الى أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
لقد جاء قرارك جدا متأخر بوقف المماحكة مع ظلام عفوا ضياء الشكرجي رغم إني ومعي الكثير ندرك إن سمو أخلاقك العربية الأصيلة وروحك البعثية النزيهة وحسن النية التي تكنها الى هذا وغيره من المتشبهين بالرجال هي هاجسك في التعامل معه وأمنيتك كانت كما هي أمنية الشرفاء من أبناء العراق العظيم وامتنا العربية المجيدة هي إن يعودوا هو وأمثاله ممن غرر بهم عن غيهم الى الصف الوطني ليشاركوا في تحرير بلدنا العزيز ومن ثم بناء ما دمره منه الأشرار , وحرصا مني على إن لا أمس مشاعرك الغالية فقد اكتفيت بالإشارة البسيطة الى ذلك في مقالة لي كانت بعنوان ” لا قيمة لحديث بائس معتوه وجهادنا في تصاعد مستمر ” نشرت في هذا الموقع الشريف وفي مواقع أخرى مجاهدة بتاريخ 1 آيار 2008 لأني اقدر ما فيك من لبابة وفهم إن هذا ومن معه لا ينفع معهم إلا آخر العلاج ” الكي ” لاعتبارات عدة نفهمها جميعا بن بينها إن من تربى على خيانة بلده وفي نظري إنها توازي خيانة العرض اكثر من ثلاثين سنة فهل من الممكن إن نترجى منه توبة نصوح لله والوطن وللذات ؟ ومن يرتجي من الولايات المتحدة التي دمرت بلدنا وأهانت حضارتنا وهي من اعرق حضارات العالم إن تقيم لنا الديمقراطية ونحن أهلها وأقامها أجدادنا قبل غيرهم ويتناسى الدين الإسلامي وهو يدعو له وفيه اعدل ما عرف الإنسان من الديمقراطيات لأنها سماوية وغير قابلة للخطأ , فمثل هكذا منافق ودجال وخوان يرتجى منه خيرا ؟
لقد منّ الله العزيز القدير علينا إن جعل رؤوسنا تمتلئ غيرة على بلدنا وامتنا ولا يتقدم على ذلك سوى الله ومنّ علينا إذ منحنا القدرة على تميز الأمور فنراها على حقيقتها ومنّ على العراقيين والعرب اكثر إذ جعل الشواذ والخونة قلة فبقي تأثيرهم محدود فيخيب سعيهم ويفشل مكرهم الذي لا ينتج عنه إلا السوء الذي يحيط بهم فنعيقهم مع كل ناعق يرتد عيهم بلاء في سقوطهم اجتماعيا وأخلاقيا ومشاريعهم ما هي إلا أوراق يعبر بها الاحتلال مراحل السيناريو الخبيثة التي أعدها ليناور بها ردود الأفعال الوطنية وما يصدر عن المقاومة العراقية البطلة المتجددة التي أثبتت فترة الخمس سنوات من عمر الاحتلال البغيض إنها الأقدر على الفعل الشجاع الجسور وسنصل سوية شاطئ الحرية إن شاء الله لنرى ساعة الانهيار الامريكي الكامل جراء فعلها الشجاع وليس ساعة تحرير بلدنا الطاهر فقط .
يستطيع كل ذي بصيرة إن يرى التخبط الأعمى الذي أصبح يدور في فلكه المحتل وحكوماته المليشياوية منذ الغزو القبيح الى لحظتنا هذه فعلى الرغم من تطوع الفرس ممن يدعون العروبة أمثال آل اللئيم طباطبائي ( غير الحكيم ) ومن لف لفهم والتحف عباءتهم الطائفية النتنة وسادتهم القابعون في سراديب النجف الاشرف في إن يكونوا أداة لضرب كل وطني مقاوم للاحتلال وخصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية العالية لإغراض تخدم الاحتلال الامريكي وبذات الوقت تخدم المشروع الفارسي للتمدد في العراق وحملات التصفية للشخصيات التي تقف ضدها ودورهم في تبلور العلاقة الفارسية الامريكية وتطويرها الى هذا المستوى في تأمين الحماية لكل منهم وفق مخطط اليهودي كيسنجر في تقاسم الادوار إلا انه يهيئ لإبدال رموزهم مع بداية الصفحة التالية خصوصا بعد الخلافات الكبيرة بينهم وبين أتباع مقتدى الصدر ثم توجه مليشياتهم بالتعاون مع المليشيات الكردية البيشمركة الذين يضنون أنفسهم في مأمن من غدر قوات الاحتلال الى أم الربيعين الموصل الحدباء وهم نفسهم يدركون ذلك ويعبرون عنه بوسائل مختلفة ويحاولون التشبث الى آخر لحظة بالسلطة لأنها اكثر وسيلة تساعدهم في الوصول الى غاياتهم الخسيسة فهم الآن كما تلاحظ يكثفون من تحركهم على النخب الاجتماعية من أساتذة جامعات وكوادر وطنية وشخصيات مؤثرة وممن استطاعوا المحافظة على نظافة سيرتهم الذاتية طيلة الفترة الماضية يكن لهم شعبنا الاحترام لتكون بديلا عنهم في لعبة ما يسمى بانتخابات مجالس المحافظات القادمة ولولا حرصنا على سلامتهم وأمنيتهم من الاستهداف لكشفنا عن أسماء الكثيرين منهم وبالمناسبة فقط نشير كنموذج على استهدافهم للوطنيين فقد اغتيل بالأمس القريب اثنين من الأطباء طبيب وطبيبة في محافظة النجف الاشرف معقل مليشيات الأحزاب الطائفية لأنهما قررا على انفراد الترشيح بشكل فردي دون الانصياع الى رغبة أحزاب العمالة الفارسية وأهالي النجف الاشرف يعرفون ذلك وهم يتطايرون شررا وينتظرون فرصة الانتقام من هذه العصابة ومليشياتها التي لم تسلم منها حتى مقابر الموتى في دار السلام فعبثت بها آلياتهم على اعتبار إنها ورث محسن اللئيم وجزء من أملاكه بينما صادروا أراضي الدولة المقابلة لنصب ثورة العشرين لبناء ضريح عملاق لإصبع فقط إذا كان موجود فعلا من محمد باقر لا رحمه الله فلموتاهم قدر كبير في الخيانة والعمالة يبنون لهم صروح بينما موتى الآخرين تزال قبورهم غير مزارع المخدرات والحشيشة التي يرعاها ويديرها كتكوتهم الصغير عمار في مزارع بحر النجف ومنطقة الزركة .
والآن سيدي الكريم وأنت بالتأكيد تتفق معي إن الرأسمالية التي تقودها امريكا والسياسة الامبريالية الناتجة عنها لا يمكن إطلاقا إن تتفق مع الشيوعية ومشروعها الاشتراكي التحرري فكيف يغير قسم من الشيوعيين العراقيين استراتيجياتهم فيمتطون دبابات الاحتلال الامريكي في غزو العراق ويكونون طوعا أداة رخيصة لضرب الحكم الوطني ورجاله الأبطال , هذا من جهة ومن جهة ثانية كيف اتفق من كفر أبوه محسن طباطبائي اللئيم الحزب الشيوعي وحرم التعامل معه , أقول كيف اتفق هذا وذاك وصارت خيمتهم واحدة تحت رعاية الأمريكان ؟
إن الرجولة مواقف وأمثال هؤلاء يفتقدونها فلا يثبتون على مبدأ وان ثبتوا عليه إنما لتلبية مصلحة معينة يبتغونها فمن مثل ضياء الشكرجي وغيره الكثير تطول قائمة عدهم انكشفوا وسقطوا خلال فترة الحكم الوطني فاستقطبتهم الجهات المعادية كأبواق تنعق لصالحها وبعد الاحتلال لم يجدوا مكان لهم وسط جوقة العملاء فبدلوا زيهم ونزعوا ثياب العمالة للفرس وارتدوا ما هو أقذر منها في العمالة للأمريكان فبدلوا القميص الإسلامي بالقميص الصهيوني لأنه الآن كما يرون هو الأقوى فبدؤوا يعزفون على وتره لقصر في نظرهم وضحالة في وطنيتهم فارتضوا إن يكونوا نغمة مشروخة جديدة تطبل لديمقراطية بوش العدوانية وهم يدركون ذلك جيدا كما يدركون إن الوطن لفظهم منذ زمن بعيد وليس بحاجة لهم .
عاش العراق وعاشت العروبة والإسلام برعاية الواحد الأحد وبسواعد الشرفاء ودمائهم الطاهرة
الذل والعار لكل خوان رعديد جبان
والله اكبر