن الفلسطينية يهدد الأمن القومي الأميركي. وشبكة إتصالات حزب الله تهدد الأمن القومي الأميركي, و أن المجازر التي ترتكبها القوات الأمريكية والإسرائيلية إن كان في فلسطين أو العراق إنما هي لضمان سلامة الأمن القومي الأميركي. وأن دعمه للخونة والعملاء هي من ضرورات الأمن الأمريكي. وأن دعم شركات المرتزقة الإرهابية والمجرمة هي من متطلبات الأمن القومي الأميركي. وأن أكاذيبه وخداعه للعالم وشعبه هي لحماية الأمن القومي الأميركي. وأن سوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس يقوضون الأمن القومي. وإن الأفعال المشينة التي ارتكبتها إدارته في سجون غوانتاناموا وأبو غريب وسجن مطار بغداد وكابول كانت ضرورية لتعزيز الأمن القومي الأميركي. وأن دعمه لسلطة محمود عباس ليبقى رئيسا لسلطة فلسطينية فاسدة هما من ضرورات الأمن الأمريكي. وأن دعمه للعميل نوري المالكي وعصابته من المجرمين والخونة والعملاء,هي شرط لضمان الأمن الأمريكي.وحصار غزة هو لحماية الأمن القومي الأميركي. ونصب منظومة صواريخ في بولندا وبعض دول أوربا الشرقية من ضرورات تعزيز الأمن القومي الأميركي .حتى أنه بات يعتبر أن كل من لا يؤيده في شذوذه وإرهابه وحروبه وهدره لحقوق الإنسان , إنما هو يهدد الأمن القومي الأميركي, وعدو لبلاده ولقيم الحرية والديمقراطية. وحتى أنه حين زار إسرائيل, زار قلعة مسادا التي ترجع إلى العصور الرومانية في الصحراء, وفي مسادا قال: في هذا الموقع التاريخي أقسم جنود إسرائيل المسادا لن تسقط مرة أخرى, ويا مواطني دولة إسرائيل المسادا لن تسقط أبدا مرة أخرى , وستكون الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانبكم. وحشر جورج بوش المسادا في أمن بلاده القومي. وحتى أن إدارته رفضت تحريم استعمال القنابل العنقودية, فالقنابل العنقودية بنظر الرئيس جورج بوش ضرورة للحفاظ على المن القومي لبلاده. ناهيك عن وجود أكثر من 300طفل عراقي تحت سن العاشرة معتقلين من قبل قواته إضافة لعشرات الألوف من العراقيين تحت سن الخامسة عشرة معتقلون في سجون قواته , لأن الرئيس جورج بوش وإدارته وقواته وعملائه يعتبرون اعتقال هؤلاء من ضرورات الأمن القومي الأميركي. ومن يدري , فلربما الرئيس جورج بوش بات يعتبر: أن روابطه وعلاقاته الخاصة والحميمية لرايس بعيدا عن أعين زوجته, هي من متطلبات الأمن الأمريكي. وموجة الغلاء التي تجتاح العالم اليوم بسبب تلاعبه بأسعار النفط هي من ضرورات الأمن الأمريكي. وهدر الاقتصاد الأمريكي وتضليل الشعب الأمريكي, وحتى هدر دماء جنود بلاده وتدمير
قواتها المسلحة في حروبه العبثية والإجرامية, هي من ضرورات الأمن الأمريكي.وأن القبل التي يتم تبادلها بين رايس وبعض من تزورهم ومع فؤاد السنيورة هي من متطلبات الأمن القومي الأميركي.حتى أن العملاء من كلا الجنسين بات يعتبر خصوصياته وهندامه وقيافته هي من متطلبات الأمن القومي الأميركي. عجيب وغريب وحتى مضحك ومحزن أمر هذا الرئيس الأميركي وإدارته في كل شيء وفي كل تصرف. حين تراه لا يجرأ أن يتصرف كسياسي ورئيس للولايات المتحدة الأمريكية. وإنما يتصرف كرئيس عصابة سرقة وسطوا تارة,وزعيم عصابة إجرامية وإرهابية تارة أخرى ,وقاض مرتش وجائر يطلق التهم الكاذبة ,ويصدر الأحكام الغوغائية والجائرة, ومرة تجده محامي دفاع يتواطأ مع خصم موكله, ومرة أخرى تجده رئيس نيابة في محكمة قراقوشية. وتارة شاهد زور يتهم إيران وسوريا وفصائل المقاومة الوطنية بما هم منه براء. ومرة تجده مختارا يمنح شهادة حسن السلوك لنوري المالكي وأبو مازن ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري والسنيورة وشمعون والجميل. ومرة رئيس أدلة جنائية يزيف شهادات لا حكم عليه وفق ما يشاء لاكما هو مدون في سجلات الضابطة الشرطية والأحكام القضائية. وأحيانا يؤدي دور كركوز عيواظ في بعض مؤتمراته. في العراق أطاح بنظام الرئيس صدام حسين, وأحل محله نظام من غلمان وولدان ومجرمين ولصوص وإرهابيين وخونة وعملاء فاسدين من قمة الرأس إلى القدم, ومن الجلد إلى مخ العظام. وراح يتعاون معهم لإقامة نظام جديد. فأتهمه هؤلاء وحلفائه, بأنه قصر وفشل في مهمته, وانه هو من أفشلهم,وأنه بعد أن هزم هو وجنوده , باعهم ومعهم العراق لإيران بثمن بخس ودراهم معدودة. وأنهم دفعوا الغالي والنفيس لكي يضمنوا له النجاح في غزوه ليخلصهم وينتقم لهم من الرئيس صدام حسين, ومن حزبه ونظامه,فإذا بهم يخرجون بخفي حنين.وراحوا ينصبون خيم العزاء, لتقبل العزاء على مصابهم الأليم بحاضرهم ومستقبلهم, وباتوا يندبون حظهم,وتنتابهم الهواجس من الخطر الايراني المزعوم حسب زعمهم. ولم يجدوا من حيلة يسترون بها عمالتهم, سوى أن ينصبوا من أنفسهم حماة للعرب والعروبة والطائفة السنية للدفاع عنهم من الخطر الإيراني والشيعي والفارسي, وهم من تآمروا على المسيحيين والشيعة والسنة والآشوريون.والعراق مازال يعيش الجرائم التي ترتكب نتيجة تآمرهم. وباتوا يفبركون التهم الكاذبة والدعايات المغرضة, لتهييج الطوائف على بعضها البعض, ليتناحروا فيما بينهم.لكي يستمر حكمهم لممالكهم وإماراتهم بمنطق القرون الوسطى. ولكي يستمروا في تقديم خدماتهم الجليلة لإدارة جورج بوش. ويضمنوا بقاء المصالح الاستعمارية, وتبقى القواعد العسكرية الأميركية مزروعة في أوطانهم. وانبروا مع الخونة والعملاء ليضيفون قضايا جديدة, ويحشرونها على أنها ضرورات ومتطلبات جديدة للأمن القومي الأميركي. والرئيس جورج بوش يتقبلها منهم, ويضيفها بغباء كضرورة لازمة للأمن القومي الأميركي. وحتى أن الرئيس الأمريكي القادم سيجد الأمن القومي المطلوب منه حمايته وتأمينه, أشبه بجبال الألب أو الهملايا, أو أدغال الأمازون, يصعب عليه وعلى إدارته تسلقه,أو استكشافه لمعرفة كنهه ومناخه وجغرافيته. حيرنا وحير العالم الرئيس جورج بوش بمفهومه وتصوراته لمتطلبات وضرورات الأمن القومي الأميركي. بحيث بات كل إنسان على سطح هذه المعمورة لم يعد يدري إن كان جوعه وقهره ومرضه من ضرورات الأمن القومي الأميركي. أو إيمانه وعبادته لربه تزعزع الأمن القومي الأميركي, أو حتى قضائه وطرا من زوجته يهدد الأمن القومي الأميركي. أو معيشته في آمان واطمئنان مع أسرته وجيرانه باتت تشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي, أو حتى أستخدامه المبيدات للقضاء على البعوض والذباب والحشرات,إنما هو انتهاك فاضح للأمن القومي الأميركي, وحتى النساء باتوا خائفين من أن تكون بعض تصرفاتهم الشخصية والأسرية فيها تعد على الأمن القومي الأميركي. وربما أن زوجات وعشيقات وأولاد وأحفاد الخونة والعملاء والفاسدين سيتطاولون على غيرهم من النسوة وأقرانهم , ويعيثون فسادا في المجتمعات,على اعتبار أنهم من ضرورات ومتطلبات الأمن القومي الأميركي. وربما بات اللصوص والفاسدون, باتوا على قناعة بأنهم إنما يخدمون الأمن القومي الأميركي. معيب ومخجل أن يتحول الأمن الأميركي في ظل إدارة الرئيس جورج بوش إلى هذا الاستخفاف والإسفاف. ولذلك يجب محاسبة هذا الرئيس الأحمق والغبي والأرعن ومعه صقوره ومحافظيه وكل من زج بوجوده وفعله وعمله بموضوع الأمن القومي الأميركي, لأنهم يمثلون الخطر الأكبر على الأمن القومي الأميركي. حتى يستعيد الأمن القومي الأميركي استقلاليته وصورته الحقيقية, بعد أن شوهها الرئيس جورج بوش كما شوه صورة بلاده. وخيانة عظمى, وجريمة وإرهاب من الرئيس جورج بوش وصقوره وحلفائه أن يشرعوا الجريمة والإرهاب, ويزاوجون بينهم وبين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بدواعي الحفاظ على الأمن القومي الأميركي. فكيف تستوي جهود إسرائيل والادارة الأمريكية في محاربة حماس وحصار غزة واغتيال الفلسطينيين بصواريخ الطائرات, مع محاربة الإرهاب وتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية ؟ وكيف تستقيم حجة الرئيس جورج بوش بنشره الحرية والديمقراطية مع إعماله الإجرامية في العراق وتهجيره الملايين من العراقيين , وعمليات القتل والتدمير والإجرام المبرمج لقواته في العراق؟ وكيف تستقيم حقوق الإنسان والشرعية الدولية وسيادة القانون,مع إصراره مع حكومة إسرائيل على اغتيال السيد حسن نصر الله ,لأنه قائد مق
اومة ورئيس حزب؟ كم هو الرئيس جورج بوش أحمق حين يتهم سوريا على أنها مارقة تشجع الإرهاب وتتدخل في شؤون لبنان؟ وسوريا هي دولة بمنطق الجغرافيا وشعب بمنطق الديمغرافيا ونظام حكم بمنطق الشرعية والسياسة, فيها سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية. وهي كونها مارقة بمنطق بوش, فهذا معناه أن كل شيء فيها مارق وشرير من النساء والرجال والأطفال إلى الشجر والماء والهواء والحجر. وحين يكون جورج بوش بهذا المنطق الديماغوجي, فمكانه الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه هو المصحات أو السجن المنفرد, لا البيت الأبيض والمكتب البيضاوي.
السبت : 24/5/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم بريد الإلكتروني: [email protected] : [email protected] : [email protected]