شعر: أحمد مطر
في المُنتهى..
يَنقلبُ الغُصْنُ إلى عُودِ حَطَبْ.
يَسبَحُ قرصُ الشّمسِ في دمائِهِ
مُجَرَّداً مِنَ الضِّياءِ واللّهَبْ.
تُصبِحُ حَبّةُ الرُّطَبْ
نَعْشَاً منَ السُّوسِ لِمَيْتٍ مِن خَشَبْ!
تُنتبَذُ النّعجةُ إذْ
لا الصُّوفُ منها يُجتَنى
ولا الضُّروعُ تُحتَلَبْ
فَتنتهي من سَغَبِ المرَعى
طَعاماً لِلسَّغَبْ.
تَنقلِبُ الرِّيحُ بلا أجنحَةٍ
طاوِيةً نَحيبَها في نَحْبِها
عاثِرةً مِن شِدّةِ الضَّعْفِ بذيلِ ثَوبِها
تائِهةً عَنِ المَهَبْ.
يَنطفِئُ النّهرُ
فَيحسو نَفسَهُ من ظَمَأ
فَوقَ مَواقدِ الجَدَبْ
مُعَوَّقاً بضَعْفِهِ
مِن عَودةٍ لِمنبعٍ
أو غَدْوَةٍ إلى مَصَبْ.
يُجَرْجرُ الكَلْبُ بقايا نَفسهِ
كأنّهُ يَجترُّ ذكرى أمسِهِ
وَسْطَ مَوائدِ الصَّخَبْ.
لا يَذكُرُ النَّبْحَ، ولا يَدري مَتى
كَشَّرَ أو هَزَّ الذَّنَبْ.
يُقعي وفي إقعائِهِ
يَئِنُّ مِن فَرْطِ التَّعَبْ!
وباللُّهاثِ وَحْدَهُ
يأسو مَواضعَ الجَرَبْ.
تَنزِلُ فَوقَهُ العصا
فلا يُحاوِلُ الهَرَبْ!
وَيَعبَثُ القطُّ بهِ
فَلا يُحسُّ بالغَضَبْ!
لكنَّهُ
بين انحسارِ غَفْوَةٍ وغَفْوَةٍ
يَهِرُّ دُونَما سَبَبْ!
***
الكائنات كُلُّها
في منُتهى انحطاطِها
تُشبهُ أُمَّةَ العَرَبْ!