“وليه مش أبو تريكة، نجم هجوم الأهلي”.. بهذه العبارة رد نجل الرئيس المصري، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، على سؤال عن اللاعب الذي يتمنى أن يكون مثله، لكن في ملعب السياسة.
ففي حوار على قناة “فرانس 24″ اختار جمال مبارك أن يكون شبيها بـ”محمد أبو تريكة” نجم كرة القدم، عندما سأله المحاور توفيق مجيد عمن يفضل أن يكون في المجال السياسي: محمد زيدان كقلب هجوم، أو عصام الحضري كحارس مرمى، فأجاب: “وليه مش أبو تريكة، نجم هجوم الأهلي”.
ويتمتع أبو تريكة بشعبية جارفة بين جماهير كرة القدم المصرية والعربية، بل والإفريقية؛ على اختلاف انتماءاتها؛ لما حباه الله به من موهبة كروية لافتة وأخلاق حميدة، وإحساس بقضايا الأمة العربية.
طالع أيضا:
“تلميع كروي” لجمال مبارك
قيادي بالحزب الحاكم: جمال مبارك مرشح للخلافة
مليون فانلة لغزة بإمضاء “وزير الإنسانية” أبو تريكة
مبارك يتدخل بقوة لإنهاء أزمة ..”الحضري”
بينما يأخذ معارضو جمال مبارك عليه عدم تواصله مع الجمهور، وتحركه دوما وسط حراسة أمنية مشددة.
حوار نجل الرئيس مع “فرانس 24” هو أحد أربعة حوارات أجراها في أقل من أسبوع، تضمنت في واقعة نادرة آراءه في بعض ملفات السياسة الخارجية، إضافة إلى طرحه المعتاد بشأن الخطوط العريضة لمستقبل مصر السياسي والاقتصادي.
وبينما ترافقت ثلاثة منها مع الإعداد للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) بمنتجع شرم الشيخ المصري، جاء الرابع على هامش حضوره مع زوجته خديجة افتتاح المنتدى الذي بدأت فعالياته يوم 18 مايو الجاري، ويختتم اليوم.
وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها مصر دافوس، وفي المرتين حظي نجل الرئيس بتغطية إعلامية مكثفة.
واختار جمال في حواريه مع القناة الأولى بالتلفزيون المصري، وقناة “العربية” الفضائية التركيز على خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي ألقاه في افتتاح دافوس يوم الأحد الماضي.
فعلى هامش المنتدى، قال لـ”العربية”: “إنه (خطاب بوش) كان متوقعا؛ لأن المتابع لخطاباته السابقة يكتشف أنه لم يغير خطابه على الإطلاق، وزاد من تشككي في إمكانية تحقيق الوعد بإقامة دولة فلسطينية نهاية العام الجاري”.
وأضاف أن “كل ما جاء في خطاب بوش هو تكرار لما سمعناه في الكنيست، وما قاله من قبل، وبالنظر إلى التحليلات الفلسطينية للخطاب وتعليقاتهم عليه لا نستطيع أن نلمس تقدما جوهريا يجعلنا نتفاءل”.
وأوضح في حديثه لبرنامج “اتكلم” على القناة الأولى بالتلفزيون المصري: “كنا نتوقع رسالة أقوى فيما يخص الرسالة الفلسطينية، حيث جاء خطاب الرئيس الأمريكي محبطًا؛ لأن الجميع كان يترقب موقفا أمريكيا جديدا في الخطاب بالنسبة للقضية الفلسطينية إلا أن هذا لم يحدث”.
وكان بوش قد ألقى خطابا في افتتاح دافوس أثار ردود أفعال غاضبة بعد أن هاجم فيه تأخر الإصلاحات الديمقراطية بالمنطقة العربية، وأشار إلى سجناء الرأي، ودافع بشدة عن وجود دولة إسرائيل.
مراوغة الدستور
ومن الملفات الخارجية التي لم يعتد نجل الرئيس الخوض فيها مع وسائل الإعلام، إلى الملفات الداخلية التي دأب منذ توليه أمانة لجنة السياسات بالحزب الحاكم على طرح آرائه وخططه بشأنها، حيث عقَّب في حديثه لـ”العربية” على انتقادات بوش لمسيرة الإصلاح بمصر، قائلا: إن “بوش لم يأت بجديد”.
وفي واقعة نادرة أجرى جمال حوارين مع وسيلة إعلامية أجنبية، هي قناة “فرانس 24″، أحدهما بالع
ربية والآخر بالإنجليزية، على هامش زيارته وقيادات الحزب الوطني لباريس الأسبوع الماضي.
ربية والآخر بالإنجليزية، على هامش زيارته وقيادات الحزب الوطني لباريس الأسبوع الماضي.
فقلّما يجري نجل الرئيس لقاءات إعلامية مع وسائل إعلام أجنبية، حيث كان يفضل الإدلاء بأحاديثه لوسائل الإعلام المحلية الرسمية، وأحيانا فضائية “العربية”.
وتضمن حواره بالإنجليزية آراءً قوية عن جماعة الإخوان المسلمين، أقوى حركة معارضة في مصر، والإصلاح، ومستقبله السياسي.
فقد وصف الإخوان بـ”الجماعات والقوى السياسية التي تحاول مراوغة الدستور والإطار القانوني الذي يحكم سياسة الأحزاب بمصر”، معتبرا أن المجتمع كله “يجب أن يشعر بالقلق تجاه شعبيتهم وليس فقط الحزب الوطني الديمقراطي”.
وأردف أن “بعض القوى تحاول استخدام الدين -وهو شيء مقدس وحساس في ثقافتنا ومجتمعنا- كغطاء وذريعة للحصول على مكاسب أو أجندة سياسية، وأنا أعتقد أن معظم المصريين يرفضون ذلك”.
أحاديث التوريث
أما الحوار الثاني فركز فيه على ارتفاع الأسعار في مصر والقضية الفلسطينية، وبدا فيه دبلوماسيا للغاية فيما يتعلق بالإخوان، بحسب تعبير صحيفة “المصري اليوم”.
وبشأن ما يتردد عن وجود “سيناريو” لتوريثه الحكم، قال جمال في الحوار الإنجليزي الذي أُذيع يوم الخميس الماضي: “إذا ما تابعتم برنامج الإصلاح في الأعوام الخمسة الماضية والإصلاح الدستوري الذي تمت الموافقة عليه العام الماضي، وما نحاول القيام به أنا وزملائي القادة الشباب في الحزب للعب دور حيوي في الحياة العامة والسياسة ستصلون إلى استنتاج وصل إليه الكثير، وهو أن قضية الخلافة معروفة بوضوح في الدستور المصري والإطار التشريعي”، دون مزيد من التفاصيل.
وعن استياء وتوجس البعض في الداخل من ظهوره القوي على الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، رد قائلا: “يوجد أيضا أصوات تؤيدنا أو على الأقل الأشخاص المؤمنون بالاتجاه الذي نحاول طرحه، وهم أكثر ثقة في رؤيتنا للمستقبل والإصلاح وساندونا في السنوات الأخيرة، وهؤلاء ليسوا فقط أعضاءً في الحزب لكن هناك أيضا مواطنون مصريون وشباب.. نحن نكسب أشخاصا أكثر وأكثر، إما مؤيدين أو مؤمنين بنوع الإصلاح والمستقبل الذي نحاول طرحه”.