تبدو أروقة وردهات فندق شيراتون الدوحة، حيث تعقد جلسات الحوار الوطني اللبناني، كخلية نحل.. وفود تأتي وأخرى تذهب، أعضاء الأكثرية والمعارضة يتحركون بخطوات متسارعة، اللجنة الوزارية العربية تتدخل لدى الطرفين، الجميع يبذل جهودا شاقة ومضنية، حتى أن رئيس الوساطة العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أمكن مشاهدته في البهو الرئيسي لفندق الشيراتون في ساعة متأخرة، من ليلة أمس الأول وهو في حالة اعياء من السهر حتى ساعات متأخرة من الليل متنقلا ما بين الأكثرية والمعارضة.
لقد شاهد عدد من الاعلاميين الذين وجدوا أنفسهم، ربما بالخطأ، قريبين من المكان، الشيخ حمد يظهر لأول مرة وقد حلت بعض من الأزرار العلوية لثوبه الأبيض.. كان الشيخ حمد بن جاسم يجتمع بأقطاب الأكثرية والمعارضة بشكل مكوكي في مطعم يدعى الحبارى يحتضنه بهو الشيراتون، التقى على انفراد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وسمع الاعلاميون رئيس الوزراء القطري يطلب وليد جنبلاط بقوله «أبغي وليد»، وعندما حضر جنبلاط صادف مرور سعد الحريري الذي كان يبدو بملابس «كاجوال»، حيث شوهد مرتديا قميصا وبنطال جينز، وتوقف للحظات مع وليد جنبلاط، ثم غادر الى خارج الفندق، وأتى جنبلاط واجتمع مع الشيخ حمد.
هذه التحركات التي انطلقت ليلة أمس الأول استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، حيث أكدت مصادر أنها تواصلت حتى الساعة الرابعة فجرا بحضور وزير الخارجية القطري.
ولم يتسن معرفة وجهة الحريري خارج فندق الشيراتون، كما لم ترشح أي معلومات عن نتائج هذه التحركات.
ولم يستثن التعب والجهد الاعلاميين الذين اجتهدوا كثيرا واعتمدوا أكثر على التحليل في ظل شح المعلومات والتكتم الشديد الذي يحيط بجلسات الحوار، بل واتفاق طرفي الأكثرية والمعارضة على عدم تسريب أي معلومات بناء على طلب من الشيخ حمد، حتى أن أحمد فتفت ووليد جنبلاط اعترفا بهذا الاتفاق عندما سئلا من قبل الصحافيين عن كثير من المعلومات، فأجابا بأن هناك اتفاقا بين المتحاورين بعدم الادلاء بأي تصريحات عن مضمون جلسات الحوار.
ولا تتمنى قطر الفشل للحوار، فهي ربما تكون معنية أكثر من المتحاورين أنفسهم بنجاح الحوار، لأنه يجري بالدرجة الأولى في الدوحة، ولأن الفشل ستكون له تداعيات سلبية على الجميع.