رفض أكبر تكتل سياسي للسُنة في العراق الاثنين، اعتذار الجيش الأمريكي عن قيام أحد جنوده بإطلاق النار على المصحف، والذي جاء فيه أن الجندي كان يستخدم الكتاب المقدس في التدريب على الرماية. وطالب “الحزب الإسلامي العراقي”، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الجيش الأمريكي بإنزال “أقصى عقوبة” بحق الجندي الذي قام بـ”تدنيس” المصحف، وليس مجرد الاعتذار عن ذلك العمل “الإجرامي.”
وقال الحزب الإسلامي، وهو أكبر الأحزاب المشاركة في جبهة التوافق في البرلمان العراقي، إنه تلقى “ببالغ الامتعاض والسخط، نبأ اعتداء أحد الجنود الأمريكيين على المصحف الشريف”، حيث استخدمه كهدف لإطلاق النار عليه، في ميدان الرماية بمنطقة “الرضوانية” جنوبي بغداد.
وجاء في بيان صدر عن الحزب الاثنين: “نطالب بإنزال أقصى العقوبات بحق هذا الجندي، ليكون درساً لكل من تسول له نفسه القيام بمثل هذا العمل الإجرامي مستقبلاً”، كما طالب الحزب بأن “تتعامل الإدارة الأمريكية بحزم مع هذه الانتهاكات.”
كما حث الحزب الحكومة العراقية إلى أن يكون لها “موقف يتناسب وفداحة الإهانة التي لحقت بالمسلمين بسبب الحادث الإجرامي، انطلاقاً من إيمانها وعقيدتها، وانسجاماً مع التزامها بحماية الدستور والقانون، الذي يستوجب تقديس المصحف الشريف وتوقيره واحترامه.”
وأشار البيان إلى تكرار مثل هذه “الاعتداءات” على المقدسات الإسلامية، في غضون السنوات القليلة الماضية ، معتبراً أن الاعتذار وحده لم يعد كافياً عن مثل “هذه الجرائم”، وقال إنه “لا بد أن يترجم الجيش الأمريكي ذلك بإجراءات رادعة، تقديراً لمشاعر المسلمين.”
وكانت رابطة العلماء المسلمين في العراق قد أدانت “الحادث”، حيث ذكرت في بيان لها إن الرابطة “تدين هذه الجريمة النكراء بحق كتاب الله المقدس، ودستور هذه البلاد”، واستطرد البيان: “الحكومة الراهنة مسؤولة تماماً عن هذا الانتهاك.”
وقدم الجيش الأمريكي اعتذاراً رسمياً السبت، عن الواقعة، حيث أعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد القوات الأمريكية في بغداد، عن بالغ أسف الجيش، بالنيابة عن الجندي، الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64.
وقال هاموند، وهو محاط بزعماء العشائر في منطقة “الرضوانية” في المشارف الغربية للعاصمة بغداد: “أتيت إليكم طلباً للصفح.. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي”.(المزيد)
يُشار إلى أنها المرة الأولى التي يعلن فيها رسمياً عن تلك الواقعة، التي تم الكشف عنها في 11 مايو/ أيار الجاري، والتي تُعد بمثابة اختبار للعلاقات بين الجيش الأمريكي والمليشيات السنّية.
وأفاد شهود عيان من المنطقة أن الجندي، الذي بقيت هويته مجهولة، تدرب على الرماية على المصحف في التاسع من مايو/ أيار الجاري، واكتشف المصحف الذي استخدم كهدف بعد الحادث بيومين، وفق إفادة الجيش الأمريكي.
وفي وقت سابق، قال رئيس “مجلس صحوة الرضوانية”، الشيخ إياد عبد الجبار، لـCNN، إن “الاعتذار حال دون تعريض العلاقة بين الجيش الأمريكي، والمجلس (المكون من مجموعات سنّية مقاتلة تقف إلى جانب القوات الأمريكية في مواجهة تنظيم القاعدة) للخطر.
وساهم التعاون السنّي مع الجيش الأمريكي في استعادة الأمن في تلك المنطقة، التي كانت واحدة من المعاقل القوية لعناصر تنظيم القاعدة في العراق.