كلما تحدثت النخبة السياسية الفلسطينية عن تفاؤلها بقرب دحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية خلال العام الجاري و مع كل مصافحة مع الدكتورة رايس وتشيني واولمرت وباراك , كلما ازددنا قناعة ان لا الابتسامات ولا المصافحة امام عدسات التصوير تبث في نفسنا الا تلك القناعة التي خبرنا بها هذا الاحتلال
وممارساته الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية .. أي بعد كل لقاء تجريه القيادة السياسية الفلسطينية مع قادة العدو بهدف دفع ” العملية السلمية”
للامام , تندفع الهجمة الصهيونية نحو مزيد من الاستيلاء على الأراضي وتكثيف الاستيطان وقضم المزيد من الأراضي بهدف ضمها لباقي الكتل الاستيطانية التي قطعت أوصال “الدولة المتفائل بها” فلسطينيا وعربيا بحسب خيار السلم الاستراتيجي الذي تتمسك به وتدافع عنه النخبة الساسية الفلسطينية والعربية
كشرط لتفاؤلها المفرط برؤية السيد بوش لحل الدولتين ..
لم تتوانى القيادة الرسمية لمنظمة التحرير والنخبة الحاكمة عن لوك التصاريح تلو التصاريح عن الالتزام بتطبيق التعهدات الدولية التي التزمت بها بخارطة الطريق وببنود اطار اتفاق انابولس وتمسكها بالمبادرة العربية للسلام كإطار لحل الصراع في المنطقة والتي تمضي إسرائيل بإمعانها برفض الإقرار بالحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني عن طريق سياسة المماطلة والتسويف وادخال الطرف الفلسطيني في دهاليز المفاوضات العبثية التي تفضي جنبا الى جنب الى مزيد من القتل والحصار والتجويع والتهويد لكل الأرض الفلسطينية
فبعد خطاب بوش أمام الكنيست ” الاسرائيلي ” في ذكرى إنشاء الدولة العبرية في عامها الستين وتعهده بالوقوف الداعم وراء دولة الاحتلال في إطالة عمر الاحتلال من خلال مجموعة تعهدات تقتضي دعم سياسة الحصار والتجويع والتهويد ضد الشعب الفلسطيني وسياسة القتل والعقاب الجماعي الذي تنتهجها دولة الاحتلال على مدار سنوات تكوينها الستين , لا يجد السياسي الفلسطيني سوى طبع مزيد من القبل والربت على اكتاف اولمرت وليفني وباراك في صورة مقززة لاتعكس رغبة المفاوض الفلسطيني وجديته في انتزاع حقوقه الثابته في الصورة المقدمة
والادهى من ذلك انه بعد كل لقاء يعبر الطرف الفلسطيني عن تفاؤله وارتياحه بقرب التوصل الى صيغة اتفاق الى ان خرج علينا الرئيس ابومازن من شرم الشيخ يوم 18 ايار في شرم الشيخ ليعلن امتعاضه لعدم التوصل الى اتفاق ولا على بند واحد من البنود المطروحة فبعد خديعة الاتفاق على إزالة الخمسين حاجزا تم زيادة عدد الحواجز وتشديد الحصار على قطاع غزة وقتل يومي على الحواجز وتنكيل ..
وباعتقادنا ان القناع الذي يرتديه السياسي الرسمي الفلسطيني ذو الوجهين واللسانين المخادعين في الالتفاته الاولى نحو الجمهور الذي تمثله القيادة في الخطاب الغوغائي والبكائية المقيته في استجداء الحلول من المحتل والثاني في وجه المحتل بخطاب العقلانية وما تمثله في الشارع الفلسطيني الذي ركل تلك الشعارات خلف ظهره .
ولايزال الجمع مختلف.. مختلف على ما لايمكن لا لصديق ولا لأبناء هذا الشعب أن يفهمه الأمن منظار المصلحة الفئوية الضيقة.. والآلة تذبح شعبنا الفلسطيني المحاصر .. يختلف الجمع على من يقود ركام وحطام وأشلاء شعبنا المحاصر.. بأيدينا التي نمدها لقتلة ومجرمي حرب في السر والعلن.. بالقبل والأحضان وكأن شيئا لا يكون
فهل من المعقول أن السيد الرئيس وكل من يدعي القيادة وعمله للمصلحة الوطنية العليا حسب الخطاب الذي لا يمكن أن يكون إلا وهما إذا لم يكن لتلك القيادات أن تحمي شعبها.. تحمي الاطفال والنساء في بيوتهم.. إنه خزي ما بعده خزي..
هل من المعقول أن يترك الشعب الفلسطيني وسط حالة الصمت المريب المتكررة منذ 6 عقود لتكرر الإبادة والمذابح المؤدية إلى النكبة الكبرى.. نعم معقول كل شيء في الزمن الرديء الذي تعطي فيه السياسات الرسمية العربية والفلسطينية المتهافتة على عناق المشروع الصهيوني..
وتقولون لما الغضب؟
أيهما يمارس النفاق والازدواجية؟ هل فقط العالم الغربي الذي تقوده عقلية حاخامات لا ترى قيمة للدم العربي أم هذه السياسة العربية التي ترى ما يجري في فلسطين بنظرة المحايد ، لا بل والداعم لتركيع الشعب الفلسطيني..
ماذا لو سقطت يهودية ا كما حدث صباح اليوم الاثنين على
حاجز حوارة قرب نابلس ؟ أجزم بأن المالكي سيظهر ما يظهره وأن كل هؤلاء الذين امتهنوا الذل عربا وفلسطينيين ما كانوا ليصمتون.. فتلك العقول باتت مثل عقول التطرف الحاخامي لا ترى ضيرا في أن يُستخدم دم الأطفال وأشلاء المدنيين أملا في دفعهم نحو الاستسلام.. أجزم.. ثم أجزم بأن هؤلاء جميعا يدركون بأن المجازر الصهيونية بحق البشر والحجر والشجر.. وسيقول هؤلاء بأن المقاومة كانت تعمل بالقرب من المنزل.. أو أن المقاومة تستخدم المدنيين دروعا بشرية.. وغيرها من الاسطوانة المشروخة..
حاجز حوارة قرب نابلس ؟ أجزم بأن المالكي سيظهر ما يظهره وأن كل هؤلاء الذين امتهنوا الذل عربا وفلسطينيين ما كانوا ليصمتون.. فتلك العقول باتت مثل عقول التطرف الحاخامي لا ترى ضيرا في أن يُستخدم دم الأطفال وأشلاء المدنيين أملا في دفعهم نحو الاستسلام.. أجزم.. ثم أجزم بأن هؤلاء جميعا يدركون بأن المجازر الصهيونية بحق البشر والحجر والشجر.. وسيقول هؤلاء بأن المقاومة كانت تعمل بالقرب من المنزل.. أو أن المقاومة تستخدم المدنيين دروعا بشرية.. وغيرها من الاسطوانة المشروخة..
فليكن، أيحق إذا للفلسطينيين أن يقلعوا عن أخلاق نضالهم ويستهدفون الأطفال اليهود والنساء اليهود تحت ذات الحجة؟؟
أين في غزة السجن الكبير والمكتظ يقترح منظري الاعتدال أن تعمل المقاومة؟
الإعلام العربي يا سيادة الرئيس قد يكون بجانبك حين يكرر لك جملك التي تثير الاشمئزاز.. لكن ليتك تعرف ما يفكر به الشعب العربي وأصدقاء الشعب الفلسطيني حول العالم..
هذا الشعب الفلسطيني الذي أثبت على مدى أعوام الابادة أنه أقوى من كل قياداته التي لا تتنازل متحملة المسؤولية عن قيادتها الفاشلة رغم الكوارث والاخطاء هو شعب أقوى من كل هؤلاء السماسرة.. أقوى من كل فصائله وقياداته التي خلقتها فلسطين ولم يخلقوا هم سوى الخيبات في هذه اللحظات التاريخية الحرجة..
آن الاوان.. آن الاوان.. ليحزم هؤلاء المتهافتون كل تقليعاتهم وخزعبلاتهم ليتركوا شعبهم يقرر من وكيف يُقاد ويرد على حرب الابادة وجرائم الحرب التي ترتكب على ايدي من تصافحونهم.. ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني كل تلك الايدي التي تصافح باراك الذي قتل رفاق دربكم من الفردان حتى تونس حبن ترجل امير الشهداء ابو جهاد وما بينهما من شهداء وما بعدهما من الشهيد ياسر عرفات والرنتيسي وكل القيادات الميدانية للمقاومة.. ومن العار ان تفتح ابواب العواصم امام قاتلة مثل ليفني بينما يجفف تحت شمس الحدود العربية الفلسطيني لانه فلسطيني..
صواريخ ومبررات؟
من منكم من فصائل المنظمة المغيبة وتلك التي ليست في المنظمة لم يطلق صاروخا أو قذيفة هاون دفاعا عن الشعب الفلسطيني حتى يساهم وزير إعلام من طراز المالكي وشلته في تقديم سخافة التبرير لقتل الشعب والاسهام في تقديم الغطاء.. كيف لعاقل أن يقبل مساواة الضحية بالجلاد في اسطوانة مشروخة عن “التنديد باستهداف المدنيين” وهم يعلمون تمام العلم بأن المسألة مسألة إحتلال مشرع للشعب المحتل أن يدافع بكل الوسائل عن نفسه ويستخدم حتى السلاح لانجاز تحرره.. نظام الفصل العنصري الماثل امامنا لا يمكن أن يُقاوم بالقبلات ولا حتى بالنيات الحسنة ولا حتى عن طريق كبير الماسونية في شخص كارتر..
مهزلة غياب الاستراتيجية.. هي التي تقسم ظهر شعبنا.. فمن يقبل التفاوض في اختلال الموازين لمصلحة الاحتلال في قتل المدنيين ونزع السلاح والقوة الذاتية لا يمكنه أن يحقق إلا الاصفار المضافة الى الخيبات..
منظمة التحرير الفلسطينية تتحمل مسؤولية في شلال الدم النازف وكل هذه الالاعيب التي يقع في مطبها هؤلاء المنظرون للسلام الذي جرى إضاعة الجهد والوقت والدم في سبيله لاكثر من عقد ونصف دون نتيجة.. فحتى هذه السلطة التي خلقتها إطارات اوسلو مدمرة ومتحولة الى مجرد غطاء للتساوق مع المطروح اميركيا.. في الوعود والتفاؤل المستمر تدميرا على مدار نكبتنا الممتددة ستة عقود
واي وعد خطه لكم سيد البيت الابيض عن الدولة المنتظرة نهاية العام 2008 ؟
أما كفى الصمت .. فليخرج هؤلاء الذين يتحدثون باسم المنظمة عن سخافة الاحتكار لمفاهيم الانتماء الوطني والمصل
حة الوطنية العليا..
حة الوطنية العليا..
– دمشق