في رسالته الأخيرة، أظهر زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، نفسه بوصفه المدافع الحقيقي الوحيد عن الفلسطينيين، غير أن الفلسطينيين، بمن فيهم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، لم يكونوا متحمسين جداً لاحتضان زعيم القاعدة الهارب لقضيتهم.
وتخشى الحكومة الفلسطينية المعتدلة في الضفة الغربية من أن يتلطخ سعيها للاستقلال بالنظر إليها باعتبار أنها مرتبطة بالإرهاب.
ليس هذا فحسب، بل ترى حركة حماس أيضاً أن تنظيم القاعدة “متطرف للغاية”، وفقاً للأسوشيتد برس.
وقال نمر حماد، أحد مستشاري رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس: “تسببت القاعدة وبن لادن بضرر كبير لصورة المسلمين والعرب حول العالم، وبتصريحاته الاعتيادية عن الفلسطينيين، إنه يسيء لصورتنا.”
وأضاف حماد أن الفلسطينيين “مهتمون كثيراً بأن يقنعوا العالم الغربي بعدالة قضيتنا الوطنية”، فإذا نظر إلى الفلسطينيين على أنهم “حلفاء بن لادن، فسوف نخسر بالتأكيد.”
وكان بن لادن قد هاجم في التسجيل الصوتي الأخير له، الأنظمة العربية، قائلاً إن فلسطين لا يمكن أن تُحرر دون التصدي للحكومات العربية التي تدعم إسرائيل، التي قال إنها ضعيفة دون دعم الغرب.
وقال زعيم القاعدة، في التسجيل الذي بلغت مدته 22 دقيقة، إن العرب لم يخوضوا حرباً واحدة جادة لاسترداد فلسطين.
وحاول مسؤولو حماس أن ينأوا بأنفسهم عن بن لادن، ولكنهم لم ينتقدوه علناً، حيث قال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن حماس تريد أن يزول التأثير الغربي في الشرق الأوسط.
ولكنه تطرق إلى “اختلاف في الأسلوب” بين الجماعتين، قائلاً إن حماس تركز على قتال إسرائيل.
وقال أبو زهري: “نحن مع جميع الجهود ضد الاحتلال الأجنبي في المنطقة، ولكننا نؤكد أن عمل حماس اقتصر دوماً على الأراضي الفلسطينية.”
من جهته، قال المحلل الفلسطيني في الضفة الغربية، هاني المصري، إن تصريحات بن لادن “لا تخدم الفلسطينيين بأي شكل.”
وقال: “ينظر العالم إلى بن لادن على أنه إرهابي، وأي ارتباط بالفلسطينيين سوف يؤذي الفلسطينيين.”
ولكن المصري أضاف أنه لو استمرت محادثات السلام في المعاناة، ولم تنتج أي تغيير حقيقي، قد تخسر حكومة عباس التأييد، وقد يكون الفلسطينيون أكثر عرضة لأيديولوجية القاعدة العنيفة.
يُذكر أنه على الرغم من وجود جيوب مؤيدة لبن لادن في مناطق فلسطينية، إلا أن شعبيته لم تنتشر كثيراً، بل لم تطغ على شعبية زعماء مثل الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.