يكشف الجنرال (ديفيد بيتريوس) الذي قاد الحرب في العراق السنة الماضية، بإستراتيجيات وتكتيكات تختلف عما كانت عليه في سنواتها الأربع السابقة أن الانتخابات البرلمانية المبكرة هي أساس البلاء وأنها ألهبت المواقف الطائفية وصلبتها، إضافة الى ما ارتكب من جرائم في سجن أبي غريب، ومن ثم الفشل السياسي للحكومة العراقية في تحقيق المصالحة السياسية.
وتسرّبت معلومات عن نقاشات مثيرة جرت خلال اجتماع للجنة العسكرية في مجلس الشيوخ تؤكد أن الجنرال (ديفيد بيتريوس) بات مقتنعاً أن أفغانستان هي “الجبهة المركزية” ضد الإرهاب وليس “العراق”. ومثل هذا الأمر قد يعني الكثير في الحسابات العسكرية لمرحلة ما بعد (بوش) أو يعني “انحناء” الجنرال للريح كي يحظى بالمنصب الذي رشح له.
ويقول محلل سياسي في صحيفة (نيوز هوكيرز) المحلية في واشنطن: كان السيناتور (جاك ريد) قد تمكن أخيراً من جلب “الغوريلا الى الغرفة” بحسب تعبيره. وسأل (ريد) الجنرال (بيتريوس) فيما إذا كان يتفق مع لجنة الاستخبارات وتقييمات الرئيس (مولين) أن الهجمة الإرهابية المقبلة ضد الولايات المتحدة الأميركية سوف تأتي –في الأغلب- من منطقة الحدود الباكستانية-الأفغانية. ولم يكن بيد (بيتريوس) إلا أن يقول: نعم.
لكنّ (ريد) سأل الجنرال أيضا عما يكمن وراء تركيز خطة الحملة على العراق وليس على أفغانستان وباكستان؟. وسأل كذلك عن الكيفية التي يخطط لها (بيتريوس) كي يرسل المزيد من القوات الأميركية الى تلك المنطقة وهي جميعها في العراق. وكان (بيتريوس) قد كتب بياناً في وقت سابق للاجتماع يذكر فيه الكيفية التي أصبح فيها العراق “هدفاً”.
وكررت إجابات (بيتريوس) بشأن العراق الكثير من الأفكار التي وردت في شهادته الشهر الماضي أمام لجان الكونغرس. وسئل عما يعتقد أنها كانت “أخطاء كبيرة ارتكبتها الولايات المتحدة” في العراق، فتضمنت إجابته الطويلة استنتاجاً بشأن “الفرضيات الخاطئة قبل الحرب”، وأهمها الإصرار الخاطئ على إجراء انتخابات مبكرة التي أدت الى مواقف طائفية متصلبة، أبطأت عملية التغيير في العراق.
وبصدد إستراتيجية التحديات الأمنية فإن الجنرال (ديفيد بيتريوس) القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق والمرشح لقيادة السينتكوم أكد مسألة الفشل في معرفة التأثير السلبي لعدم قدرة الحكومة العراقية على تحقيق المصالحة السياسية. والمسألة الأخرى الإدارة السيئة لسجون أبي غريب، الأمر الذي ألهب حالة التطرف في العراق وأثر في مصداقية “التحالف الأميركي” في المنطقة العربية وفي العالم.