كشف موقع أمني “إسرائيلي” أمس أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت الحكومة “الإسرائيلية” في العاشر من الشهر الحالي الضوء الأخضر لمهاجمة حزب الله مجدداً. وذكر موقع ديبكا المختص في المسائل الأمنية والاستخباراتية “أن الجيش الإسرائيلي تأهب غداة الضوء الأخضر لمهاجمة مواقع حزب الله في غرب بيروت وشمال لبنان، لكن رئيس الوزراء إيهود اولمرت ووزير الحرب إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني فتّ في عضدهم وخشوا من الإقدام على ذلك، ما أثار حنق واشنطن.
ويلفت الموقع ذو التوجهات اليمينية إلى أن ما وصفها بحالة الشلل الإسرائيلية سياسياً وعسكرياً مكنت إيران وحزب الله من إحراز انتصار عسكري وسياسي استراتيجي كبير على إسرائيل وأمريكا، وهو الثاني في غضون عامين.
ونقل ديبكا عن مصدر رفيع جداً رافق الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته الأخيرة لإسرائيل قال إن حكومة الكيان فوتت فرصة ذهبية للإجهاز على واحدة من الجبهات المعادية الأربع إيران وسوريا وحزب الله وحركة حماس التي تهدد أمنها.
وأضاف أن أولمرت حينما استهل الجلسة الحكومية الأسبوعية الأحد الماضي كان في يده ضوء أخضر من واشنطن لمهاجمة حزب الله وكانت الرسالة الأمريكية في غاية الوضوح، وحددت أنه في حال هاجمت إسرائيل حزب الله فإن بوش سيقوم بزيارة لـ”إسرائيل” في ظل الهجوم، وحتى لو تعرضت تل أبيب ومطار اللد الدولي للصواريخ.
ويشير الموقع إلى أن الاستخبارات الأمريكية رجحت أن حزب الله سيرد على الهجوم “الاسرائيلي” باستهداف شمال فلسطين المحتلة ومركزها ب 600 صاروخ في اليوم.
وبحسب “ديبكا” مارس البيت الأبيض ضغوطاً على أولمرت في هذا الخصوص وأكد أمامه أن الأحداث الداخلية في لبنان تشكل فرصة غير عادية على خلفية استخدام حزب الله السلاح ضد طرف لبناني آخر.
ونسب الموقع للمصادر الاستخباراتية الأمريكية قولها إن حزب الله دفع نحو خمسة آلاف من مقاتليه في الجنوب نحو بيروت، بعدما رصدت أجهزته حقيقة عدم تحريك إسرائيل جندياً أو دبابة واحدة في المناطق الحدودية.
وأضاف “هذا يعني أن حزب الله خاطر وغامر بكشف جبهته في الجنوب من أجل ضمان حسم انتصاره في بيروت، وفي هذه اللحظة بالذات طلب الأمريكيون من إسرائيل مفاجأة حزب الله”.
وبموجب “ديبكا” كانت الخطة العملياتية تقتضي قيام سلاح الجو “الإسرائيلي” بغارات متتالية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان وبيروت الغربية، وتمكين خصومه من فتح جبهة واحدة منسقة عليه في الوقت نفسه، ويضيف في موازاة ذلك تدخل مدرعات “إسرائيلية” جنوب لبنان، ويتقدمان بمحورين نحو بيروت، الأول طريق الساحل، والثاني طريق النبطية، جزين وزحلتا عاليه.
لكن رئيس الوزراء أولمرت أمر مساء الحادي عشر من الشهر الحالي بإبلاغ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بقرار إسرائيل بعدم مهاجمة حزب الله، ويضيف كان لتراجع أولمرت استناداً للمصادر الأمريكية الأثر المباشر في انهيار القوى المتحالفة مع الغرب في بيروت.
ويوضح الموقع أنه فيما أغدق بوش المديح على “إسرائيل” خلال الاحتفالات بستينيتها وجهت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والمستشار لشؤون الأمن القومي ستيفن هادلي انتقادات لاذعة لـ”إسرائيل” في الجلسات المغلقة.
ونسب لضباط “إسرائيليين” كبار شاركوا في الجلسات السرية القول إنهم لم يروا من قبل الساسة الأمريكيين غاضبين وحانقين على خلفية تفويت “إسرائيل” لـ”الفرصة”.
ويشير الموقع إلى أن “إسرائيل” لم تتوقع قيام حزب الله بما قام به في بيروت الأسبوع الماضي.