كتب/ رداد السلامي
يتردد أن الشيخ الزنداني ومجموعة من العلماء يطالبون السلطة
كتب/ رداد السلامي
يتردد أن الشيخ الزنداني ومجموعة من العلماء يطالبون السلطة يتأسيس هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي مطالبة فيها تناقض مزدوج فمن ناحية أنتطلب من السلطة هيئة كتلك فيه عجب، لأن الخير لا يطلب إلا من مصدره.
والثاني أنالدستور اليمني قال إن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات، فالشيخ الزندانيواقع في عدم رؤية واضحة واستعادة ماضي فتاويه تفصح عن ذلك، بالطبع لا يستعاد الماضيلنبش ألم الذكرى، فالماضي اندثر وانتهى، ولكن نستعيده للعبرة، وما لم نعتبر بالماضيفلن يقيم لنا المستقبل أي اعتبار.
الشيخ الزنداني عالم.. ذاك أمر لا جدال فيه،والعالم بشر والبشر إنسان معرض للزلل والخطأ وكونه عالما ليس معصوما، فالعصمةللأنبياء، غير أن لعلمه اعتبار كرجل دين، وللناس حق انتقاده لم لا وقد انتقد عمرحين قال “أصابت امرأة وأخطأ عمر”!!
والاختلاف معه في أمور مساحتها متسعة فيالإسلام أجاز للناس أن يتفاكروا فيها، وفيها مجال الاختلاف وصولا للأجمل حق دينيودستوري ووطني.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مجرد هيئات تقام، وسوطجلاد يفرض ليقمع الرذيلة، بينما تندس خلسة تحت جلباب فضيلة، فتحت ركام القمع وعصىالقامع تتخلق حاضنات الشر وشرنقاته المخفية حتى تظهر وهي أشد فتكا إن للشر أسباباوجذورا ومبعثا.. وإن للانحراف خالقات، والقمع أحد منتجات الشر واستئصال الشر منالحياة غير ممكن، وذلك يتنافى مع جدلية السنن الإلهية، ولكنه يجمد أو يحاصر ويظلهامدا متى استطعنا أن نأتي بما يجعله مشلولا دون أن ينتشر، والفساد لا يستشري إلابأيدي الناس وأفعالهم “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” وهو الكسبالسيئ والممارسة السيئة التي تنتج كل ما هو سيء.
والقمع ممارسة تدفع الشر نحوالحركة والتمترس، بل إن القمع يستفزه فإذا به يتنادى ويجمع كيده “وجمع فرعون كيدهثم أتى”.
والحوار والبرهان وترك التجربة في حياة الناس لاختيار النظم والأفكاروالثقافة هي الفيصل الحاكم والمحدد لخيرية شيء أو عدم خيريته.
ووحدة الإيمانالهش من يكشر عن أنيابه بينما الإيمان القوي هادئ يعصف بكل طفرات الشر و”بوالينه” المنتفخة “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
ونحنمسلمون هكذا نطلق على أنفسنا، لكننا مجتمع يتقاتل فيما بينه، ويحتشد ضد بعضه، مجتمعينتهك القيم والمثل الجميلة ويؤسس للشر وتشكيلاته قيما ومثلا رديئة، مجتمع يعتبرعقلاؤه الجلاد رمزا وطنيا، والضحية المظلوم مشوشرا شريرا.
إن القيم النبيلة هيالتي تحمي نفسها وتفرض الحاجة إليها عندما تثبت التجربة بطلان كل قيمة أو مثال لايصلح.
أما اليوم فنحن مجتمع العرف فيه فوق الدين، والدين يأمر بنصر المظلوم ويقفضد استغلال القوي للضعيف، والغني للفقير، مجتمع حكامه يصنعون فيه تمايزا وعنصريةفذاك قبيلي أصيل وذاك ناقص وذاك من الشمال وآخر من الجنوب!!
إن الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر لا يقصد به إخفاء شعرة زائدة تسللت خفية من رأس امرأة لوته الريحفتشعث، والمنكر ليس “جزمة” كعب عالٍ أو بنطال “جينز ضيق” يبرز المفاتن إنه أوسع من” من جينز ضيق “.
إنه النهب للحقوق، الإقصاء لشركاء الأمس، قمع أصحاب الحق.. تفتيتوحدة الشعب بالممارسات لا بالقول، إن المنكر تزوير مفاهيم الاختلاف الباني وإنتاجاختلاف منتج للشر والفتنة ومشرعن للاستبداد والاستفراد.
إن الذي مارس الرذيلة قديكون مارسها لأسباب خارجة عن إرادته قد يكون الذي سرق مثلا جوعانا أصابه السغب ليلةباردة فمد يده، وقبل أن تقطع يده كان يجب أن تقطع يد من أكل الثروة واحتكر ورفعالأسعار وتنكر للقانون والدستور والديمقراطية ومفاهيم النهوض والتقدم والوحدةوالإخاء.
إن الشيخ الزنداني يحتاج إلى أن يراجع منظومة تفكيره ليجعلها وفقالأولويات بدلا من الثانويات والفرعيات ومن ثم الأهم فالمهم.
إن من الخطأ أنتطلب المعروف من غير ذويه، كمن يبحث في النار عن جذوة ماء ومن المنكر أن تصمت عندفع الناس لاختيار الأفضل.
فالانتخابات الرئاسية عام 2006م كانت فرصة لتغييرالمنكر وكانت المعروف الذي كان يجب أن يناصره الشيخ الزنداني غير أنه فضل أن يصمتعلى أن يقول كلمة حق أمام الجماهير ليناصر المرشح فيصل بن شملان الذي أجمعت كلالقوى السياسية على نزاهته وعفته، غير أنه صمت وذلك أضعف الإيمان.
إن الإيمانالذي يفتي بالموت وإراقة الدم ليس إيمانا كما حدث عام 1994م والإيمان الذي يناصرمرشحا نزيها هو الذي نحسب أنه إيمان حقيقيا يرضى الله عن صاحبه.
ليس اتهامالإيمان الشيخ الزنداني.. لا.. إنه محاولة لفرز الألوان التي استعصت على التمييز،وتبيين ما شكل عليه.
الفرق بين أن تفتي بالدمار وبالإعمار كبير كالفرق بين الأمربالمعروف والنهي عن المنكر تماما، كما الفرق أيضا بين الذي يستخدمك أداة لتعزيزوجوده والذي يخدمك كإنسان يستحق أن يدافع عنه لأنه إنسان أولا ومسلم ثانيا ووطنياثالثا.
وبكل وضوح: نحتاج الى تفعيل الدستور والقانون ،مصد
را للاصلاح الشاملوقطعا لدابر الشر القادم والمخيف،الذي تلوح بوادرة في كل جهات الوطن الأربع.
والثاني أنالدستور اليمني قال إن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل التشريعات، فالشيخ الزندانيواقع في عدم رؤية واضحة واستعادة ماضي فتاويه تفصح عن ذلك، بالطبع لا يستعاد الماضيلنبش ألم الذكرى، فالماضي اندثر وانتهى، ولكن نستعيده للعبرة، وما لم نعتبر بالماضيفلن يقيم لنا المستقبل أي اعتبار.
الشيخ الزنداني عالم.. ذاك أمر لا جدال فيه،والعالم بشر والبشر إنسان معرض للزلل والخطأ وكونه عالما ليس معصوما، فالعصمةللأنبياء، غير أن لعلمه اعتبار كرجل دين، وللناس حق انتقاده لم لا وقد انتقد عمرحين قال “أصابت امرأة وأخطأ عمر”!!
والاختلاف معه في أمور مساحتها متسعة فيالإسلام أجاز للناس أن يتفاكروا فيها، وفيها مجال الاختلاف وصولا للأجمل حق دينيودستوري ووطني.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مجرد هيئات تقام، وسوطجلاد يفرض ليقمع الرذيلة، بينما تندس خلسة تحت جلباب فضيلة، فتحت ركام القمع وعصىالقامع تتخلق حاضنات الشر وشرنقاته المخفية حتى تظهر وهي أشد فتكا إن للشر أسباباوجذورا ومبعثا.. وإن للانحراف خالقات، والقمع أحد منتجات الشر واستئصال الشر منالحياة غير ممكن، وذلك يتنافى مع جدلية السنن الإلهية، ولكنه يجمد أو يحاصر ويظلهامدا متى استطعنا أن نأتي بما يجعله مشلولا دون أن ينتشر، والفساد لا يستشري إلابأيدي الناس وأفعالهم “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” وهو الكسبالسيئ والممارسة السيئة التي تنتج كل ما هو سيء.
والقمع ممارسة تدفع الشر نحوالحركة والتمترس، بل إن القمع يستفزه فإذا به يتنادى ويجمع كيده “وجمع فرعون كيدهثم أتى”.
والحوار والبرهان وترك التجربة في حياة الناس لاختيار النظم والأفكاروالثقافة هي الفيصل الحاكم والمحدد لخيرية شيء أو عدم خيريته.
ووحدة الإيمانالهش من يكشر عن أنيابه بينما الإيمان القوي هادئ يعصف بكل طفرات الشر و”بوالينه” المنتفخة “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
ونحنمسلمون هكذا نطلق على أنفسنا، لكننا مجتمع يتقاتل فيما بينه، ويحتشد ضد بعضه، مجتمعينتهك القيم والمثل الجميلة ويؤسس للشر وتشكيلاته قيما ومثلا رديئة، مجتمع يعتبرعقلاؤه الجلاد رمزا وطنيا، والضحية المظلوم مشوشرا شريرا.
إن القيم النبيلة هيالتي تحمي نفسها وتفرض الحاجة إليها عندما تثبت التجربة بطلان كل قيمة أو مثال لايصلح.
أما اليوم فنحن مجتمع العرف فيه فوق الدين، والدين يأمر بنصر المظلوم ويقفضد استغلال القوي للضعيف، والغني للفقير، مجتمع حكامه يصنعون فيه تمايزا وعنصريةفذاك قبيلي أصيل وذاك ناقص وذاك من الشمال وآخر من الجنوب!!
إن الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر لا يقصد به إخفاء شعرة زائدة تسللت خفية من رأس امرأة لوته الريحفتشعث، والمنكر ليس “جزمة” كعب عالٍ أو بنطال “جينز ضيق” يبرز المفاتن إنه أوسع من” من جينز ضيق “.
إنه النهب للحقوق، الإقصاء لشركاء الأمس، قمع أصحاب الحق.. تفتيتوحدة الشعب بالممارسات لا بالقول، إن المنكر تزوير مفاهيم الاختلاف الباني وإنتاجاختلاف منتج للشر والفتنة ومشرعن للاستبداد والاستفراد.
إن الذي مارس الرذيلة قديكون مارسها لأسباب خارجة عن إرادته قد يكون الذي سرق مثلا جوعانا أصابه السغب ليلةباردة فمد يده، وقبل أن تقطع يده كان يجب أن تقطع يد من أكل الثروة واحتكر ورفعالأسعار وتنكر للقانون والدستور والديمقراطية ومفاهيم النهوض والتقدم والوحدةوالإخاء.
إن الشيخ الزنداني يحتاج إلى أن يراجع منظومة تفكيره ليجعلها وفقالأولويات بدلا من الثانويات والفرعيات ومن ثم الأهم فالمهم.
إن من الخطأ أنتطلب المعروف من غير ذويه، كمن يبحث في النار عن جذوة ماء ومن المنكر أن تصمت عندفع الناس لاختيار الأفضل.
فالانتخابات الرئاسية عام 2006م كانت فرصة لتغييرالمنكر وكانت المعروف الذي كان يجب أن يناصره الشيخ الزنداني غير أنه فضل أن يصمتعلى أن يقول كلمة حق أمام الجماهير ليناصر المرشح فيصل بن شملان الذي أجمعت كلالقوى السياسية على نزاهته وعفته، غير أنه صمت وذلك أضعف الإيمان.
إن الإيمانالذي يفتي بالموت وإراقة الدم ليس إيمانا كما حدث عام 1994م والإيمان الذي يناصرمرشحا نزيها هو الذي نحسب أنه إيمان حقيقيا يرضى الله عن صاحبه.
ليس اتهامالإيمان الشيخ الزنداني.. لا.. إنه محاولة لفرز الألوان التي استعصت على التمييز،وتبيين ما شكل عليه.
الفرق بين أن تفتي بالدمار وبالإعمار كبير كالفرق بين الأمربالمعروف والنهي عن المنكر تماما، كما الفرق أيضا بين الذي يستخدمك أداة لتعزيزوجوده والذي يخدمك كإنسان يستحق أن يدافع عنه لأنه إنسان أولا ومسلم ثانيا ووطنياثالثا.
وبكل وضوح: نحتاج الى تفعيل الدستور والقانون ،مصد
را للاصلاح الشاملوقطعا لدابر الشر القادم والمخيف،الذي تلوح بوادرة في كل جهات الوطن الأربع.
*كاتب وصحفي يمني