نفى البيت الأبيض الثلاثاء صحة تقارير إسرائيلية بشأن اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، توجيه ضربة عسكرية إلى إيران قبل انتهاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني من العام 2009. وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض، أن “المقالة التي نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست في عددها اليوم، حول موقف الرئيس (بوش) بشأن إيران، والذي جاء نقلاً عن مصدر غير معروف لمصدر آخر غير معروف، يسيء للصحيفة التي تناولته.”
ونقلت الصحيفة تقريراً لراديو إسرائيل جاء فيه أن “مسؤول رفيع بالقدس” لم يكشف عن اسمه، تم إبلاغه من قبل “مسؤول رفيع في إدارة الرئيس” لم يسمه الراديو أيضاً، بأن بوش ونائبه ديك تشيني، يفكران في عمل عسكري ضد طهران، إلا أن وزيرا الخارجية كوندوليزا رايس، والدفاع روبرت غيتس، يعارضان ذلك.
ولكن البيت الأبيض رفض تلك التقارير، قائلاً في بيان أصدره رداً على تلك التقارير الإسرائيلية: “كما قال الرئيس، لا يمكن لأي رئيس للولايات المتحدة أن يستبعد أي خيار من على الطاولة، ولكن خياراتنا الحالية للتعامل مع هذه القضية ما زالت تسير عبر الوسائل الدبلوماسية، ولم يتغير شيء بهذا الشأن.”
وكان الرئيس الأمريكي قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي، للمشاركة باحتفال الدولة العبرية بالذكرى الستين لقيامها، حيث وجه خطاباً أمام الكنيست الخميس الماضي، قال فيه ن السماح للدول التي “تتصدر رعاية الإرهاب”، في إشارة إلى إيران، بالحصول على أسلحة نووية، يعتبر خيانة للأجيال المقبلة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجه الرئيس الأمريكي تحذيراً شديداً إلى كل من روسيا والصين، اللتين تدعمان المساعي الإيرانية للحصول على التكنولوجيا النووية، قائلاً إن امتلاك الإيرانيين لأسلحة نووية، قد يؤدي إلى اندلاع “حرب عالمية ثالثة.”
وكان مستشار الأمن الأمريكي السابق، زبيغنيو برزيزنيسكي، قد اعتبر أن إدارة الرئيس بوش، تسعى إلى تكرار السيناريو الذي قاد إلى غزو القوات الأمريكية للعراق قبل ما يزيد على خمس سنوات، لشن الحرب على إيران، بدعوى سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية.
وفيما أقر برزيزنيسكي، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهد الرئيس السبق جيمي كارتر، بأنه لا يمكنه التأكد من صدق نوايا البرنامج النووي الإيراني، الذي يصر المسؤولون في طهران على أنه لأغراض سلمية، إلا أنه دعا مسؤولي الإدارة الأمريكية إلى “التحلي بمزيد من الصبر.”