في الساعة الثانية عشر بتوقيت بغداد ليلة الـ 21 – 22 من آيار الجاري عرض تلفزيون الجزيرة فلما وثائقيا عن المقاومة العراقية الباسلة , فبحث في دوافعها وأسبابها ولم يتطرق الفلم الى نتائج وآثار الفعل البطولي المقاوم وكان خاليا من أي تعليق تشارك به القناة واكتفى الفلم بأصوات الأبطال المشاركين من خلال أحاديثهم ووجهات نظرهم في التطوع للعمل الجهادي .
وإذ نشد على أيدي إخواننا العاملين في قناة الجزيرة التلفزيونية ونطالبهم بعرض المزيد من مثل هذه الأفلام كظاهرة قومية ايجابية وكجزء من واجب الوفاء للأمة العربية المجيدة والدين الإسلامي الحنيف وللعراق العظيم وكأسلوب يشد من أزر الرجال المناضلين لتعبئة المزيد ممن تعثروا لأسباب ودوافع مختلفة عن اللحاق بركب الجهاد وحمل السلاح بوجه غزاة العصر المغول الجدد رعاة البقر الأمريكان دفاعا عن كرامة البلد وعن أعراض الماجدات العراقيات وحرمة الدم العراقي والعبث بحرمات ومقدرات القطر فان الفلم قد أكد مجموعة من الحقائق المهمة التي تفند ادعاءات الغزاة الأمريكان وعملائهم في منطقة الرذيلة والذل والعار الخضراء يأتي من بين أهمها رفض كل أبناء الوطن النجباء لحالة الاحتلال وللوجود الأجنبي بغض النظر عن انتمائهم المذهبي او الطائفي او الديني الذي يروج له أنصار ورواد الفكر الفارسي الشعوبي او الفكر الذي يتخندق ضمن المعسكر المقابل من الأحزاب الإسلامية ممن يشاركون الآن في ما يسمى بالعملية السياسية وائتلاف حكومة المليشيات او خارجها من عصابات ومليشيات قتل , فقد عبر المتحدثون بشكل عفوي وغير مقصود إن المشاركين في الجهاد لا يهمهم الانتماء المذهبي بقدر ما يهمهم الفعل المقاوم البطل وان كان العامل الديني يلعب دور مهم وكبير كأحد أهم حوافز الجهاد المقدس رغم إن المقاومة تضم في صفوفها المسلم والمسيحي وغيرهم متراصين الى جنب بعضهم كأبناء وطن واحد وان هذا الحافز المهم يشكل حالة من الفرز بين العمليات الجهادية التي ينفذها المجاهدون الشجعان الذين يستهدفون الغزاة وبين عمليات الغدر التي تمارسها المليشيات وحكومتها في استهداف تجمعات العراقيين الأبرياء.
كما أشار المتحدثون الى مشاركة الأخوان العرب والمسلمين ضمن صفوف الشباب المقاومين وهذا بطبيعة الحال ومبدئيا لا ينتقص من الجهد العراقي المقاوم الباسل ولا يعيبه , ورغم إن هذا شأن عربي وإسلامي فان الولايات المتحدة حشدت وجيشت واستعانت لسنوات منذ أحداث الكويت ولا زالت اكثر من ثلاثين دولة وبمختلف أساليب الدعم والإسناد لعملياته العدوانية على الشعب العراقي الصابر ابتداءا من فرض الحصار بأقسى وأبشع صوره الى استخدام مختلف أنواع الأسلحة الأكثر فتكا وتدميرا , فمن حيث الفكرة إن ما يسمح به للولايات المتحدة الامريكية بالتأكيد يجوز لغيرها كأحد أهم المعايير في موازين رد العدوان وحيث كان القزم الصغير بوش في بداية عدوانه قد أعلن انه سيعيدها حربا صليبية فان واجب المسلمين وغيرهم الشرعي الدفاع عن كل شبر من ارض الوطن ناهيك عن الواجب القومي العربي الذي يحتم مشاركة الجميع في صد العدوان ككتلة واحدة إضافة الى إن العراقيين سباقين دائما للمشاركة في أي واجب قومي يتطلب ذلك فهذا جزء من الشهامة العربية والإسلامية المعروفة بين أبناء جلدتنا , غير إن الحالة هذه قد أكدت إن الشعب العربي والشعوب الإسلامية تتقاطع كليا مع حكوماتها , فإذا كانت الحكومات خانعة ومتخاذلة أمام الغطرسة الامريكية ولمختلف الأسباب , فان الشعب العربي يرفض ذلك الخنوع ومشاركته مع أبناء العراق محنتهم في صد العدوان إنما هي عمق دلالة في وحدة المصير ووحدة المعاناة .
إن من بين تثبيت الحقائق التي وردت في هذا التحقيق مشاركة الماجدة العراقية الأم والأخت والبنت والزوجة للمجاهد جهاده وان اختلف في الأداء فهو لا يقل عنه في الأهمية , فالإداريات ونقل الأسلحة والعتاد والأوامر والرصد في حال تعثر ذلك على الرجل جهاد فرض مكمل مهم وهذا ليس بالشيء الغريب على الماجدات فلا ترتضي منهن واحدة إن تكون اقل من أمهاتها الخنساء وزينب بنت علي بن أبي طالب (ع) او غيرهن من فكل ماجدات العراق وعزم وسند على طريق الجهاد .
حيا الله شعبنا الأبي المجاهد بكل أديانه وقومياته حرا ثائرا حتى النصر تحت لواء الجهاد والتحرير الذي يرفعه المغوار عزيز النفس أبو احمد.
والله اكبر