اعلنت وكالة الانباء القطرية عن اتصال الرئيس السوري بشار الاسد بامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهنأه بالاتفاق الذي توصل اليه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة، امس. كما تناول الاتصال «العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك». وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اكد من المنامة، ان دمشق تدعم اتفاق الدوحة. واوضح لـ «فرانس برس»، «نحن في سورية نشيد بجهود اللجنة العربية ونؤكد اهمية التوافق الذي توصل اليه الاشقاء في لبنان». واضاف: «نأمل ان يكون هذا التفاهم مدخلا لحل الازمة السياسية في لبنان، وسورية تدعم كل ما يتوافق عليه الاشقاء في لبنان لان امن واستقرار لبنان مهم وحيوي بالنسبة الى امن واستقرار سورية».
واعرب عن اعتقاده بان اتفاق الدوحة «سيقلب صفحة الماضي وسينظر الى مصالح لبنان اولا بعيدا عن تراشق الاتهامات وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب والغالب الوحيد هو لبنان».
كما هاجمت سورية بحدة كلا من السعودية ومصر، اللتين استقبلتا الرئيس جورج بوش بعد زيارته إسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لقيامها، وانتقدت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووصفت حضوره في اجتماعات الدوحة بـ «الثقيل».
وكتبت صحيفة «الثورة»، امس، ان بوش « قال كلمته في إسرائيل وقصد السعودية ومن ثم مصر… ولم يكن في ذهنه – وهو محق في اراحة ذهنه – أن هناك من سيسأله عن هذا التطرف الذي أظهره ضد العرب وفلسطين».
وأضافت أن بوش «لم يكن ليركل بكل قوة ولا مبالاة أصدقاءه من العرب علناً وفي شكل مباشر لو أدرك للحظة أن فيهم حياة وقد يردون… إن الذين صافحوا الرئيس بوش بعد ما سمعوا خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، لم يتركوا له أن يقيم أي حساب لاحتمالات غضبهم».
وشملت زيارة بوش للشرق الاوسط، كلا من إسرائيل والسعودية ومصر، حيث القى كلمة امام مؤتمر دافوس الاقتصادي في شرم الشيخ، دعا فيها الدول الى اقامة علاقات مع إسرائيل وعزل سورية وإيران.
وتابعت الصحيفة إن العرب استقبلوا بوش بـ «التعظيم له، والمذلة في نفوسهم»، معتبرة ان «الخيبة هي كل ما تبقى لهم من الرئيس بوش». واضافت ان «بوش عزل كثيرين إلا سورية، فقد عجز عن عزلها، فهو عزل أولئك الذين أعجبتهم كثيراً حردبّة في ظهورهم من كثرة الانحناء، فأصبحوا يتغنون بإذلالهم من قبل الإدارة الأميركية». من جانبها، انتقدت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية، موسى، ووصفت حضوره في اجتماعات الدوحة بـ «الثقيل». وكتبت أن «الأوساط المراقبة»لا تستبعد «تقاطعا بين واشنطن وموسى، تجلى أكثر ما تجلى في بصماته على الاقتراحين اللذين تقدمت بهما اللجنة الوزارية العربية حلاً مفترضاً للازمة سارعت قوى المعارضة إلى رفضهما من دون أي التباس بعدما تبين لها وللمراقبين أن الطرح الانتخابي فيهما مفخخ يرمي إلى تعويم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري من خلال وضع صيغة انتخابية ملتبسة تؤمن له في الحد الأدنى الفوز بـ 10 مقاعد نيابية في العاصمة على حساب حسن التمثيل المسيحي وتوازنه».
وفي تونس، استبعد رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي العطري، حربا جديدة في المنطقة، وشدد على أن أمن سورية الوطني والقومي يتحقق من أمن لبنان واستقراره. ووصف في حديث نشرته امس، جريدة «الشروق»التحرشات الأميركية والاسرئيلية، بأنها «حركات كاوبوي ليس إلا».
كما اعرب رئيس مجلس الوزراء السوري عن استياء ضمني من الموقفين السعودي والمصري إزاء إعلان الأسد استعداده لزيارة الرياض والقاهرة. وذكر ان «الرئيس بشار الأسد أعلن أن أول زيارة له باعتباره رئيس القمة العربية ستكون للسعودية ومصر، وحتى الآن لم نسمع ردا على هذه الدعوة».