طالبت الناشطة الهولندية الصومالية الاصل المناهضة للإسلام، أيان هيرسي علي، المسلمات في العالم التخلص من “ثقافة العذرية” التي “عفا عليها الزمن”، والتي تمثل “قمعا” للنساء في الثقافة الإسلامية في كتاب يتم اعادة نشره في امريكا اسمه “العذراء الحبيسة”، والذي تدعو هيرسي علي فيه الدول الغربية كذلك الى مساعدة النساء المسلمات في التخلص من العذرية .
ووفق النسخة التي اطلعت عليها وكالة أنباء أمريكا إن ارابيك في واشنطن فان الكاتبة ترسم النساء المسلمات كراغبات بشدة في التفاعل الجنسي لولا ان “ابائهن واخوانهن واعمامهن وابناء عمومتهن يمنعهن من ذلك” بتحريض من الاسلام الذي تسيطر عليه “الثقافة والقيم القبلية”.
وتقول الكاتبة التي تتبناها حاليا دوائر المحافظين الجدد في امريكا:”ان اية امرأة (مسلمة) تهرب من قفص العذرية توصف فورا بانها عاهرة”.
وتوحي هيرسي علي في كتابها، الذي اطلعت عليه وكالة انباء امريكا ان ارابيك، ان من غير المسلمين مثل المسيحيين الشرقيين من يرحب بفقدان نسائهن العذرية، وهو ما يخالف الواقع لكثير من الديانات.
ويتضمن كتاب “العذراء الحبيسة: بيان لتحرير النساء والإسلام”، نص فيلم “خضوع”، الذي ألفته هيرسي علي وتتهم فيه الإسلام باستعباد المرأة، وهو الكتاب الذي تحول إلى فيلم وأدى إلى مقتل مخرجه الهولندي ثيو فان جوخ على يد شاب مسلم في ٢٠٠٤، إضافة إلى عدد من المقالات واللقاءات الحديثة مع هيرسي علي.
ويقول عرض الكتاب على موقع أمازون المتخصص في بيع الكتب على الإنترنت أن “العذراء الحبيسة” يمثل “صيحة حرب من أجل تحرير النساء من اضطهاد ديني وثقافي وحشي ومن إعجاب عفا عليه الزمن بالعذرية. إنه نداء تحدٍ من أجل تفكير واضح وتنوير إسلامي”.
ويضيف العرض: “إن المسلمين الذين يستكشفون مصادر للأخلاق غير الإسلام يتهددون بالموت، والنساء اللاتي يهربن من قفص العذارى يُوصمن بأنهن عاهرات. وهذا ما يؤكده تأمل أيان هيرسي علي العميق للإسلام ودور النساء…”
وقالت مجلة “بوكليست” الأمريكية المتخصصة في الكتب في عرضها للكتاب الجديد إن هيرسي علي تنتقد في كتابها الدول الغربية “بسبب التغاضي عمدا عن جوانب تقمع المرأة في الثقافة الإسلامية”.
وقالت بوكليست، في العرض الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، إن الكتاب يشير أن “الغرب يتخلى عن النساء المسلمات تحت رحمة ’ثقافة العذرية‘ التي تقمع النساء وتهدد حريتهن وحياتهن”.
وبحسب بوكليست فإن هيرسي علي “تتحدى الثقافة الغربية والإسلام أن يواجها بصراحة قضايا الدين والحرية الفردية”.
ويعدد كتاب هيرسي علي المظاهر التي تعتبرها تمثل “قمعا للمرأة” في الثقافة الإسلامية، ومن بينها الختان، والزواج المبكر للفتيات، والعنف المنزلي.
ويعد هذا الكتاب الجزء الثاني من كتاب “العذراء الحبيسة: صرخة مسلمة من أجل العقل”، حيث يتضمن الكتاب الجديد عددا من المقابلات والخطابات والمقالات التي نشرتها هيرسي علي مؤخرا، إضافة إلى نص فيلم “خضوع”.
وفي التعريف بهيرسي علي قال عرض الكتاب إن الكتاب يمثل أيضا “القصة الشجاعة لكيفية قيام هيرسي علي بالحرب ضد كل شخص حاول إجبارها على الخضوع لحياة إسلامية تقليدية للمرأة، وكيف أصبحت وجها للإصلاح”.
يُشار إلى أن هيرسي علي، صومالية الأصل، كانت قد هربت من الصومال لتتزوج بأحد أقاربها في الخارج، حيث وصلت إلى هولندا وبدأت نشاطها المناهض للإسلام المنصب على ما تقول عنه انه تركيز الاسلام على اهمية العذرية، وهو ما بدء بعد فرارها من الزواج،.
هذا وقد أصبحت هيرسي علي نائبة بالبرلمان الهولندي.
لكن هيرسي علي واجهت فضيحة كبرى عندما تم اكتشاف قيامها بالتزوير في الأوراق التي قدمتها للحصول على الجنسية الهولندية وأسباب طلبها للجوء، وهو ما أدى بخروجها من البرلمان الهولندي ومطالبات بسحب الجنسية منها.
وكانت هيرسي علي، التي تعتبر نفسها “منشقة على الإسلام”، قد نشرت مذكراتها أوائل ٢٠٠٧، وتحدثت فيها عن تحولها إلى “منتقدة متحمسة” للإسلام.
ولاقت مذكراتها رفضا شديدا بين الأمريكيين المسلمين، فيما احتفت بها منظمات المحافظين الجدد، واليمين المتشدد والدوائر الموالية لاسرائيل، المعروفة بعدائها للإسلام، حيث انضمت إلى “معهد العمل الأمريكي” (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت)، معقل المحافظين الجدد في أمريكا والمدافعين عن اسرائيل.
وكانت هيرسي علي قد أعربت عن دعمها لصحيفة “يلاندز بوستن” الدنماركية التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، والتي أثارت جدلا واسع النطاق في العالم؛ حيث اعتبرت هيرسي علي أنه من “الصواب نشر الرسوم”، بل وطالبت بإعادة نشرها.
وتحرض هيرسي علي بشكل دائم الحكومات الغربية على المسلمين في أوروبا وأمريكا؛ حيث طالبت مؤخرا في خطاب لها أمام اللجنة الأمريكية اليهودية، وهي من أبرز منظمات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا وأوسعها نفوذا، عبرت هيرسي علي عن شعورها بالقلق حيال الوجود الإسلامي في أوروبا وتعامل الحكومات الأوروبية مع المسلمين.
وقالت هيرسي علي في الخطاب إنها تشعر بخيبة أمل لأن الحكومة الهولندية لا تقوم بمواجهة “الإسلام الراديكالي على أراضيها”، مضيفة أن ٤٠ بالمائة من السكان في أربعة مدن هولندية كبرى هم من المسلمين، وأن ٦٠ بالمائة من الأطفال في المدارس في هذه المدن من المسلمين.
يذكر ان الكتاب تنشره دار نشر سايمون اند شوستر المتخصصة في الكتب المحافظة التابعة لليمين الامريكي المتشدد ويباع بحوالي 20 دولار تقريبا.
كل الحقوق محفوظة وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك© (٢٠٠٧).
يحظر النشر أو البث أو البيع كليا أو جزئيا بدون موافقة مسبقة. هذا المقال محمي بقوانين حقوق النشر الأمريكية. للاشتراك اكتب إلى [email protected]