طريقان يختلفان في وجه الزمن المهدور..
يتمردان زحف الامكنة ..
يلتقيان في اديرة..
بعريهما..بارثهما المحظور..
لعنة الدهور..
تمحق الاباء..
غابت الشمس ..
و صودر الضياء..
طريقان يلتبسان..
من و حيهما ..
عدم ..مجثت الجذور..
عبثا ينفخ الروح في اهل القبور ..
ينشد النشأة الاولى ..
موئلها احتباس
احتراس
و التماس في سفور النجوى..
يتعامدان
يتعانقان…
شعائر المحبة صوفية بينهما للامثال
يلتهمان
محجة الرفض..
منعطفاتها
وجاس..
التباس..
افتراس لاوصال التقوى ..
تحجب الرؤية ..
يطغى ذئب الانسان..
يها دن رحيل الظلال..
تحت اردية الرهبان…
فالرغبة المعصومة بين الانياب قد حلبت ماء المعمدان
ليغتسل من اراد بمحبة الله ان يتطهر بدم الاقنان..
شريعتكم هذه..
صلاتكم هذه..
و ايماننا يتسول برقصة العري ما تيبس فينا من احلام..
ما تصلب في نسغنا من اشجان
طريقان مختلفان…
يتمددان في حرارة الاشياء ..
يلتقيان في هيكل الصمت..
يتهامسان
يتآنسان
يتسامران
حول موقد الخطيئة الاخيرة
نذبة الزمان
عابرا بينهما ..
يبذر الخذر و السلوان..
اذياله خرائط من اوطان..
يسحبها..
يبصبص بها لعله النصر لشريعة خلدت انبياءها رعاة الفضيلة..
لاشباح بالسقم اجسامها عليلة..
المذبوحة شاهدة القتيلة..
تتحرك في دوائر لاوطان معلقة مسحوبة في كل
آن .و.آن
بين دق النواقيس ..او من اعالي المساجد اذ يجهر الاذان..
يعوي ذئب الانسان..
فبقدسية الصوت يذبح التوأمان..
بين الفواصل الراحلة في خرس المسافة
تجثو في حوافر الزمن العابر
ارثيات خمارة نواسية و اقداح..
اشعار ..
محاكم التفتيش ..
و رعاع..
في تواشيح الحق الصداح
زمن الغزل و الامداح
اينها الطريدة في اطلالنا
بشاشة الارواح
تناجي عهد الهوى.
عهد الذئب بما نوى
و ما من رضاب العشق قد روى
حقول الزنبق و النعمان
وبينهما حضارة.كللتها عرفا تلاوين الاقاح..
د معها رثاء اندلسي عطره فواح
اين زغرودة ام لبلبل أم المدارس..
اين اليمام في سكون الكنائس
ففي رنين اجراسها
تتعانق المحيطات
تصطخب امواجها عبابا من ويلات..
و يلتقيان يتصارعان باقدام حافية
فوق النار..من احشاء الحصار…
من خلفهما يعصف الغضب غلواء..
تنفث اعصارا…
فترقص حولهما اجسام روحانية..
تكبر الطاغوت و تكفر الاقدارا..
الطريقان المتنافران …
ملتزمان..
يقتتلان..
يترافسان..
يتلاكمان..
يتلاسنان..
يتقاتلان..
تحفر بينهما مجرى الدمع و الدم ماء المعمدان
من الصبيب اخيرا يغتسلان
يرتعشان..
يفترقان عن عدهما العكسي
عن نصرهما المعلق في الشك باسباب الشرط النفسي.. ..
علامتنا
وسم ملحمة
راويها مهند ماسي..
يزخرف
لمكان اللقاء..
معلق بين الكوكب و النجم في السماء..
فنلتقي
نسافر و قد ملكنا لعبة الموت بيننا
وجهة ما تبقى
من عشقنا..
تعالي
فانا سلم درجاته مراقي..
تجملي صبرا..
و امنحي لاروقتي نبع الصفاء
لعلي اطهر النفس من نفاقي…
ايتها العروبة …بذرة يأسي في اعماقي..
لم انت غبائي و شقاقي..
لم صرت تاريخا ينتحر في احتراقي
ايتها السافرة في زمن ضل العقارب…
لم ذبحت امتي بمصدوء البيارق
مستودع انت
للمقاصل..
… للمشانق …
لمن حمل وراثة الباشق و صنع المجانق..
ايتها العروبة بين الغضب و الصمت
اين انت?..اين انت? ..
…
محمد القصبي
القصر الكبير
19/05/08