متزامناً مع إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، كشف محمد زعيتر المدير التنفيذي لشركة طارق زعيتر وشركاه في الأردن والتي سبق لها أن أنتجت باب الحارة بجزأيه الأول والثاني أن مسلسل “زمن الخيول البيضاء” الذي سبق لها أن أعلنت عن نيتها إنتاجه قد تم التوافق حوله مع المخرج السوري حاتم علي ليكون منتجاً منفذاً ومشرفاً عام على إنتاجه في العام 2009، ليكون أولى الإنتاجات الدرامية العربية التي تتناول التاريخ الفلسطيني من مرحلة لم يسبق للدراما العربية تناولها من قبل، لتأتي متزامنة مع إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية.
وبحسب محمد زعيتر المدير التنفيذي للشركة، فقد تم توقيع اتفاق إنتاج العمل مع المخرج العربي المعروف الذي سبق أن خاض غمار إنتاج أعمال درامية تناولت التاريخ العربي الفلسطيني ولاقت نجاحاً كبيراً مثل مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، بالإضافة لانتهائه مؤخراً من إخراج أضخم عمل درامي بدوي عربي حتى اليوم “صراع على الرمال” بإمكانيات عالية جداً ورؤية فنية ارتقت بالأعمال الدرامية العربية إلى مستوى الأعمال العالمية، مشيراً بذات الوقت أن ترشيح حاتم علي جاء بتوافق ما بين المنتج وكاتب الرواية، الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله الذي اصدر روايته أيضاً بالتزامن مع الذكرى الستين لنكبة فلسطين.
والرواية التي ترصد جزءاً هاماً من تاريخ الشعب الفلسطيني السابق للاحتلال البريطاني والصهيوني، وتشكل واحدة من أهم الروايات التي عالجت الواقع الفلسطيني في ثلاثة حقب زمنية “العثمانية، البريطانية، الإسرائيلية” وتعاملت مع الجوانب الإنسانية في هذه القضية التي صبغها الدم بوصفها قضية إنسانية خالصة، وبرؤية تُظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروح الإنسان الفلسطيني النبيلة، سيبدأ تصويرها في ربيع العام 2009 في أجواء تتناسب وأجواء الرواية التي تبدأ بأجواء ريفية ربيعية، وقد تستمر لبداية صيف ذلك العام، وذلك بحسب زعيتر كذلك.
بينما يجري حالياً مناقشات ما بين المنتج “طارق زعيتر” وحاتم علي حول ترشيح الشخصيات التي ستلعب أدوار البطولة في العمل، حيث سبق لزعيتر أن صرح بأن لديه رغبة في أن يشرك في هذا العمل أكبر عدد من الفنانين العرب من سوريا وفلسطين والأردن ومصر، كما أنه ينوي توفير الإمكانات الضخمة، واختيار السيناريست الذي سيكتب العمل في 30 حلقة تلفزيونية ليكون أحد عروض رمضان 2009.
يذكر أن رواية “زمن الخيول البيضاء” الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 2007، تتناول القضية الفلسطينية من جانب لم يسبق أن ذهب إليه أحد قبله بهذا العمق والشمول، يضيف بها نصرالله العمود الفقري الأساسي لمشروعه الروائي الكبير “الملهاة الفلسطينية” والذي وكان قد بدأ الإعداد له منذ عام 1985، لتأتي هذه الرواية بعد 22 عاماً من الإعداد لها، متوجاً بها نصر الله مشروعه الذي صدرت منه خمس روايات قبلها، هي: طفل الممحاة، طيور الحذر، زيتون الشوارع، أعراس آمنة، تحت شمس الضحى، محاولاً فيها تدوين 125 سنة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً لعام النكبة، محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الإقطاع في هذا الريف الفلسطيني والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود.