( من مبلغ الأقوام أن مهلهلا أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا
لله دركما و در أبيكمــا لا يبرح العبدان حتى يقتـلا)
يا عائدون خذوا فؤادي
فهو أولى أن يعودْ
ذابت حشاشته اغتراباً
بين أنياب النخاسة و القيودْ
ستون عاماً و الفجيعة ما تزال هي الفجيعة
و الحدود هي الحدودْ
ستون ذلاً و المهلهل يستجير قبائلا
فترده الرمضاء أعزل لا رجال لا حديدْ
ستون قحطاً و المخالب تنهش الجسد الطريّ
وما ترجّل عن حصان الحلم و الأمل التليدْ
كم ألف مجزرة بخاصرة النهار و كالخرافة مرة أخرى يطل من البعيد
الموت يسألني فيغضب حين أضحك
كم قتلتك بيد أنك لا تبيدْ
الموت يسألني فكيف أجيبه
و دمي يعلّقني كمشنقة لأقتل من جديدْ
الموت يسألني
فتبتسم الجنازة فهي ما حملتْ سوى حلمي الوحيدْ
لا تقطعوا شجري فتلك حقولكم
و أنا المياه أنا الجليل
أنا النشيدْ
يا أخوتي إن المهلهل لم يمتْ
كذب العبيدْ
كذب العبيدْ
* * *
الذكريات حواضر
و أبي يفتش عن خبرْ
طفلا صغيرا كنت حين رأيته
يبكي و يلعن ما أستترْ
كان المخيم أمنا
أسر تنام على أسَرْ
و أزقة رسموا عليها ذكريات رحيلهمْ
فالوحل يذكرنا و يذكرنا المطرْ
أنت الندى
طفلاً صغيرا كنت حين سمعته
أنّ الصفيح و قد صرخت أبي… أبي
الموت رب مزعجُ
رب تسانده المسافة والخيانة والزمان الأهوجُ
الخوف لعثمني و بعثرني النظرْ
لكنني
مازلت أرعى ذكريات الريح في أفق تصدع كالحجرْ
وأبي مسجى فوق ضوء من شقوق الباب والذكرى عبر ْ
وأبي مضى … فزرعت ما أوصى على بدني شجرْ
لا تقطعوا شجري و لا تتساءلوا
ستون عاما و المخيم ما يزال هو المخيم
و الطريق إلى البلاد بعيدة
و دمي تأبطه الرحيل و تاه في سحب القدرْ
الموت يسألني فكيف أجيبه
فالذكريات قصيدتي
و الغيم يرسم سيرتي
و أنا المسافر في العواصم كالضباب فقدت لون هويتي
لا تسألوني فالسؤال خناجر لعقت دمي
لا تسألوا يا أخوتي
لا تسألوا يا أخوتي
صلاح أبو لاوي