رفض المفكر المصري الدكتور عبدالوهاب المسيري مصطلح النكبة الفلسطينية ودعا المثقفين العرب إلى استبداله بـالتطهير العرقي. وقال المسيري في الندوة التي نظمها منتدى الفكر العربي أول من أمس وجاءت بعنوان نهاية الصهيونية إن جملة من العوامل على رأسها
سيطرة العامل المادي على الإسرائليين تنذر بقرب اندثار الصهيونية.
وأكد المسيري، الذي يحمل درجة الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من الولايات المتحدة، أن الصهيونية ليست حركة يهودية بل هي استعمارية بحتة، إذ ان مؤسسيها كانوا مجموعة من المسيحيين العلمانيين الكارهين لليهود، والذين فكروا بالحل الإمبريالي لتخليص أوروبا من اليهود، مثلما يحدث الآن مع الحل الإمبريالي الذي يصدّر البضائع الفاسدة.
وقال إن إسرائيل تنتمي لهذا النمط الامبريالي وليس لليهودية، كما يجدر بنا نحن محاربتهم ليس لكونهم من اليهود بل لكونهم مجموعة من المحتلين.
وعرّج المسيري، الذي يكتب أيضا في حقل الدراسات الأدبية واللغوية وأدب الأطفال، على المقاومة الفلسطينية، واصفا إياها بـالمقاومة المجيدة التي غيرت من شكل المجتمع الصهيوني.
وذكر المسيري قصصا ومواقف عدة تصب في خانة استشرافه قرب أفول الصهيونية، بقوله سمعت أول مرة بنبوءة انهيار الصهيونية في العام 1964 عندما كنت وزوجتي في أميركا، إذ نشأت بيني وبين يهودي عراقي صداقة عميقة ليصارحني ذات مرة بأن الأشكناز(يهود أوروبا)
مايزالون يحتفظون بعناوينهم في أوروبا تحسبا للحظة العودة التي يشعرون أنها ستأتي لا محالة.
وأكد المسيري، الذي كانت له رحلة أكاديمية طويلة في جامعات عدة منها عين شمس وجامعة الملك سعود وأكاديمية ناصر العسكرية وجامعة ماليزيا الإسلامية، أن يهود اوروبا يريدون الهرب من إسرائيل بعكس ما نتخيل عنهم، حتى أن رئيس الوزراء السابق رابين كان يعرف نهايتهم منذ العام1973 وذكر ذلك عندما ربط بين الغزو الصهيوني والصليبي الذي لم يتبق منه غير خرائب.
وبيّن المسيري جملة من العوامل الأخرى التي رأى أنها تنذر بقرب اندثار الصهيونية، ومنها سيطرة العامل المادي على الإسرائيليين، الذين يقيسون الأمور بمنظور الربح والخسارة وهو ما يؤثر حتما على بقائهم في دولتهم، إلى جانب أرقام وحقائق موثقة عن شراء الأشكناز شققا في أوروبا وتزايد طلباتهم للهجرة والحصول على جنسيات أجنبية وهي حقائق لا تلبث أن تنفضح رغم محاولتهم التستر عليها، لافتا الى أن من أبرز المقالات التي تحدثت عن ذلك هي المقالة الشهيرة المعنونة بـالخروج الثاني، الذي يذكر بخروج اليهود الأول من مصر.
وذكر المسيري العامل الديموغرافي الذي يعد من أهم ملامح الصراع، قائلا سُجّلت المرأة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي أنها من أكثر نساء العالم خصوبة.
وفند المسيري، الذي يكتب في عدد من المطبوعات العربية والعالمية منها الأهرام والحياة والشرق الأوسط والنيويروك تايمز وغيرها، ادعاءات الصهيونية التي تهافتت ومنها أن فلسطين أرض بلا شعب، قائلا تبين أنها بشعب وشعب يقاوم بضراوة، وفي هذا المقام أذكر صواريخ القسام التي يهزأ منها العرب بينما أدعوهم لقراءة الصحف الصهيونية التي تتحدث عن أضرارها.
وخلص المسيري من خلال النقاط الآنفة وغيرها مما لم يتسع له المقام إلى قرب الاندثار الذي سيطال الصهيونية، وإلى تحول العقيدة اليهودية الى عقيدة مفرِقة وليس موحِدة، برغم أن العرب يتخيلون وجود وحدة إسرائيلية ويضعون إسرائيل في سياق أكبر من حجم قوتها الطبيعي.
يذكر أن الدكتور عبدالوهاب المسيري، وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي(مرحلة التكوين أو البذور). التحق في العام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيداً فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة في العام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير في العام 1964 من جامعة كولوم
بيا ثم على درجة الدكتوراه في العام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers.
بيا ثم على درجة الدكتوراه في العام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers.
كما يذكر أنه عمل مستشارا للتحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد(ثمانية مجلدات)، وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها:العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة و إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد(سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأميركية مثل:الفردوس الأرضي، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، والحداثة وما بعد الحداثة، ودراسات معرفية في الحداثة الغربية