ما من احد في كوكبنا يمكن إن تصل إليه آلات الإعلام سواء المرئية او المسموعة او المقروءة وحتى لو كان بشر موجود خارج كوكب الارض إلا وقد عرف واستوعب وزال عنه كل غموض عن اكبر المعاناة فالكل يعرفها كما يعرف المرء أولاده وأفراد عائلته إن مأساة المآسي تقع اليوم في المنطقة العربية ولو قدر لأحد إن يطلع حقيقة على حجم القتل والدمار في بلاد العرب من خليجها الى محيطها لضن إن قيامة امتنا قد قامت فالقتل يشمل الطفل الرضيع الذي لم يبلغ من العمر سوى أياما ويشمل المرأة والشيخ الكبير كما يشمل الشاب ولا يستثني أحدا لأي سبب لا لشيء إلا لأنه عربي او مسلم فحمامات الدم في العراق تقشعر لها الأبدان يشترك في صناعتها الفرس مع الأمريكان وكذلك حال لبنان لا احد يعلم بأي ساعة تهتز أرضه فيخرج من تحتها ما شاء الله وأراد من آلات القتل فيقتل الأخ أخيه ولا يبتعد الصومال عن الحالة العراقية فالمجاعة تضرب أطنابها بشكل مقيت ويزيد من الم أبناء شعبنا هناك رصاص الأعداء وأين تتجه في ارض العرب تجد قتل ودمار وتشريد وجوع .
أما فلسطين فان لها في المأساة نموذج فريد فكل العرب يدعون أنها قضيتهم المركزية ومحور الجهاد الإسلامي والعربي ولكنهم جميعا يتعاونون في صنع معانات شعبنا فيها وكل له دور وفاصل عليه انجازه وبأحسن صورة .
هل من احد لم يرى او يسمع بان خنزير البيت الأسود بوش الصغير قد ذهب الى فلسطين ( عفوا إسرائيل ) للاحتفال بالذكرى الستين لنكبتها ونحن جميعا نعرف معنى النكبة في فلسطين وهل من احد في الكون لا يعرف إن الإدارات المتعاقبة على كرسي التعاسة في ذلك البيت ( هده الله على رؤوس ساكنيه ) لا يصل إليه إلا وقد جدد عهد الوفاء للصهاينة على اعتبار أمنهم أهم من أمنه الشخصي وبوش الصغير أكثرهم وفاءا الى هذا الأمن ؟
طيب إذا كان الأمر كذلك الرجل القرد قال بفمه المليان إن امن الكيان الصهيوني يعني امن امريكا او أهم ويرد العدوان العربي عليها ثلاثمائة وسبعة ملايين أي في حالة إن يعتدي العرب على إسرائيل فإنها سترد بملاينها السبعة وبعمقها الامريكي وحطت طائرته فوق الأراضي الفلسطينية ليعرب عن بالغ تهانيه للصهاينة بمناسبة استيلائهم على الأراضي الفلسطينية وما من طلقة تصيب عربي إلا وللأمريكان يد فيها من قريب او يعيد وما من مشكلة في الوطن العربي إلا والبصمات الامريكية واضحة حتى لمن أعمى الله العزيز بصيرتهم وبصرهم , فهل من المعقول إن يطير غرابه الابقع من فلسطين ليحط به في ارض الله الحرام على مقربة من بيت الله بيت العدالة والرحمة وقبر رسوله الأكرم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ويستقبل من قبل خادم الحرمين الشريفين , اكرر خادم الحرمين الشريفين على احسن ما يكون وتقدم له الهدايا ومزيد من التنازلات فهل كان ذلك تقديرا له على موقفه من قضايا العرب او لتجديده دعم اليهود الصهاينة او تكريما له على ذبح العراقيين والصوماليين او مكافئته على ماذا ؟
وبكل الوقاحة يذهب الى اكبر دولة عربية وأكثرها ثقلا سياسيا فيستقبله هرمها الذي بدأ يخرف وهو يصطحب ربة العفة والحصانة حرمه المصون ليثمن له مواقفه من القضايا العربية في الذبح والقتل والتدمير ونهب الخيرات وتدمير البلاد , وبعدها سيذهب الى بلد عربي آخر وربما رابع وارض العرب تفتح ذراعيها بكل محنة له بينما يغلقون أبوابها على أهلها وأبنائها وسنرى ماذا سيحصل بعد ذلك وما خفي كان أعظم …..!!!
فقط نقول كفاكم تسفيها للشعب العربي والضحك على ذقون الناس فهم يعون ما تتصرفون فإذا كنتم تحملون من صفات العروبة شيء فاتقوا الله في العروبة وفينا نحن العرب وإذا كنت تحفظون من قيم الإسلام شيء فاخجلوا من الله في المسلمين فالحمد لله إلف مرة إننا في بلادنا ونشترك جميعنا في مستوى واحد من الهم ولسنا في بلاد أخرى لكنا ضعنا خجلا من سلوكيات حكام الأقطار العربية وهم لا يمتون لها بشيء وأعان الله من يسكن منا في غير بلادنا ورحم الله الشاعر الكبير حين قال :
لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألم