وفاء اسماعيل
رغم كل شعارات الغرب خاصة الشعارات الامريكية التي تدعو عالمنا
وفاء اسماعيل
رغم كل شعارات الغرب خاصة الشعارات الامريكية التي تدعو عالمنا العربى إلى السلام كخيار استراتيجي من خلال انتهاج طريق التفاوض والبعد عن استخدام القوة لتحقيق اهدافا إستراتيجية تؤمن للشعوب الاستقرار والأمن والعيش بسلام إلا ان استخدام القوة اكد لكل متابع انها هى اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو وكل من دار في فلكه .. وان العصا في كثير من الاحيان تقوم من عصى واستعصت كل المفاوضات السلمية على تقويمه وثنيه عن انحرافه وعصيانه .. ولا أبالغ ان قلت ان العصا مهما كانت قاسية ومؤلمة إلا أنها تؤتى ثمارها خاصة وان كانت بهدف تقويم المنحرف ووضعه على الطريق المستقيم لا سيما ان كانت القوة مقرونة بالحق والصواب يعقب ذلك التفاهم والتفاوض .
**ولكن في عالمنا العربي وجدنا من زمرة أصحاب منهج التفاوض والدعوة إلى التسليم بالأمر بالواقع من يؤمن ان إلقاء السلاح ، والبعد عن العنف معتمدين على وعود كاذبة ومضللة وثقة لا حدود لها في عدو كان ومازال يستخدم العنف والقتل وسفك الدماء ويفرط في استخدام آلته الحربية والقوة الجبرية لفرض سياسة الأمر الواقع .. هؤلاء المفاوضون لم يجنوا سوى خيبة الأمل والحسرة وضياع سنوات وسنوات وهم يلهثون وراء فتات يلقى بها العدو لهم ترفع من شعبيتهم وأسهمهم عند شعوبهم وتمنع سخط الشعوب عليهم .. ولا أدل على ذلك من الوضع الذي آلت اليه فلسطين التي تم تجزئتها وتفتيتها حتى تلاشت ملامحها ووحدتها إلا في قلوب كل العرب والمسلمين .. فصورة فلسطين في قلوبنا مازالت كماهى من البحر إلى النهر وسيظل حلم عودتها إلى أحضان عروبة بلاد الشام والهلال الخصيب يراود نفوسنا وعقولنا وحتى الجيل القادم لن يتخلى عن هذا الحلم الحقيقة الذى يسخر منه أصحاب القلوب الميتة والشعارات الانهزامية وأصحاب دعاوى التخلى عن الحق مقابل حفظ الدماء والعيش في ذل واستسلام ..فلا يتخلى عن حقه إلا الضعفاء .. ونحن امة رغم ما يعتريها من ضعف إلا ان قوتها في ما تملكه من حق سيدفعها يوما إلى الثورة على الظلم والطغيان لاسترداد الحقوق الضائعة في زمن الضعف والانقسام .
** ان استخدام القوة في غزة على يد حماس كان خيارا وحيدا لابد منه لمواجهة عصابات دايتون ومواليه ولتطهير الأرض من شبكات التآمر على سلاح ادعوا زورا وبهتانا انه العائق أمام طريق السلام المفروش بالورود على حد زعم أهل التفاوض .. فتراهم يتهمون كل مقاوم بالحقارة ويطالبون بقتله واعتقاله وحتى اعتقال أهله .. وتراهم تارة أخرى يلهثون وراء الوعود الكاذبة المضللة الخادعة للشعوب ويساعدون العدو على ارتكاب جرائمه والإمعان في قتل النساء والأطفال لإلقاء تبعات الأمر كله على صواريخ المقاومة ويصمتون على حصار جائر مخزي وعار في جبين الأمة كلها ليؤكدوا فقط أنهم ونهجهم على صواب ومن يقاوم على خطأ. فماذا جنوا من هذا النهج وهذه الهرولة نحو العدو سوى الخسارة والذلة ؟!!!! ابو مازن الآن وفريق التفاوض اعترفوا بخيبة أملهم في الشريك الذي كانوا يعتقدون انه سيقدم لهم تنازلات مؤلمة ترفع من قدرهم وتؤكد صحة مسارهم .. واعترفوا ان الراعي الرسمي لعملية التفاوض التي أطلق إشارة البدء فيها من انا بوليس ( بوش ) لم ولن يكون في يوم من الأيام وسيط نزيه يسع لإقامة دولة فلسطينية وهو الذي أعلن أمام الكنيست في زيارته الأخيرة صهيونيته أكثر من الصهاينة أنفسهم .. واتحدي هذا الفريق المسمى بالاعتدال ان يجنى ثمرة واحدة من هؤلاء الرعاع الذين حسموا أمرهم لتقويض حلم كل فلسطيني في العيش بسلام على أرضه حتى ولوجنبا إلى جنب مع الصهاينة كما يدعون !!!
** استخدام القوة في لبنان من قبل حزب الله والذى تألم له الكثيرين أيضا كان خيارا وحيدا لابد منه لإيصال رسالة إلى فريق الموالاة ان سلاح المقاومة ( خط احمر ) لا يجوز المساس به وانه قادر على الحسم وتطهير الأرض من كل يد تحاول التعدي على حرمته ولكنه لأنه سلاح مقدس هدفه صدر العدو وليس بني جلدته فهو سيبقى كذلك ولكن في ظل وحدة الصف اللبناني وفى ظل التعايش السلمي على أساس الشراكة في الوطن .. فهاهي القوة تحسم الأمر لصالح كل لبنان وتجمع الفرقاء حول طاولة واحدة وأسست القوة لبناء حكومة وحدة وطنية تجمع كل التيارات اللبنانية ، وتمهد الطريق لاختيار رئيس توافقي يجمع عليه كل اللبنانيين ، وهاهي القوة تكتب رسالتها إلى كل الأطراف التي سعت لتخريب لبنان بنصرة فريق على آخر سواء كانوا من آل سعود ، أو من مصر ، أو من الأردن أو حتى فرنسا وأمريكا .. الرسالة مفادها ابتعدوا عن لبنان وارحلوا عنها وستكون بخير .. وهاهو الخير يتحقق بتوقيع ا
تفاق الدوحة ليس بسبب الدورالقطرى فقط والتي كانت تسعى لحل ما عجزت عنه غريمتها السعودية بل لان إبعاد المحرضين عن حضور جلسات الحوار وعلى رأسهم ( مصر والسعودية ) خلق أجواء من التوافق الذي انعدم بسبب تدخلاتهما المستمرة بهدف التحريض على حزب الله رأس الحربة في وجه العدو الصهيوني وانتصاراته التي كشفت عورات الأنظمة التي كانت تدعى دوما ان ( محدش يقدر يهزم أمريكا ) وإذا بحزب صغير يهزم أمريكا وإسرائيل معا ويطرح في عقولنا يقين مفاده ( كذب المعتدلون ولو صدقوا )
تفاق الدوحة ليس بسبب الدورالقطرى فقط والتي كانت تسعى لحل ما عجزت عنه غريمتها السعودية بل لان إبعاد المحرضين عن حضور جلسات الحوار وعلى رأسهم ( مصر والسعودية ) خلق أجواء من التوافق الذي انعدم بسبب تدخلاتهما المستمرة بهدف التحريض على حزب الله رأس الحربة في وجه العدو الصهيوني وانتصاراته التي كشفت عورات الأنظمة التي كانت تدعى دوما ان ( محدش يقدر يهزم أمريكا ) وإذا بحزب صغير يهزم أمريكا وإسرائيل معا ويطرح في عقولنا يقين مفاده ( كذب المعتدلون ولو صدقوا )
** والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل استخدام القوة خير ام شر ؟ وشتان بين قوة هدفها الغزو والاحتلال وسفك الدماء ونهب الثروات والسيطرة والهيمنة وبين قوة هدفها رد العدوان والتصدي للمحتل واسترداد الحق وصون الأرض والعرض .. فلماذا تسعى قوى الاعتدال دوما لتجريد الشعوب من سلاحها وأوراق ضغطها ؟ أليس الأحرى بنا بعد تجربة لبنان ان نؤمن بان اى سلاح واى مقاومة هى صمام أمان للشعوب وحق مقدس لا يجب انتزاعه وخط احمر لا يجب الاقتراب منه ؟ المقاومة ورجالها في كل مكان لهم حق الوجود والدعم والتأييد حتى بعد خروج المحتل من أراضينا ولا يجب إلقاء السلاح مهما كانت الضغوط الدولية
أوربا التي تتمتع بحياة آمنه مستقرة هل ألقت سلاحها وتنازلت عنه بعد الحرب العالمية الثانية ؟ وهل اكتفت لتحقيق هذا الأمن بجيوشها الجرارة وآلتها الحربية والنووية لتأمين حياة شعوبها والتفرغ للبناء والإعمارام أنها مازالت توسع من تحالفها الاطلسى العسكري(الناتو )؟ فلماذا لا نعتبر الناتو منظمة إرهابية خارج الشرعية الدولية وخارج منظومة الجيوش الشرعية النظامية الأوربية وهو الذي يخوض حربه في أفغانستان بكل ضراوة ويتلقى الدعم من كل أوربا وأمريكا ؟
فهل (الناتو ) شرعي وحزب الله غير شرعي ؟ هل الناتو له حق الهجوم والردع وحماس والجهاد وفصائل المقاومة العراقية ليس لهم حق الرد على العدوان ؟ الناتو ودرعه الصاروخي الموجه لحماية أوربا وأمريكا من روسيا والصين وكوريا الشمالية له حق الوجود وتطوير أسلحته مهما كانت فتاكة ومهما كانت مصدر تهديد للسلم العالمي ومهما كانت جرائمه بحق الشعوب ، وصواريخ القسام والكلاشينكوف وقذائف الهاون ليس لهم اى حق لا في الوجود ولا حق التطوير ولا حق امتلاكه مادام بيد رجال المقاومة عرب كانوا أو مسلمين ؟ ياسبحان الله .. من هكذا عقول .. اللهم احفظنا من هؤلاء المعتدلين ومن هكذا شرعية .. وسنظل نردد ( كذب المعتدلون ولو صدقوا ) .
وفاء اسماعيل