كلمة قالها يوما أحد الأفذاذ الجزائريين وأخذتها من أحد الذين عرفوه ،كان يُدرّس هذا العالم الرباني اللغة العربية وعلوم الدين في المدينة المنورة أيام زمانها
“محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله”
عندما استشعر أن كثيرا من الناس يحملون شهادات عليا ولا خلاق لهم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . “مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا”.
و كما قال الشاعر: “لا تحسبن العلم ينفع وحده مالم يتوج ربه بخلاق”.
كثير من حاملي الشهادات ينطبق عليهم هذا المثل ،مثلهم كمثل الجمل الذي يحمل فوق ظهره تمراً طريا أوعسلا مصفى ويأكل الشوك
إنها معادلة صعبة في الحقيقة, لكنها واقع مُعاش يشهد به كل منصف وصادق
“العلم نور والجهل ظلام.”
هي القاعدة هكذا وإلاّ ،فالسماء أرض والبحر صحراء.
كثير من الناس يحملون شهادات عليا ورؤوسهم خاوية خالية من الفهم ومن فقه الأمور وأخلاقهم تناقض ما يدّعون
في المقابل هناك كثير من الناس البسطاء ،منهم من لم يدخل المدرسة قط ُّ،عندما تجالسه تجده مدرسة بحد ذاته ،في الكرم ،والسخاء، والنباهة ،والمواقف
لن تستطيع أن تفارقه لطيب معشره وإخلاصه،لكن كثيرا من حاملي الشهادات العلياعندما تجالسهم لا تحب أن تراهم ثانية من فساد طبع ومعاملة سيئة مع الناس.
إن البغال هي مزيج من الحمير والأحصنة في التزاوج ،ولو تمعنت فيما تحويه هذه العبارة أو العبارة لوجدت أن من نعنيهم من الناس مزيج أيضا
والفرق فقط بينهما هي الآدمية، وقد يكون مرد ذلك هو الغرور والتكبر وخشونة الرأس الذي يكون هلاك صاحبه ،أوقد تكون أشياء أخرى نتيجة الغنى والفحش وطول الأمل
أو نتيجة الجاه أو انتقال من حال إلى حال حال الغراب والحجلة
كما قال أحد الناس يوما :لا تخف من إنسان كان شبعانا إنما عليك أن تخاف من إنسان جائع إذا شبع!!!
لأن الجائع يحدث له اضطراب في الشخصية ويجعله ينسى مولده ونشأته والحديث قياسا
وحتى لانثقل على القارئ ،دعونا ننظر بعين الواقع ونقيس بذلك من خلال ما نراه من تقلبات في يومنا
من أناس تختارهم القواعد على أساس الشهادات العليا ليذهبوا إلى قبة البرلمان كي يدافعوا عن المحرومين ويكونوا لسان حالهم في المطالبة بالتغيير والإصلاح
فاذا بهم ينقلبوا يوم أن يحصلوا على ثقة مُنتخبيهم ويولونهم الأدبار ويصبحوا كأنهم بهائم كانت محتبسة ووجدت أعلافها
أو كالذي كان يهيم في صحراء قاحلة ووجد الماء.