تبدي ايران تفاؤلا كبيرا بإمكانية توصل الافرقاء اللبنانيين الى حل يرضي جميع الاطراف على الساحة اللبنانية, من خلال الوساطة العربية التي تتولى قيادتها دولة قطر, ومرد هذا التفاؤل الى تسريبات في طهران تتحدث عن صفقة كبيرة تعد بين ايران والولايات المتحدة, حول جميع الملفات الاقليمية من فلسطين ولبنان والعراق وصولا الى افغانستان, مرورا بالملف النووي الايراني.
وتقول اوساط متابعة للعملية السياسية التي تجري بعيدا عن الاضواء, ان طهران حددت عددا من المطالب والنقاط التي قد تساعد على تظهير هذه الصفقة وايصالها الى النتائج المرجوة منها, ولعل النقطة الاساس التي تسعى طهران للحصول عليها والتي تترافق مع حل ازمة ملفها النووي, هي الحصول على ضمانات امنية اميركية بالتخلي عن فكرة او مساعي تغيير النظام الايراني والقيام بهجوم عسكري ضده في المستقبل, اضافة الى التوصل لتوافق مع المجتمع الدولي حول ازمة الملف النووي تقوم على انشاء “كونسرسيوم” دولي لتخصيب اليورانيوم على الاراضي الايرانية, ولا مانع لدى طهران بمشاركة اميركية في ادارته والاشراف عليه وعلى مساره السلمي.
ونقل موقع »شفاف الشرق الاوسط« الالكتروني, عن هذه المصادر تأكيدها ان طهران على استعداد في المقابل, لدراسة الطلب الغربي المتعلق بوقف عمليات انتاج اليورانيوم المخصب مع الاحتفاظ بعملية التخصيب على اراضيها, لحين إنشاء “الكونسرسيوم” الدولي وتعزيز الثقة الدولية بسلمية اهدافها النووية
وترى طهران ان التوصل الى توافق مع المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة حول هذه النقاط, التي تعتبرها اساسية, سيفتح الطريق امام التوصل الى حل لكثير او لكل الازمات الاقليمية والدولية التي لطهران دور في مسارها.
ويبدو ان ايران في حال حصولها على الضمانات الامنية, على استعداد لتقديم ضمانات امنية للمجتمع الدولي بالتخلي عن الحديث عن “إزالة اسرائيل عن الخارطة العالمية” مع التأسيس الجدي لمسار يضمن حقوق الشعب الفلسطيني, بإقامة دولته الخاصة وعودة اللاجئين الى اراضيهم, وكذلك المساعدة في توصل التيارات الفلسطينية, خصوصا “حماس” والسلطة الفلسطينية الى اتفاق ومصالحة تساعد في تهدئة الوضع الداخلي الفلسطيني, واعادة بناء السلطة على اسس ثابتة من الشراكة والتعاون.
اما على الصعيد اللبناني, وان كانت طهران تقف بالكامل الى جانب حليفها السراتيجي المتمثل ب¯”حزب الله”, الا انها ترى ان مسألة سلاح المقاومة لا يمكن حلها الا من خلال وضع ستراتيجية واضحة للتعاون بين المقاومة والدولة اللبنانية, وان على المجتمع الدولي لعب دور فاعل واساسي, خصوصا واشنطن, في مساعدة اللبنانيين على استعادة ما تبقى من أراض محتلة وتقديم ضمانات امنية اسرائيلية للبنان, باحترام السيادة اللبنانية وعدم الاعتداء على اراضيه واجوائه ومياهه في المستقبل, مقابل الدخول في بحث جدي حول سلاح المقاومة.
وعلى صعيد المفاوضات القائمة بين دمشق وتل ابيب حول السلام واعادة الجولان, فإن طهران لا ترى أي اثر سلبي في التوصل الى اتفاق بين الجانبين على ان يضمن استعادة الجولان, اما أوساط “حزب الله” فلا ترى بأساً من هذه العملية السلمية بين دمشق وتل ابيب, طالما انها تساعد على اقامة سلام عادل وشامل سينعكس ايجابا على لبنان في مزارع شبعا, وعندها لا مانع لدى قيادة الحزب والمقاومة بالدخول الجدي في مفاوضات حول مستقبل السلاح.
وتتضمن السلة الايرانية والمفاوضات غير العلنية, التي تقدمت بها طهران الى بعض العواصم الدولية, ضرورة توصل الجانبين الى تفاهم جذري حول العراق بحيث يضمن لكلا الطرفين حصته في هذا البلد في اطار تعايش الأمر الواقع بينهما على هذه الساحة.
في هذا السياق, تشير بعض المعلومات الخاصة انه, وفي خضم معارك البصرة بين الحكومة العراقية وقوات “جيش المهدي” التابع لمقتدى الصدر, واثناء تواجد وفد رفيع المستوى من القيادات العراقية للتباحث مع مقتدى الصدر, كان يجري تبادل للرسائل بين الجانبين الايراني والاميركي في العراق على اعلى مستويات لعقد اجتماعات امنية وعسكرية وسياسية, لبحث التعاون والتنسيق بين الطرفين في هذه المجالات, وان تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات الاميركية – الايرانية حول امن العراق, جاءت بناء على رغبة اميركية “لان الاجواء غير مساعدة حاليا”, من دون ان تحمل في طياتها رفضا بالمبدأ للتفاوض, بانتظار تبلور بعض الامور على مسارات اخرى.